[٩- تائهة في منحدرات اللا شئ]

201 19 66
                                    


اخبريني ...
اخبريني كيف لا تتجرئين على ذرف الدموع ؟!
اخبريني كيف لا ... كيف لا و حتى السماء بعبراتها للأرض قد اغدقت ؟!

اخبريني ... كيف لا ؟!

٭٭٭

أمام مدفئة على تلك الغرفة قد اضفت انفاس الدفء ...
راحة يداها احتضنتا كتابها ... اتراها تدفئه !

صوت الركض لطم السكون الذي اغرق الغرفة ... و صوت البكاء عن دوره لم يتنازل في تلك اللحظة.

كتابها اخفضت برفق ... بنظرها تشيح لطفلتها الباكية...
"ما بكِ حبيبتي ... أبخيرٍ انتِ؟ "
بحنان تردد سؤالها مسامع ابنتها
بظهر كفها ازاحت دمعاتها التي اغرقت جدران البيت ...

" أمي ... ذلك الفتى ... بالمدرسة... اخبرني ان الفتيات لا تلعبن كرة القدم"
اجابت صغيرتها مستحضرة تهدج صوتها المبحوح جراء عبراتها.

بيدها ...ذلك المنديل الرقيق الذي جفف اهوال من دمع و احتوى اهات البكاء ... تلك اليد التي تتوجس لتلك العبرات ... يد الام ، و ما ادرانا ما يدها - مسحت لها احزانها و استجمعت لتردف

"عزيزتي ...

"لِم كثرة الحديث؟!"
بطر كلماتها مستطردا ... ذلك الذي اطل عليهما فجأةً

" اكملِ لها حكاية فلورا ... ستسعد بالطبع "
اكمل مستحضرا و ابتسامة تدغدغ ثغره

لتردف المقصودة بحماس اهلك ذلك الحزن " اجل امي ... ماذا حل بها بعد ذلك"

٭ ٭ ٭

"لا اثر لها ... "

بوجوم بادر زاك الحديث ، وجهه بلغة التوجس قد كتبت ابجديتها و في براثن الحنق انغمس صوته كفايةً...

و باقي من حضر استمتع بقذف الصمت في فوهة سكون المكان ....

"أسعيدةٌ الآن ...؟!"
اردف ذلك الاب و ابتسامة للعدم قذفت تلك الكلمات بوجه زوجته دون النظر ...

اما هي ... فبرمق الحاضرين قد اكتفت ..

يمتقع وجهها تارة و بالنصر وجهها يرتسم تارة أخرى ...

" سأحضر الشاي ... هل يريد احد ؟! "
أضافت و اللامبالاة قد استعمرت وجهها

لا تعليق ... او بالأحرى لا صدمة ، فأفعالها لهم اصبحت كالاستيقاظ للعمل... يوما بعد يوم عادة هو قد أصبح .

في تلك اللحظة ... او لحظات قد نُسميها
الجميع دمعه قد جف ... لم يجدوا له جدوى
لن تعيد الفقيد ... وللقلوب لن يغير من اوج صلابتها ...
وحدها ... وحدها السماء وجدت رائحة الحزن جلية ... فأرادت أن تضفي للأرض عبق النسيان ،
و للبكاء قد استهلت ...

إنه حلمي _It's My Dream ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن