(2)

57 6 9
                                    

" من وجهة نظري اظن انك قسوت عليها بشدة " قال مهيار صديق ليث في الجامعة.

" لا تدافع عنها " عقد حاجباه و اخذ يقلب الملعقة في كوب الشوكولاتة الساخن امامه.

" انت تعلم ان من داخلك تشعر بتأنيب الضمير " اخذ رشفةً من الكوب امامه.

" اجل، كلا ... ربما " تلعثم في الكلام وهو يشيح بنظره عن عينا مهيار.

" انظر في عيناي و قُلها صريحةً كيّ اصدقك "

" تعلم ان ابي وصاني عليها " نظر له.

" هل وصاك علي ان تبقيها حبيسة في بيتها؟ لا تشعر بحريتها؟ هل وصاك علي ألا تعيش سنها الطبيعي؟ " لم يستطع ليث ان يجاوب صديقه " جاوبني "

" علينا الذهاب الي محاضرتنا، ستبدأ بعد قليل " تهرب ليث من الاجابة، مهيار توقع منه التهرب من الإجابة، تجاهل الامر، و اتجها الي المحاضرة.

في مدرسة أماليا، كانت تقف امام باب المدرسة مع آيلا و زهوة.

" حسناً، يبدو اننا لن نذهب الي المركز التجاري " تنهدت أماليا، ثم نظرت الي صديقتاها ليومئا.

" حسناً، سأرجع الي المنزل و ابحث عن مدرسة ليلسدن اكثر في شبكة المعلومات " لوحت آيلا لصديقتاها بينما توجهت الي المنزل.

" هل ستذهبين الي المنزل بمفردك ام مع اخاكي؟ "سألت زهوة لتستعد للرحيل قبل انهيار دموعها، التي تحاول بشتي الطرق ان تمنع انهيارها.

" كلا، سأذهب وحدي "

" حسناً، الي اللقاء " ركضت زهوة مسرعةً، و سمحت لدموعها بالتساقط علي خديها، لن تستطيع منعهما اكثر من هذا، كما انها لن تستطيع الذهاب الي المنزل بهذا الشكل، ذهبت الي المتنزه قُربَ منزلها، لتبكي بدون اي هموم، بدون ان يهتم لها احد، دون ان يسمعها احد، كي تخرج كل ما بداخلها من صراخ و نحيب و بكاء.

كان هذا اسوء قرار اتخذته، كيف لهاان تفتح تلك الجروح من جديد؟ لكنها كانت مضطرة حتي لا يسخر منها باقي طلاب المدرسة.

أماليا رجعت البيت تفكر و تقلب الفكرة في عقلها، كيف سوف تقنع والدتها الذهاب للمدرسة؟ و قبل هذا، كيف سوف يقابل اخاها تلك الفكرة؟ أسئلة و أسئلة لا إجابة لها حتي الان.

" لم تذهبي الي المركز؟ "سألت امها وهي تحضر طعام العشاء.

" كلا "

" بماذا تفكرين يا عزيزتي؟ " شعرت الام بحيرة ابنتها.

" امي ... أأأ هناك ما حدث اليوم في المدرسة " تلعثمت في الكلام، كيف ستفتح الأمر مع والدتها؟

" أماليا، تكلمِ ماذا حدث؟ "بدأت الام تشعر بالقلق.

" حسناً، سأخبرك " القلق اصبح واضحا علي وجهها كنور الشمس " لكن ارجوك لا تصرخي في وجههي، او تقولي لليث الان، سأخبره انا "

لعبة ليلسدنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن