(5)

26 4 17
                                    

" حسناً، لا يمكننا الفزع، هذا ليس وقته " هتفت آيلا و هي تقف فوق الحفرة التي اصبحت بحجم الغرفة تقريباً، فقط بضع مترات يقفون عليها من خشب، اي خطوة تنهي حياتهم في لحظة.

" بل هو وقته " صرخت أماليا و الدموع تتساقط من عيناها السماويتان، توقفت عن البكاء فور شعورها بشيءٍ ما، كلا انه شخص، شخص يمسك بيدها و يسحبها نحو الحفرة، لم تكن تعي ما تفعله، كأن عقلها محي كُل شيء حولها، يركز كل حواس جسدها نحو الشخص الخفي الذي يسحبها، لا تأبه بصرخات زهوة و ليث و باقي اصدقائها.

" أماليا ماذا تفعلين، عودي ستقعين " صرخ نور بكل ما أوتيّ من قوة، لكن فات الاوان، سقطت في الحفرة " أماليا " صرخ الجميع، لم يتجرء أحدهم علي ان يتحرك حتي لا ينكسر الشيء الوحيد الذي يمنعهم من الغوص في ظلام تلك الحفرة.

تساقطت دموع آيلا و زهوة، و لم يستطعن كتمان شهقاتهن من الخروج، عليهن اخراج ما بداخلهن، اما ليث حاول قدر المستطاع كتمان دموعه، لكن الكثرة تنتصر دائماً؛ لم يستطع ألا يصرخ علي فراق اخته، اما عن مهيار فوقف يهدء من آيلا و زهوة، و نور حاله لم تكن افضل من غيره، لم يتسني له الافصاح عن مشاعره لها، لم يدمع دمعة واحدة من عينه، دموع قلبه كانت كافية.

* . * . * . * . * . * . * . * . * . *

وضعت يدها علي رأسها، ثم جلست تتلفت حولها، في حيرة، كيف جائت الي هنا، وقفت و نظرت من حولها، تذكرت الان ماذا حدث، نظرت فوقها، لكن السقف فوقها.

" مستحيل، لقد وقعت من هناك " نظرت حولها لعلها تجد نافذة او باب، اي شيء يخرجها من هنا، لكنها غرفة كبيرة مغلقة تماماً " حسناً، لا تفزعي ستجدين حلاً يا أماليا "

نظرت حولها لتجد شيئاً يساعدها، ظلت تمشي في الغرفة، كل ما وجدته عُلَباً من الكبريت، عصياً، و جاز قابل للاشتعال.

سمعت أماليا صوت همس في المكان

- لا تحاولي، مصيرك ينتظرك

كان الصوت قادم من خلفها، نظرت لتنصدم بباب مسدود بخشب، سرت قشعريرة في جسد أماليا، و احست بزيادة في حرارة الجو، شيء ما يدفعها لفتح الباب، بذلت قصار جهدها الي ان تخلصت من الخشب.

الفضول يكاد يقتلها، ماذا يوجد خلف الباب؟ مدت يدها لتمسك بمقبض الباب، لكن الخوف يمنعها من الدخول، عقلها يخبرها بوجود خطر خلف الباب.

اخذت قرارها و ارجعت يدها مكانها، ثم التفتت لتجلس، فرأسها يؤلمها، استوقفها وجود مصباح في الغرفة.

تسلل الرعب الي قلب أماليا، حاولت جاهدة ان تقنع نفسها انه كان موجوداً، لكن لا فائدة، الرعب احاط بقلبها.

لعبة ليلسدنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن