الرحله للماضي الجزء 2

2.4K 153 7
                                    


ومن جهه اخرى ...وداخل قاعه الاحتفال كانت تجلس على احدى الطاولات بتملل وهي تراقب المدعوين من حولها فالجميع اما يتحدثون عن العمل او يتعارفون على بعض وبالطبع هذا الاجواء لم تلائمها فهي لا تحب الحضور الى مثل هذه الحفلات وهذا ما دفعها لتحدث نفسها وتقول بملل (يالا الضجر لو ان والدي تركني في القصر لكان ذلك افضل بكثير لي مـ..) وقطع حبل افكارها ذاك وهي تشعر بيداً تلامس كتفها فرفعت نظرها لتجد والدها امامهم وهو يبتسم فبادلته الابتسامه ومن ثم تحدث والدها اخيراً ليقول : ما خطبكِ يا ابنتي ..؟!
-في الواقع انت تعلم تماماً ما بي يا ابي
لم تفارق نيكولاس الابتسامه وهو يقول : وكذلك انتِ ايضا تعلمين سبب جعلي اياكِ تأتي لحفله اليوم
فتنهدت اوليفيا بضجر ولم تفتح فمها بأي كلمه في حين كاد والدها ان يتحدث لولا ان سبقه احد ما وهو يقول : مرحباً ..يا صديقي لقد مرت فتره طويله منذ اخر مره تقابلنا اليس كذلك ؟!
فالتفت كلاهما الى صاحب الصوت ثم ما لبث نيكولاس الا ان صافحه وهو يقول : معك حقك يا ماريوس
فابتسم له صديقه وهو يتساءل : اخبرني كيف هي احوالك واحوال شركتك ..فقد سمعت بأنك قمت بعقد جديد مع شركه من خارج البلاد ؟!
-اوه ان الامور تسير على خير ما يرام ..ماذا عنك انت ؟!
-في الواقع ان جميع اعمالي بخير كما هو حالي
-اوه هذا جيد بالفعل
ثم صمت الاثنان للحظات وعندها تنبه ماريوس للفتاه الجالس على الكرسي..وقد لاحظ نيكولاس انظاره تلك فأبتسم وهو يقول : اوه صحيح قبل ان انسى ان هذه هي ابنتي الصغيره اوليفيا وقد قابلتها مره من قبل
-اوه نعم كلامك صحيح ولكن لقد كان ذلك قبل ثماني سنوات فأنا لا اظن انها تذكرني
-ارجوك اترك ظنك ذلك ..فهي لطالما كانت تسأل عنك وعن ابنك كين ..اليس كذلك يا اوليفيا ؟!
-نعم كذلك <قالتها اوليفيا وهي تحاول اخفاء امتعاضها من حديث والدها ذاك فهي مهما جرى لها لن تقوم بذكر اسم كين على لسانها فهي لا تطيقه بأي شكلاً من الاشكال بعد ذلك عاد نيكولاس ليقول : عزيزتي اوليفيا هيا فلتنهضي ولتصافحي عمكِ ماريوس
فنهضت اوليفيا بتضجر وصافحته ليعلق ماريوس اخيراً : لقد تغيرتِ بالفعل يا اوليفيا فقد اصبحتِ فتاه جميله بالفعل
-شكرا لمجاملتك يا سيد ماريوس
-ولكني اقول الحقيقه
فأبتمست له اوليفيا وبعد عدة احاديث قصيره استأذنت اوليفيا منهم لتذهب وتحبث عن شقيقتها فهي ادعت انها نسيت هاتفها عندها ..وبالطبع تلك الكذبه جعلتهم يصدقونها لتتركهم هي اخيراً وتبحث عن اي شيء تقوم بفعله ولكن ما الذي تستطيع فعل هي بمكان مثل هذا..هكذا راحت اوليفيا تحدث نفسها الى ان قاطعها احدهم وهو يقول : اوه عزيزتي اوليفيا ..كيف هي احوالكِ ؟!
لم تكلف اوليفيا نفسها عناء النظر لذلك الشخص فهي عرفته من نبرة صوته الكريهه تلك ولذلك فقد تجاهلته وكأنها لم تسمع اي شيء واخيراً راحت تسير بأتجاه الشرفه لتبتعد عنه وبما ان ذلك الشخص لم يعجب بسلوكها فقد قام بملاحقتها والامساك بها لايقافها امام باب الشرفه الكبير فقاومته اوليفيا وهي تقول باستياء : اتركني يا هذا ..ثم ما الذي تريده مني ؟!
-اولاً ان اسمي كين انزو ولست هذا.. اما بالنسبه لسؤالكِ الثاني فأنتِ تعلمين بالضبط ما اريده
فأدعت اوليفيا الغباء وهي تقول : ماذا ..انا لا افهمك ..ثم ما الذي تعنيه بكلامك هذا ؟!
فتنهد كين بضجر من تصرفها ذلك وراح يقول : اوه احقاً انتِ لا تفهمين ام انك تدعين الغباء كي تتهربي مني ؟!
فرفقعت اوليفيا حاجبيها بأستغراب وهي تقول : ولماذا عساي اتهرب منكِ ؟! فأنا لا احمل لكِ الضغينه او ما شابه
-اذاً بماذا تفسرين تصرفكِ الذي فعلته قبل قليلا انا اعني تجاهلكِ لسؤالي
-انــا تجاهلتك ..هل حقاً فعلت ذلك فأنا لا اذكر انني سمعتك تحدثني حتى
انهت اوليفيا كلماتها تلك وهي تحاول بقدر المستطاع ان تمثل دور البريئه ..ورغم ان كين لم يقتنع كثيراً بكلامها الا انه تغاضى عن الامر وهو يقول : حسنا اذاً سأصدقكِ هذا المره يا عزيزتي الجميله <قال كلمته الاخيره وهو يبتسم
فبادلته اوليفيا بأبتسامه شفافه ومن ثم قالت : شكرا لتفهمك..واخبرني الان ما كان سؤالكِ ذاك ؟!
-في الواقع لقد كنت اتساءل عن احوالكِ لا اكثر
-اوه ان كان الامر هكذا فأنا بالفعل بخير..اما الان فأعذرني فأنا اريد تنشق بعد الهواء النقي
بعد كلمتها تلك حاولت ابعاد يده عنها ولكنها لم تستطع فهو قد احكم اغلاق قبضته عليها مما جعلها غير قادره على ذلك ..فرفعت نظرها له لتقابل عينه الخضراء تلك ثم قالت بأستياء : ماذا الان ؟!
اجاب وهو يرفع احد حاجبيه : الا تظنين بأنكِ نسيتي شيء ما !!
ففكرت اوليفيا ومن ثم اجابت : امممممم لا اظن ذلك ..ولكن لماذا هذا السؤال فجأه ؟!
-بالطبع لانكِ لم تسألي عن احوالي او تطمئني علي !!
-ولماذا عساي افعل ذلك فها انا اراك امامي بأفضل ما يكون ..هيا الان ان لم يكن لديك امراً مهم فدعني اذهب فأنا لا املك الوقت لأضيعه في كلاماً لا طائل منه
-وهل يوجد شيء اهم من الحديث مع خطيبكِ المستقبلي ..يا عزيزتي ؟!
في تلك اللحظه جن جنون اوليفيا وراحت تقول بسخريه : هه ومن الذي قال بأنك ستكون خطيبي او ما شابه ؟!
فأبتسم كين وهو يجيب : اوه يبدو بأنكِ قد نسيتِ بالفعل بأن هذا الامر كان مقرراً منذ مولدنا
-وهل تظن بأنني سأوافق على امراً لم اقرره انا بنفسي ..ارجوك لا تضحكني <قالتها بسخريه اكبر ونبره حاولت ان تجعلها مستفزه له وبالفعله هي نجحت في ذلك فقد شد على يدها مما جعلها تتألم بينما راح يتحدث وهو يصر على اسنانه : سوف تتزوجيني رغماً عنكِ افهمتي !!
- لا لم افهم ولا اريد ذلك <قالتها بعناد وهي تحاول كبت المها ودموعها ..اما بالنسبه له فبعد سماعه لكلماتها تلك شعر بالغضب وراح يقول : شئتي ام ابيتي انتِ ستكونين لي في النهايه فأنا لن اسمح لاي شخص اخر بأخذكِ مني
-اخبرني يا هذا من تظن نفسك لتجبرني على شيء انا لا اريده ..ثم اتظنني سأقبل برجل منحط مثلك يمتلك العديد من العلاقات مع النساء ومن يدري قد يكون لك بعض الابناء منهم ايضا
فصر كين على اسنانه وقد طفح به الكيل فهو يكره ان يهان وهذا جعله .. يرفع يده ليصفعها وبمجرد ان رأت اوليفيا ذلك اغمضت عينيها وهي تنتظر ما سيأتيها ولكن بعد دقائق لم تشعر بأي شيء ففتح اعينها الزرقاء ببطء لتجد ان احد ما قد امسك بيد كين ليوقفها وذاك جعلها تتعلق في الهواء ثم راح ذلك الشخص يتحدث بعدها قائلا : ماذا تظن نفسك فاعلاً يا هذا ؟! ثم الم يعلمك احدهم طريقه التعامل مع الفتيات ؟!
-وما شأنك انت بهذا<قالها كين بحده وهو يحرر يده من قبضت ذلك الشخص ثم ينزلها
-حسنا قد يكون بالفعل لا شأن لي ..ولكن انا لن ارى الظلم بعيني واسكت افهمت يا وريث عائله انزو ام اعيد كلامي لك من جديد ؟؟!
-لا حاجه لذلك ..فنحن مغادرون
انهى كين كلمته تلك وهو يمسك بيد اوليفيا ليسحبها خلفه الا انها رفضت التحرك وهي تقول باعتراض : فلتغادر بمفردك ..فانا لن ابرح مكاني هذا
-بل ستفعلين ورغماً عنكِ ايضا
فحاولت اوليفيا الافلات من قبضته مجدداً وهذه المره نجحت في ذلك فقد ساعدها ذلك الشخص ليبعد يد كين عنها ومن ثم يقف في وسطهما قائلا : لا تتمادى كثير يا كين ..فقد سمعت قرارها هي لا تريد الذهاب معك ..لذلك فلتذهب بمفردك
-ومن تظن نفسك يا هذا حتى تأمرني ؟!
قالها كين بحنق ..في حين اجاب ذلك الشخص ببرود على سؤاله : اوه انت تعلم بالضبط من اكون فأنا لست بحاجه لان اعرف عن نفسي
بعد كلمته الاخيره تلك جن جنون كين وقد وصل حده من الغضب فصرخ قائلا : فلتبتعد عن طريقي يا اوليفر فأنا لا اهتم لك حتى وان كنت احد افراد العائله الحاكمه
ولكن اوليفر لم يستجب له واشار بيده لبعض الحراس الملكيين الذين فهموا مقصده وتقدموا من المدعو كين وامسكوا به وبالطبع راح كين يقاومهم في حين تحدث اوليفر قائلا : اتعلم يا كين انا لم اكن اريد فعل ذلك ولكن انت من ارغمني <ثم سكت واكمل يخاطب الحراس > ايها الحراس فلترافقوا السيد كين الى الخارج وتتأكدوا من مغادرته للمكان ..واياكم ومسه بأي اذى افهمتم ؟!
-امرك يا سمو الامير
ثم كادوا يخرجونه الا انه قاومهم وهو يقول : دعوني ايها الاوغاد فأنا استطيع السير بمفردي
فأومأ لهم اوليفر دلاله على ان يتركوه يسير بمفرده ..بعد ذلك قاموا بأصطحابه الى خارج قاعه الاحتفال وفي الوقت نفسه التفت اوليفر الى اوليفيا التي كانت ولا تزال مندهشه من الذي حدث فلم يعلق هو على ذلك واكتفى بأن قال : انستي هل اصبتي بأي مكروه ؟!
في تلك اللحظه عادت اوليفيا للواقع وهي تلتفت لتلتقي اعينها الزرقاء بأعينه العسليه ومن ثم قالت : لا لم يحدث اي شيء من هذا فقد انقذتني في الوقت المناسب ..وانا اشكرك لذلك
-لا داعي لشكر فأنا ..لم افعل اي شيء يذكر
-ولكنك ساعدتني وهذا ..بالفعل عملاً يتطلب مني شكرك
-في الواقع انا لا اوفقكِ في وجهة نظركِ تلك فأي شخص كان ليفعل ما فعلته ..على كل حال انا سعيد لرؤيتك بخير يا انسه ..
بترت عبارته مما دفعها لان تقول : اوه يالي من حمقاء لقد نسيت ان اعرفكِ بنفسي ..انا اوليفيا لوغان
-اوه اذاً انتِ هي الابنة الصغرى للسيد نيكولاس لقد سرني التعرف عليك بالفعل ..وانا
فقاطعته اوليفيا وهي تقول :انت هو الامير اوليفر مارسيل لوكاس الابن الثاني للحاكم (الملك) السابق
-اوه يبدو بأن لا احتاج لتعريف عن نفسي < ثم انهى كلمته وهو يبتسم بهدوء ..فبادلته اوليفيا الابتسامه ومن ثم قالت : بالمناسبه يا سمو الامير انا كنت اريد الاعتذار منك ..لكوني جعلتك تتورط بمثل هذه الامور التافهه
-لا عليكِ فأنا فعلت كل ذلك بأرادتي ..ولم يجبرني اي احد عليه ..ثم ان من واجبي مساعدة شعبي اليس كذلك ؟!
فأومأت له اوليفيا وهي تفكر قليلا ( اوه ان الامير لطيفاً بالفعل ..ثم انه وسيماً بعض الشيء ..اوه مابي اتحدث هكذا الى نفسي على ما يبدوا بأني قد اصبت بالجنون لقولي لمثل هذا الكلام المحرج ) ثم اطرقت برأسها فقد احمرت خدودها خجلا وقد لاحظ اوليفر حالها ذاك واكتفى بأن رسم احلى ابتسامه على محياه وكاد ان يعلق عليها ولكن ومن دون سابق انذار سمع كليهما رنين هاتفه عندها اضطر اوليفر لأنهاء حديثهما ذاك وهو يقول : اعذريني الان يا انستي الجميله فلدي اتصال اخر مهم وعلى ان اجيب عليه اراكِ لاحقاً
ثم تركها ليجيب على هاتفه ..اما بالنسبه لاوليفيا فقد زاد احرجها عندما تذكرت ما قاله وراحت تردد في رأسها (انستي الجميله ..انستي الجميله ..انستي الجميله ..اوه يالهي ماهذا اليوم ثم ما الذي كان يقصده سمو الامير هل يعني حقا ما قال ؟ ام انها مجرد مجامله ؟ ) ثم تحدثت بصوت شبه مرتفع لتقول : انا بالفعل لم اعد افهم اي شيء يجري من حولي اليوم
بينما في الجانب الاخر من القاعه كانت تراقبه منذ بدايه الحفله وتشاهد المدعوين وهم يتحدثون معه ويبتسمون له ولكنها لم تهتم لهم فأنظارها كانت موجهه له هو فقط فهو الوحيد الذي سرق قلبها من بين جميع من في الحفل ..كانت تتنمى الحديث معه ولكن مع كل هذا الحشد القريب منه فهذا الامر صعب ..بل يكاد يكون مستحيلا ثم في النهايه هي لا تستطيع الحديث معه امام كل ذلك الحضور فهي في النهايه لا تريد ان تلفت الانظار حولها او تثير ريبة البعض ..لذلك اكتفت هي بأن راقبته بصمت على امل ان تسنح لها اي فرصه لتحدث ..ومع مرور الوقت وانتهاء الحفل عاد جميع الحضور الى منازلهم وقصورهم ليستريحوا ويتحضروا لحمله الانتخابات التي ستبدأ من صباح اليوم التالي ولن تنتهي الا بعد شهر ونصف وهي ستحدد حاكمهم الجديد ومصيرهم
------------------------
بعد مرور يومين على حفله التقاعد وفي قصر عائله لوغان كانت تجلس في الحديقه وهي ترتشف فنجان من الشاي وتقرأ احد الكتب لعلها بذلك تبعد الضجر عنها ولو لدقائق ولكن ذلك لم يجدي فهي لا تستطيع التركيز فكلما حاولت ذلك تتذكر الامير وحديثه معاها وذلك يجعل افكارها مشوشه ولكن فجأه قطع رنين الهاتف لحظتها تلك فما كان منها الا ان تجيب فقد تبين ان المتصل هي صديقتها جنيفر وبعد التراحيب والحديث المطول في عدت امور اقترحت عليها صديقتها بأن يتقابلوا في احد المقاهي فرحبت اوليفيا بالفكره فهي بتلك الطريقه ستبتعد عن التفكير والملل وهذا بالفعل ما تحتاج اليه بعد ذلك انهت جنيفر محادثتهما وهي تخبرها بالمكان والزمان الذي سيلتقون به ..فودعتها اوليفيا ومن ثم دخلت الى القصر لتأخذ الاذن من والدها ثم تتحضر لذهاب ولان نيكولاس لا يرفض اي طلب لابنته فقد وافق على ذهابها شرط ان لا تتأخر في العوده وهي من فرط سعادتها قبلة جبينه ومن ثم صعدت الى غرفتها لتبديل ثيابها
---------------------
وفي مكان ما في احدى الاحياء المتواضعه توقفت سياره الاجره امام منزل صغير بحديقة ازهار جميله لتترجل منها امرأه ذات قوام ممشوق وشعر كستنائي لافت ثم تسير بخطوات ثابته الى ذلك المنزل واخيراً قامت بطرق الباب لعدت مرات وبعد لحظات وعندما لم تجد اي استجابه اخرجت مفتاح المنزل من حقيبتها وفتحت الباب واخيراً دلفت الى الداخل ولكن الصدمه كانت عند دخولها لغرفه الجلوس فقد كان المكان في حاله من الفوضى فالاوراق والملفات والثياب متناثره في كل مكان تقريبا كما ان بعضاً من اكواب القهوه ملقي هنا وهناك وللحق فقد تفاجأت هي من المنظر وقررت ان تتفحص ما تبقى من المنزل ولكن لحسن حظها فأن الاجزاء المتبقيه من المنزل في مكانها اي انها سليمه ومرتبه ..فتنهدت براحه ثم فكرت قليلا في نفسها (ان كان المكان في حاله فوضى فمن المرجح انه لا يزال في المنزل ) وعادت للواقع وهي تخطط لاثبات صحة كلامها فما كان منها الا ان توجهت لغرفه النوم المظلمه فبالتأكيد هو اول مكان سيذهب اليه اي شخصاً مرهق وبالفعل عندما اقتربت من السرير وجدته نائما هناك وبكل هدوء فأبتسمت براحه لشكله فهو يبدوا بخير عكس ما كان عليه قبل يومين ..وبعد ان اطمئنت عليه تركته يكمل نومه وباشرت هي بتنظيف غرفه الجلوس وترتيبها
-------------------------
لنعد لاوليفيا التي استعدت للخروج بعد ان افرغت نصف ثيابها من الخزانه وتركت غرفتها في حاله يرثى لها ولم تهتم للامر كثير فهي من فرط حماسها خرجت من الغرفه لتودع والدها قبل ان تغادر المنزل ولكن ولسوء حظها ففي نفس اللحظه الذي كانت تريد توديعه فيها دخل عليهم الخادم وبصحبته بعض الزوار وليسوا اي زورا فقد كانوا صديق والدها وابنه وانا اعني بذلك ماريوس انزو وابنه كين ..وبطبيعة الحال فقد انزعجت اوليفيا لرؤيتهم ولكنها حاولت اخفاء ذلك وهي تتصنع الابتسامه وبعد الترحيب الحار قررت اوليفيا ان تنجوى بجلدها فما كان منها الا ان استأذنت منهم وودعت الجميع في عجل ومن ثم غادرت القصر قبل ان يطلب منها والدها البقاء وبمجرد ركوبها للسياره تنفست الصعداء فهي اخيراً تخلصت من كين ذاك او ربما هذا ما ظنته ولكن مالبث ان غيرت ظنها ذاك عندما رأت كين يفتح باب السياره ويجلس بجوارها فتجهم وجهها وراح تتساءل : ما الذي تفعله هنا ؟!
-بكل بساطه انا ذاهباً معكِ
-ومن الذي دعاك لذهاب معي ؟!
فابتسم وهو يجيب : اوه في الواقع لقد امرني السيد نيكولاس ان اذهب معكِ وان لم تصدقي فأذهبي واسألي والدكِ بنفسك ..ثم اتظنين ان بأمكانك الهروب مني ؟!
كشرت اوليفيا في وجه كين ثم حدثت نفسها قائلة ( ماذا عساي افعل الان ؟! ..ثم ما الذي يفكر فيه والدي وكيف سمح لها بالقدوم معي يا الهي ماهذا المصيبه ..اممم ما الحل الان هل اخبر جنيفر بعدم مقدرتي لذهاب واعود لغرفتي!ام اذهب واتجاهل وجود كين ؟! ..اممم ايهما اختار ) كانت كل تلك الافكار تدور في عقل اوليفيا الى ان حسمت الامر وهي تعطي السائق عنوان المقهى الذي ستجتمع فيه مع اصدقائها فحرك السائق السياره نزولاً عند طلبها ليغادروا القصر اخيراً وهذا ما اسعد كين فهي لم تتركه بعد كل شيء ..وبعد ربع ساعه تقريباً وصلا الى المقهى المنشود ثم ترجلت اوليفيا من السياره و دخلت المقهى وكأن لا وجود لاحد معها ..مما اغاظ كين قليلا ولكنه حافظ على اعصابه وهو يلحق بها وبمجرد دخوله للمقهى جال بنظره باحثاً عنها ليجدها في النهايه تجلس على احدى المقاعد ومقابلها طاوله فارغ مما يعني انها تجلس بمفردها فتقدم منها ليجلس في الجانب الاخر اي امامها ومن ثم راح يقول : لماذا لم تنتظريني حتى ندخل سوياً ؟! ..ثم اين هم اصدقائك المزعومون ؟!
فلم تُعره اوليفيا اي اهتمام وراحت تنظر لقائمه الاطعمه فشعر كين بالانزعاج فما كان منه الا ان انتزع القائمه من بين يديها لتلتفت اليه اخيراً وهي تقول بسخط : ما الذي تريده مني الان ؟؟
فاجاب بهدوء محاولا استفزازها : لا يجوز ان تحدثي خطيبكِ بتلكِ الطريقه
فأحتد غضب اوليفيا وهي تقول : ماذا ..ما هذا الهراء الذي تقوله ؟!
-عن اي هراءً تتحدثين فانا لم اقل سوى الحقيقه
-ارجوك لا تضحكني ..فأنا لست بمزاج يسمح بذلك
قالتها بسخريه ثم نهضت لتتوجه الى دوره المياه ولكنه امسك بذراعها واوقفها وهو يتساءل : الى اين ستذهبين ؟!
-وما شأنك انت يا هذا ..ارجوك لا تتدخل
ولكنه لم يفلت يدها بل جذبها بقوه حتى عاودت الجلوس في مكانها فتجهم وجهها في حين كان هو مستمتعاً برؤية تعابيرها تلك وبمجرد ان رأت اوليفيا تعابيره تلك عادت لصوابها وحاولت ابعاد يده عنها ومقاومته ولكنه كان اقوى منها بكثير مما جعلها تعترض قائلة : اتركني يا هذا ..ثم ما الذي تظن نفسك فاعله ونحن امام كل هؤلاء الناس ؟!
-اولا اسمي كين ..وثانيا انا لن اترككِ الا بشرط وثالثاً انا لا اهتم لاي احد ما دمتي انتِ معي
-هه وكأنني سأستمع لشرطك ذاك فلتحلم يا هذا
-حسنا كما تريدين فأنا ايضا لا امانع الجلوس هكذا طوال الوقت
-ايها الوغد
قالتها اوليفيا بحنق وهي تحاول الافلات في حين كان هو يبتسم قائلا : هذا لن ينفعكِ هذا المره ثم ان الامير ليس هنا حتى ينقذكِ
وانهى كلمته تلك ثم راح يقهقه بسخريه فتجاهلته هي وراحت تتمتم ببعض الكلمات التي لم يفهمها كين ولكنه اعتقد انها كانت تشتمه او ما شابه فلم يكترث وراح يقول : اوه ما خطب هذه التعابير على وجهكِ ؟!
فلم تجبه اوليفيا وهي تحاول بقدر الامكان تجاهل وجوده رغم كونه لا يزال ممسكاً بيدها فتنهد كين مكملاً : اوه اجل بالطبع فلتتجاهليني كالعاده ولكن اتعلمين بعد زواجنا انا سأعلمكِ كيفية التعامل بلباقه مع الاخرين
-اوه وكأن هذا ما كان ينقصني ..ثم كم مره على القول لك بأننا لن نتزوج لماذا لا تريد ان تفهم ؟!
-ببساطه لان زواجنا سيحدث ولكن انتِ من لا تتقبلين الواقع ..فكما تعلمين زيارتنا اليوم كانت لتناقش في هذا الامر ولكن انتِ هربتي مجدداً ومع ذلك لا تقلقي فوالدي ووالدك سيتدبرون الامر وقد نصبح في نهايه هذا الشهر زوجاً وزوجه
فأنصدمت اوليفيا من حديثه ذلك وراحت تقول : لحظه ..انا لا افهم انت لا تعني ما تقوله اليس كذلك ؟!
فرفع كين حاجبيه دلاله على الاستغراب ثم اجاب : ومنذ متى وانا اكذب عليكِ ..ثم ما بال هذه الوجه المصدوم ؟!
-لا لا انا لا اصدق
ثم غرقت في دوامه سوداء وهي تفكر ان وافق والدها على الامر فأن حياتها قد انتهت لا لا بالطبع هو لن يفعل هذا فهو يحبني نعم صحيح ابي يحبني هكذا راحت اوليفيا تحدث نفسها الى ان قطع حبل افكارها وهي تسمع صوت شبه مؤلوف لها فرفعت نظرها لذلك الشخص او بالاحرى لصديقتها وسمعتها تقول : اوه هل اتيت في وقت غير لائق ؟!
انهت كلمتها وهي تنظر لهما وهما يمسكان بأيدي بعض فسحبت اوليفيا يدها بغتةً من يد كين وراحت تقول بنفي : لا هذا ليس صحيح ان الوقت مناسباً وبشده
ومن ثم تصافحت الصديقتان لتعلق جنيفر اخيراً : لقد مره زمن طويل اليس كذلك ؟!
-اوه هذا صحيح <قالتها اوليفيا
-اذاً اين البقيه ؟؟! <تساءل كين
فاجابت جنيفر : اممم انهم سيلحقون بي قريباً ولم تنهي كلمتها تلك الا وهي تشعر بيداً تحيط خصرها وشخصاً ما يقول : انتِ تعنين حالا لا قريباً اليس كذلك يا عزيزتي ؟!!
فأبتسمت جنفير له وقالت : اوه بالطبع
-اوه باترك مرحبا بك لقد سرتني رؤيتك
-وانا ايضا كيف هي احاولك يا اوليفيا ؟!
-بخير ماذا عنك ؟!
فاجاب : انا ايضا بخير
ثم اللتفت لكين وصافحه بهدوء وقبل ان يجلس الجميع دخلت عليهم كارول وميرا وهم بعض من الرفقه ايضا فرحبوا بهم واخيراً وبعد اجتماع الجميع تغيرت الاجواء عندهم وايضا ذلك ساعد اوليفيا على تناسي امر الزواج وما الى هنالك وبعد حوالي الساعه والنصف من تبادل الاحاديث استأذن باترك هو وزوجته اي جنيفر للعوده للمنزل فأبنتهم ذات الاربعه سنوات بمفردها هناك فلم يمانع احداً ذهابهم ثم ما لبثت ميرا الا ان ذهبت هي الاخر فهي لديها موعداً مع حبيبها او ما شابه وبذلك لم يبقى سوى اوليفيا وكين وكارول التي كانت تراقبه بنظرات غريبه تحمل فيها بعض البغض في حين لاحظ كين ذلك ولم يكترث ولكن ما يحيره اكثر هو كون شكلها مؤلوفا ً بالنسبه له فهي تملك عينين بنيه وشعرها بنفس اللون ولكن في النهايه ظن كين انه ربما كان يعتقد هذا اي ان ماحدث كله مجرد خيالات بعد بضعة دقائق استأذنت اوليفيا لتذهب لدوره المياه التي لم تستطع الذهابه اليه في المره الاولى فلم يمانع احد وفي طريقها الى هناك شردت قليلا بذهنها فقد داهمتها فكره موافقه والدها على الزواج من كين وبسبب ذلك لم تشعر اوليفيا بنفسها الا وهي تصطدم بأحدهم وبدون ان تلتفت له اعتذرت واكملت طريقها لدوره المياه ولكن ذات الشخص اوقفها وهو يمسك بذراعها قائلا : اوليفيا اليس كذلك ؟!
فتعجبت هي من منادته اسمها وشعرت بأنها قد سمعت هذا الصوت من قبل فرفعت اعينها لذلك الشخص بتفاجؤ وقالت : اوه انا لا اصدق هل احلم ام ماذا ؟!
فأبتسم لها بعذوبه وهو يقول : لا اظن بأن هذا حلم ..ثم لماذا كل هذا التفاجؤ ؟!
-في الواقع انا لم اظن بأنني ساقابلك في مكان كهذا وبمحضاً من الصدفه ايضا
-وما به هذا المكان انه جميل ..ثم اتعلمين انا لا اؤمن بالصدف بقدر ما اؤمن بالقدر فكل شيء مقدر لنا منذ ان ولدنا لذلك فهذه ليست بصدفه
-اممممم ربما كلامك صحيح ..على كل حال لقد سرتني رؤيتك بالفعل
-وانا كذلك
وفجأه شعرت اوليفيا بالفضول فتساءلت : اممم يا سمو الامير هل لي بسؤال ؟!
فابتسم وهو يجيب : بالطبع ..لكن قبل ذلك فلتنسي كوني اميراً فانا هنا كأي مواطناً عادي لذلك فلتبتعدي عن الرسميه ولتنادي بأسمي مباشرةً ..وانا سأفعل المثل ما رايك ؟!
-اوه كما تريد ..حسنا يا سمـو...اقصد يا اوليفر هل لك بأن تخبرني عن سببـ..
وبترت عبارتها هذه المره فقد اغلق اوليفر فمها فجأةً وراح يقول بهمس : اشششش ارجوكِ تحلي بالهدوء
ثم القى نظرةً على باب المقهى فدفع الفضول اوليفيا لتنظر الى ما ينظر اليه واذا بها ترى شاباً في العشرينيات بشعراً اشقر وبشره سمراء يرتدي زياً اسود وهو مفتول العضلات ويظهر انه حارس شخصي او ما شابه ..علق اوليفر بهمس وهو ينظر له : اوه يالهي لقد كشف امري علي الهرب من جديد
فهمهمت اوليفيا لكونها لا تستطيع الحديث بسبب يد اوليفر فتنبه هو لذلك وابعد يده قائلا : اوه اعذريني ارجوكِ فأنا لم ...
فقاطعته هي : لا عليك ..ولكن اخبرني من هذا الشخص ؟! ثم لماذا انت تهرب منه ؟!
فأجابها بهمس : فلتخفضي صوتكِ..اما بالنسبه لسؤالكِ فهو ايفان حارسي الشخصي وهو يبحث عني لكوني قد تهربت من بعض الاعمال الخاصه بالشركه
-اووووه ان هذا الامر مفاجئ لقد ظننتكِ تهتم لعملك كثير <قالتها بهمس
-في الواقع انا اهتم له ..ولكن عندما يتغيب اخي تتراكم الكثير من الاعمال واكلف انا بها في النهايه ..ولان هذا حصل معي الان فأنا قد تهربت من كل تلك الاعمال فكما تعلمين انا بحاجه لراحه ايضا
-اوه انا لم اظن بأن الامير اندرو قد يفعل هذا اقصد ان يتغيب عن عمله انه يبدو لي عكس ذلك اقصد انه يظهر بمظهر الشخص المسؤول وما الى ذلك
-ربما كلامك صحيح ولكن في الاونه الاخيره هو اصبح كثير الغياب على كل حال ..انا لا استطيع ان اطيل الحديث اكثر فايفان قادم بأتجاهنا..وانا علي الذهاب
ثم جال ببصره وبمجرد ان وقعت اعينه على باب الطوارئ ابتسم قائلا : اوه لقد نجوت
ثم اقترب ليفتح الباب اخيراً فبقيت اوليفيا تراقبه ثم قبل ان يغادر نظر لها فوجدها تنظر اليه عندها اتسعت ابتسامته وكأن فكرةً ما خطرت له ثم اعلن قائلا : اوه انستي العزيزه هل ترغبين بالهرب معي ؟!
ومن دون اي تفكير اي لا ارادياً اجابت هي : اجل بالتأكيد
-اذاً ماذا تنتظرين هيا بنا
ثم امسك بيدنا وسحبها ليخرجا اخيراً من ذلك المقهى وعندها تنهد اوليفر قائلا : اوه لا اصدق بانني استطعت الفرار مجدداً
ثم القى نظرةً عليها فوجدها تنظر للارض ويبدو من شكلها انها متوتره فهي في الواقع كانت تفكر وتقول ( يالي من حمقاء كيف اقبل عرضه بسرعه هكذا ..اوه ماذا بي افقد نفسي كلما رايته ) ثم استيقظت من شرودها وهي تسمع يقول : هل هناك اي خطب ؟! ام انك قلقه لكونكِ تركتِ اصدقائكِ فجأه ؟!
-اوه ماذا لا ليس الامر هكذا ..انا لست قلقه بتاتاً ..فأنا في النهايه كنت اريد التخلص من احدهم
فتساءل اوليفر : اتعنين من خطيبك كين ؟!!
فردت بأمتعاض : اولا هو ليس خطيبي ..وثانيا ارجوك لا تذكر اسمه امامي فأنا لا اريد ان اعكر مزاجي بالتفكير به
-اوه يبدو بأن امراً ما حصل لكِ معه
-امراً اوه بل هناك الكثير والكثير من الامور
-ما الذي تعنيه بكلامكِ ؟!
فتنبهت اوليفيا لنفسها وراحت تقول بأبتسامه شفافه : اوه ارجوك لا تشغل بالك بمشاكلي التافه فأنت يكفيك مالديك من مشاكل <ثم غيرت الموضوع وهي تقول > اذاً اخبرني الان ماذا عسانا نفعل ؟!!!
فهم اوليفر كونها لا تود اخباره بما لديها فلم يسألها اكثر احترماً لخصوصيته واخيرا اجاب على سؤالها قائلا : انا لا اعلم ..لذلك انا سأترك القرار لكِ ماذا تريدين منا ان نفعل ؟!
فحدثت نفسها ( في الواقع انا نفسي لا اعرف
ولكن علي التفكير اممممممم اين كنت اريد الذهاب يا الهي ساعدني )وفجأه اجابت : اوه اجل انا كنت اريد الذهاب الى المكتبه وكذاك المهرجان ولكن انت قد تكون مشغولاً فـ...
وبترت عبارتها وهي تشعر به يشد على يدها التي ما يزال يمسك بها واخيراً سحبها خلفه قائلا : اذاً ماذا ننتظر فلنذهب للمكتبه فكما تعلمين انا متفرغاً تماما
ثم بعد ذلك اوقف لهم سياره اجرة ليركبها كلاهما ويتوجها الى المكتب ثم لاحقاً الى المهرجان
---------------------
يتبع ...

رايكم بالبارت ؟!

وشكرا لمروركم :)

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن