♡ نهايه محرجه ♡

3.4K 223 7
                                    


في مبنى الجامعه
كان يجلس بهدوء وهو يستمع للمحاضر بينما يتكأ شقيقيه على مرفقه والملل ظاهر على تعابير وجهه ..لم يهتم ريو كثير لذلك فقد تلقى رساله في تلك الاثناء فأخرج هاتفه بخفيه حتى لا يراه احد فمن القوانين المهم لهذه الجامعه هي ان لا تستخدم الهواتف في قاعات المحاضره بل هي ايضا من الامور الممنوع ..ومع هذا لم يهتم ريو كثيراً للامر فقد كانت الرساله من ليام بمعنى انها مهمه والا لما كان سيرسلها فقام بفتحها ليقرأ بعدها محتوها وهو كالتالي (فلتلغي كل مواعيد الظهيره فأنا منشغلاً قليلا ) نفذ ريو اوامر ليام بعد ان انتهى من المحاضره دون حتى ان يعترض ..في حين لاحظ راين انشغاله بالحديث على الهاتف مع بعض رجال الاعمال ولكنه لم يكترث كثير فقد توجب عليه حضور المحاضره التالي فهو لا يريد حمل هذه الماده لسنه اخرى
-----------------------
لنعد لايمي التي كانت تشعر بالحرج بسبب حمل ليام لها ..وما زاد الطين بله هو ان احد طلاب صفهم شاهدهم بذلك المنظر ليقترب منهم اخيرا ويتساءل بفضول : ما الذي حدث لكما فقد اختفيتما فجأه .. ثم ان الاستاذ قد سأل عنكما ؟!
اشاحت ايمي بوجهها وهي خجله من ذاك الشاب في حين اجاب ليام بهدوء : حسنا شكرا لأخبارنا ..واتمنى بأن تخبر الاستاذ بأن ايمي مصابه وهي لا تستطيع البقاء اكثر في المدرسه
وقد اخذنا الاذن مسبقاً بالذهاب
ابتسم له الشاب ليقول اخيرا : لك هذا ..وارجو بأن تشفى نائبه الرئيس بسرعه
ثم القى نظرةً عليها ليجدها محمرةً جدا ولا تقوى على الحديث بسبب خجلها فلم يعلق على سكوتها بل استأذن منهم ليعود لصفه فهو لا يريد التأخر اكثر عن الدرس في حين اكمل ليام سيره ليخرج من البوابه ومتوجهاً حيث تقف السياره التي طلبها ..وفي هذا الاثناء عاد ذلك الطالب لصفه ليخبر جميع الطلاب بما حدث امام استاذهم مما اثر فضول الجميع ليلقوا نظرةً من النافذه ويروا منظرهما فقد كانا يلائمان بعضهما بطريقه من الطرق راح الفتيان يشجعونهم ويصفرون لهم من بعيد ..فمنظرهم يوحي بأنهما احبه في حين راحت الفتيات يتناقل الاشعات ويتهامسن فيما بينهن ليؤلفوا قصص كما يريدون ...بالنسبه لايمي فمن فرط احرجها دفنت راسها في صدر ليام ونبضات قلبها تتسارع بجنون فهي بالفعل في موقف لا تحسد عليه لاحظ ليام الامر واكتفى بأن ابتسم لها بلطف ليخفف عنها ولكن ذلك جعل الامر يزداد سوءً بعد ذلك ساعدها لتدخل السياره ثم دخل معها وامر السائق بالتحرك الى العنوان الذي اخبرته به ايمي ..بعد ان انتهى العرض اعاد الاستاذ الطلاب الى اماكنهم ليكمل شرح الدرس في الوقت الذي كانت في جوليا تشعر بالفضول فهي كانت تشك بأمرهم منذ البدايه كان جميع من في الصف يحسدهم لكونهم مع بعضهم ..لاحظ ماركو تهامس الطلاب فيما بينهم بدون ان يشعر بهم الاستاذ مما جعله يغضب فكلما تذكرهما معاً ...كاد يموت من الغيظ ففي النهايه ظهر ليام البطل امام ايمي بينما اكتفى هو بأخذ دور العدو الشرير مما زاد غضبه اكثر مع ذلك حاول المحافظ على هدوءه ..بعد ذلك مر الوقت ببطء على الجميع ولم تصدق جوليا انتهاء الدوام لتقوم بالاتصال بأيمي ..ولكن من دون جدوى فقد تبين ان هاتفها مغلق مما جعلها تشعر بالاحباط ..وفجأه لمعت فكره ما في رأسها فقامت بمهاتفت راين واخبرته بجميع ما جرى مما جعله يشعر بالاستغراب والدهشه ..ثم قلق قليلا على حال ايمي وقرر العوده للمنزل باكرا هذا اليوم ..حين رأها شقيقه مستعجلا الى ذلك الحد استغرب واستفسر عن الامر ليجيبه راين اخيراً وهو يجمع اغراضه للخروج : في الحقيقه لقد اصيبت الانسه اليوم في ظروف غريبه ..ولكن على ما يبدوا بأن السيد انقذها
قطب ريو حاجبيه ليعلق بهدوء بعدها : هو بالفعل لن يتنازل عن اي فرصه تأتيه
ابتسم راين لما سمعه وهو يقول : اتمنى ان يعود كل شيء كالايام الماضي <ثم صمت وانهى حديثه اخيراً> اعذرني الان علي الذهاب ..الى اللقاء ارك لاحقا
ثم لوح بيده مودعاً شقيقه الذي كان يقف وهو يراقب اختفاءه بهدوء ..بين حشود الطلاب
---------------------
في منزل السيد ماثيو كانت ايمي تترقب خروج ليام من مكتب والدها فمنذ ان وصلوا الى المنزل اختفى هو ووالدها خلف ذلك الباب الخشبي مما جعلها تشعر بالوحده قليلا وهي تتساءل : كيف آلت الامور الى هنا ؟؟
ثم عادت بذاكرته ..قبل نصف ساعه تقريبا في سياره ليام كانت ايمي تتحاشى النظر في عينيه الرماديه خشيت ان يعود اليها احراجها من جديد ..بينما لم يعلق ليام على الامر واكتفى بالنظر الى النافذه مما جعل الاجواء بينهما مضطربه بعض الشيء ويغلبها الصمت بعد فتره طويل مرت وكأنها دهر عليهما تحدثت ايمي بهمس وارتباك : هل لي بسؤال ؟!
-بالطبع تفضلي <قالها بدون ان ينظر لها حتى
مما جعلها تشعر ببعض الحزن ..ومع ذلك اكملت لتطرح سؤالها عليه مما جعله يتفاجئ قليلا لتذكرها الامر قبل ان يجيب : اطمأني فقد كان أؤلئك الشبان من البشر
زفرت ايمي بعدها براحه وهي تبتسم بهدوء : لقد ارحتني بالفعل فقد كنت قلقت على ماركو و....
بترت كلمتها الاخيره وهي تشعر بالخجل فقد التفت اليها ليام في تلك اللحظه لتتقابل اعينهم كانت تعابير كالعاده هادئه حتى وهو يسألها : اتحبينه ؟ رغم كل ما حصل لكِ بسببه ؟!
شعرت ايمي بالالم من كلمات ليام فهو يتحدث وكأنه يعلم بمشاكلها مع ماركو ..ومع ذلك حاولت ان تبقى مبتسمه وهي تجيب : بالطبع احبه
ثم صمتت وهي تلاحظ جموده ومع ذلك اكملت ما تبقى من حديثها بصدق وهي تقول : فهو في النهايه بمقام اخي حتى وان لم نكن اخوه بالدم فأنا لا استطيع نسيان كل تلك السنوات التي عشتها معه صحيح انه شاباً طائش وكثيراً ما يسبب المشاكل ..ولكن انا اثق بأنه طيب رغم محاولات اخفاءه للامر ..وانت ايضا ستلاحظ هذا بعد ان تتعرف عليه
لم يعلق ليام على كلامها بل امر السائق بفتح نوافذ السياره مما جعل الهواء البارد يدخل اليها
مسبباً بعض الارتجاف لايمي ..في حين تجاهل ليام البرد ليعاود النظر خارج النافذه ولكن بشرود هذه المره ..مما ترك لايمي الحريه في استراق النظر اليه بين فتره واخرى فهو لا يزال وسيماً في نظرها بل وفي نظر معظم الفتيات ان صح القول ..فقد كان الهواء يبعثر شعره الاسود بينما تلمع اعينه ببريقاً جميل بسبب ضوء الشمس .. لم تشعر ايمي بنفسها الا وهي تصفه وتصارحه بوسامته ...ثم عندما استوعبت كلامها احمرت خجلاً واطرقت برأسها فنظر اليها ليام وهو يتساءل : ايمي هل انتِ بخير ؟!
اجابته بتلعثم : اوه ..بالطـ..ـبع ..بالمناسـ..به هل سمـ..ـعت ما قلتـ..ـه قبل قلـ..ـيل ؟!
-انا لا افهم ما الذي تعنينه يا انسه ؟!
بعد كلمته تلك رفعت ايمي رأسها بتردد وهي تراه ينظر لها فتقابلت اعينهم للمره الثانيه ليبتسم لها ليام ويقول : امن خطب ؟!
بادلته ايمي الابتسامه وهي تحمد الله كونه لم يسمعها ثم هزت رأسها بنفي لتغير بعدها الموضوع وتقول : هل لي بسؤال اخر ؟!
اشار ليام لها بالايجاب مما دفعها لتقول : ما علاقتك بمصاصي الدماء ؟!!
كانت تعابير ليام طبيعيةً جدا فهو لم يبدي اي ردة فعل حين تساءل : علاقتي بهم !! ..لماذا هذا السؤال فجأه ؟!
-اجبني ارجوك وبكل صراحه ..فهذا السؤال كان يراودني منذ ان قابلتك اول مره
تنهد ليام عندها ليجيب : حسنا ..كيف عساي اقولها ..ان علاقتي بهم سطحيه وغير مباشره
دفعت كلمات ليام الاخيره الكثير من الاسئله في عقل ايمي ومع ذلك تجاهلت الامر لتطرح اهمها وتقول بفضول : منذ متى وانت تعرف بوجودهم ؟!
-في الحقيقه هذا الامر يتعلق بقصه حزينه حصلت في الماضي ..فقد قتل والداي واقاربي بسببهم ..ااشبعتي فضولكِ الان ام ان هناك سؤال اخر تريدن مني الاجابه عنه ؟!
شعرت ايمي بالاحراج من كلماته فهي قد تمادت في السؤال فأطرقت برأسها للمره الثالث وراحت تقول : انا بالفعل اعتذر ..لم اقصد تذكيرك بذاك الامـ...
قاطعها ليام بأبتسامه لطيفه : لا داعي للاعتذار ففي النهايه انا الذي اخبرتكِ ..بملء ارادتي
سكتت بعدها ايمي وما هي دقائق حتى توقفت السياره ليفتح السائق لليام الباب .. والذي بدوره خرج منها ليترجل ثم ساعد ايمي على النزول وهو يلف يده حول خصرها ليسندها عليه ويتوجه معه ببطء الى باب المنزل وقبل دخولهما بلحظات توقف سياره سوداء اخرى لينزل بعدها والدها وهو يرى حالها فقلق عليها قائلا : هل انتِ بخير يا ايمي ؟!
ابتسمت ايمي لتطمأنه وهي تقول : لا عليك يا ابي فأنا بخير ثم انه مجرد التواء بسيط لا اكثر
تنهد ماثيو وهو يعود لهدوء في حين اكملت ايمي تقول : هل تعلم يا ابي ان صديقي ليام هو من ساعدني
التفت ماثيو في تلك اللحظه الى ليام فبدت عليه الدهشه ومع ذلك لم يعلق في حين مد ليام يده ليصافحه وهو يقول : لقد مر زمن منذ اخر لقاء بيننا اليس كذلك ؟!
تفاجئ ماثيو من كلمات ليام ولكنه صافحه وهو يقول : بلى هذا صحيح
استغربت ايمي كونهما يعرفان بعضهما وبفضول تساءلت : ابي كيف تعرف ليام ؟!
ارتبك ماثيو قليلا من السؤال في حين قال ليام موضحاً : في الحقيقه تقابلنا مره في احدى رحلات العمل ففي النهايه والدك رجل اعمال مشهور
-ليس بقدر شهرتك ليام لوكاس
قال ماثيو كلمته الاخير وهو يدخلهم المنزل وبعد بضعت احاديث طلب السيد ماثيو من ليام بعض الاقتراحات بشأن عمله فلم يعترض ليام ..وما هي الا دقائق حتى ذهبا الى المكتب مغلقين خلفهم الباب ..استقظت ايمي من شرودها وهي تسمع صوت الباب يغلق ..وخطى اقدام تقترب ثم ما لبث ذلك الشخص الا ان ظهر امامها فأختفت ابتسامتها لتعبس في وجهه وتتذمر : اوه هذا انت يا راين ؟!
لاحظ راين رد فعلها عندما شاهدته فرفع حاجبيه بتفاجؤ ليقول : لماذا هذا العبوس فجأه اكنتِ تنتظرين احد ما ؟!
ردت ايمي بأرتباك واضح : هاا ماذا ..لا لا ابدا انا لم اكن انتظر احداً ..ثم اخبرني ما الذي جاء بك اليس لديك محاضره في هذا الوقت ؟!
شعر راين بأنها تحاول اخفاء شيء ما ومع هذا حاول التغاضي عن الامر وهو يجيب : في الواقع لقد قلقت عليكِ بعد ان علمت بأمر اصابتكِ فقررت ترك المحاضره الممله تلك ..والاعتناء بكِ ولكن يبدوا بأنكِ لم تسري لرؤيتي وهذا بالفعل يفطر قلبي
ثم ادعى الحزن ليشعر ايمي بعذاب الضمير وقد نجح في ذلك فهي صدقته لكونها طيبة ولا تحب جرح الاخرين ..فأندفعت في الحديث لتوضح له سوء الفهم : لا هذا غير صحيح انت فهمت الامر بطريقه خاطئه ..ثم انني اقدر كل مجهوداً تبذله من اجلي وانا بالفعل شاكره لك
قالت كلمتها الاخيره وهي تبتسم له في حين راح راين يحدث نفسه ( انه بالفعل تملك قلباً طيباً ) ثم بادلها الابتسامه قائلا : حسنا ..لا اعلم ماذا اقول ففي النهايه هذا واجبي
ثم مرت فترة صمت عليهما الى ان عاد راين يتحدث وكأنه تذكر شيء ما : اوه صحيح ..كدت انسى ان اخبركِ ان الانسه جوليا هي الاخرى كانت قلقه وحاولات الاتصال بكِ اكثر من مره
قطب ايمي حاجبيها وهي تقول : انا اعلم ما تريده مني ؟ والكارثه الكبرى هي انها لن تتركني افلت هذه المره ...لذلك سأحاول تأجيل الامر بقدر ما استطيع كما ان الامر سينطبق عليك يا راين
كشر راين بعد كلمتها الاخيره واعترض قائلا : ولكن ما ذنبي انا ؟ لتخبريني لاحقا ؟!
-لانني بحاجه لراحه الان <قالتها بحزم
ثم نهضت لتمشي بعدها بعرجاً واضح وتتجاهل ألالام التي تشعر بها لاحظ راين كونها تضغط على نفسها وهي تسير متوجهةً الى السلم فقرر ان يساعدها ..ولكنها تعثرت في ذلك الحين دون ان تسقط فقد احاط شخص ما بخصرها جاذباً اياها لصدره ..عندها زفرت ايمي براحه وهي تفتح اعينها وتقول بهدوء : شكرا للمساعده يا رايـ..
وبترت كلمتها فقد تقدم راين ليقف امامها وهو يتساءل : هل انتِ بخير يا انسه ؟!
في تلك اللحظه تجمدت ايمي بين يدي ذلك الشخص وكأنما اصابها شلل منعها من الكلام
وراحت تربط الاحدث في عقلها ( اذ لم يكن راين الذي امسك بي اذاً فهو ...)لم تستطع التفكير بالامر اكثر فقد انتابها الخجل في ذلك الوقت لتطرق برأسها وتتحاشى النظر له في حين تحدث ذلك الشخص ليقول : لا داعي لشكر ..ثم ان عليكِ الحذر كما طلبت منكِ الممرضه
ثم تبادلا بعض النظرات مع راين لبرهه ليكمل بعدها ويقول : راين ارجو منك ان تساعد ايمي وتعتني بها
اجاب راين ببتسامه هادئه : لكِ ذلك
وفي تلك الاثناء خرج السيد ماثيو من مكتبه فأبتعد ليام عن ايمي وهو يلقي نظرةً اخيره على تعبيرها الخجل وخديها المحمران فقد بدت ظريفه حينها ..ولكنه تغاضى عن الامر وهو يودع ماثيو وراين ليخرج بعد من منزلهم
--------------------
يتبع ..

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن