هاي البداية فقط
شاركوني اقتراحاتكم وآرائكم-----------------------------------------------------------
مختبئ تحت الكنبة كما أمرتني أمي، متشبث بإحدى زواياها أرتعش..
الرعب يغشاني ... يغشى المكان ...ولا شيء غيره..صرخات والداي..ضوضاء المعتدين..وصوت الرعد..
أنا خائف..
مصباح الزيت الباهت وومضات البرق المتعاقبة واحدة تلو الأخرى، تتيح لي رؤية ضعيفة لما يحدث..
لكني اسمعهم بوضوح.. انهم صاخبون جداً..أصواتهم العالية الغليظة ترهب النفوس، وتتدنس صوت القطر بامتزاجها معه..
أحدهم كان يصرخ بأبي بقوة.. يبدو أنه قائدهم.. لم أعرف تماماً ما الذي يريده..
لمع البرق مرّة أخرى..
استطعت رؤية شكله..
ضخم..أصلع..لديه وسم بشكل تنين كبير على ذراعه..كم أنا ضعيف .. أودّ أن أخرج إليهم .. أودّ أن أساعدهم .. جسدي يأبى الحراك..
يالَ الجُبن..أكره نفسي بشدة ..
ماهذا الظلام الحالك..أين أنا...
فتح عيناه بعد أن أنقذه ضوء الشمس المتسلل من النافذة.
إنه ذاك الكابوس نفسه
حتى بعد مرور عقد على تلك الليلة، الرعب الذي تسببته له ما انفك يلازم قلبه حتى اللحظة..
فيها قد عانق أبويه لآخر مرة، وهي ما زالت تعيد نفسها.. بكل التفاصيل..كل يوم..في كل مرّة يرخي فيها رأسه فوق الوسادة..رغم هذا، كان قد تعلّم التعايش مع ذكراه تلك، ففي فكره لم تكن مجرد حلم سيء، خوفه وضعفه آن ذاك قد تحول إلى لعنة استلبسته، كان بحاجة إلى هذا الكابوس كي يذكره بعجزه، كان بحاجة له ليستطيع الاستيقاظ كل يوم بدون أن يغفل لحظة عن دافعه، على الرغم من كونه يغصّ عليه مضجعه، لم يكن يتمنى أن يتخلص منه أبداً.
بينما هو ما يزال في سريره يحدّق بالسقف، فُتح باب الغرفة بقوة فجأة واندفعت منه طفلة صغيرة..
قفزت فوقه :-هي هي ديمتري، لقد استيقظ الجميع بالفعل..الفطور جاهز..وأنا جائعة ، لقد فقدت صبري وأنا انتظرك
أجابها بصوت مختنق نتيجة جلوسها على معدته :
- آه أنا آسف..سأنهض حالاً
تبعها إلى الغرفة شاب طويلٌ ببنية قوية، ينسدل شعره الداكن على رقبته وحتى بداية كتفيه، زُين وجهه الأبيض الرجولي بلحية خفيفة، رموش كثيفة..وعينان زرقاوان واسعتان فيهما من تناقض الحنو والقوة ما يكفي ليوقع ألف فتاة
تكلم مؤنباً الطفلة:
- على الأقل ايقظيه بلطف يا ناي
نفخت خديها بانزعاج :
أنت تقرأ
هواجس انتقام(موقفة/قيد التعديل)
Adventureإني أغرق في هذا الظلام.. وأسحب..رويداً..رويداً نحو الأعماق أرجوك أمسك يدي أخرجني.. أي أحد.. أنا خائف.. ولا يمكنني حتى قول هذا بصوتٍ عال أي أحد..لا أحد هنا .. سواي..