تذكير بالأحداث:بعد فترة لا يعرف أصحابنا مدّتها، شق ديمتري عينيه بتعب..
رمش عدّة مرّات ليعيد استيعاب ما حوله..- هل استيقظت؟
سأل نواه- أين نحن؟؟
سأله ديمتري- قيل أننا على ظهر سفينة!
أجابه محدثه بعدم تأكد- ماذا؟!!
صرخ ديمتري باستغراب وقد توسعت عيناه...ليجد نفسه مقيداً، في غرفة مبنية من الخشب بالكامل، وإلى جواره نواه
ومعهما جيف الذي التقياه في السوق قبلاً، وشاب آخر يرتدي ملابس سوداء.
والجميع قد عُقِد وثاقه بحبال متينة
------------------------------------------------------
- هيا، لا تتباطئوا، ضعوها بسرعة..
صرخ أحد الرجال بالمدنيين المصطفين أمامه وأعوانه، وكان أحد أولئك الأعوان يحمل كيساً كبيراً بكلتا يديه فاتحاً إياه، وينتظر المدنين المُثقلين بالحزن، ينتظرهم واحداً واحداً كي يتقدموا بالصف وهم يلقون في الكيس صُرّراً صغيرة، ثم يغادرون بهدوء..استوقف المشهد كلاً من أرييتا وشيلا اللتان كانتا تتجولان مع جين..
بالنسبة لهما كان كئيباً بقدر ما كان يدعو للدهشة، ومن ناحية أخرى بدا أن جين كان معتاداً عليه.تنهد الأخير محرراً القليل من نار الهم التي تحرق صدره، تأمل المشهد والقنوط يكاد يقتله، ثم وبصوتٍ محشوٍ بالأسى طلب من الفتاتين أن تتابعا المسير كأن شيئاً لم يكن..فلم يكن منهما إلّا أن أصغتا إلى كلامه الذي قاله بنبرة جدية، فتابعتا المشي ومئات علامات الاستفهام تطرق أفكارهما..
قد لاحظ جين ذلك، ووجد ألّا ضير في إخبارهما بما يجري..
بعد أن ابتعد ثلاثتهم عن أولئك الرجال، كان الطريق الذي يسلكونه متفرعاً عن السوق، ضيقاً قليلاً، فارغاً إلا من عددٍ من المارة..
- تعرفان..
تكلم جين بعد صمته الذي طال لفترة..سكت لبرهة ثم تابع:
- يفترض بهذه المدينة أن تكون من أثرى المدن، لذا رؤيتها بائسةً هكذا يكوي قلبي.- لم هي بائسة؟
سألت شيلا والفضول يقتلها، فتابع المتحدث كلامه:- القراصنة يسيطرون عليها بالكامل، رؤيتهم يتمادون هكذا يوماً بعد يوم! رباه..ماذا يجدر بنا أن نفعل؟!
- أتقول أن تلك المجموعة لم تكن سوى حفنة من القراصنة؟؟ وأنت طلبت منا أن نتابع طريقنا ببساطة؟! هل أنت مجنون؟؟
صرخت به أرييتا بانزعاج شديد..وهمّت بالرجوع لتفعل شيئاً بشأنهم..أمسك جين بمعصمها موقفاً إياها- لا فائدة!
قال..- حتى وإن أوقفنا هذه المجموعة، سيأتي غيرهم وغيرهم، وكلما قاومنا أكثر كلما ازدادوا طغياناً وازداد بطشهم على المواطنين، لن يتغير شيء! لذا إن أردنا إنقاذ الناس، يستحسن بنا أن نبقى صامتين.
أنت تقرأ
هواجس انتقام(موقفة/قيد التعديل)
Pertualanganإني أغرق في هذا الظلام.. وأسحب..رويداً..رويداً نحو الأعماق أرجوك أمسك يدي أخرجني.. أي أحد.. أنا خائف.. ولا يمكنني حتى قول هذا بصوتٍ عال أي أحد..لا أحد هنا .. سواي..