الفصل الثامن

52 6 7
                                    

تذكير بالأحداث:

أضاف نواه ناظراً إلى ديمتري وكأنه يسأله عن رأيه:

- سيكون من اللطيف وجود فتاة أخرى معنا صحيح؟

بعيون ذابله رد المعني:

- فتيات؟؟ أين؟؟

- سأقتلك أيها الوقح
ردّتا بصوتٍ واحد.. فانفجر الجميع بالضحك

وماهي إلّا مدة حتى كانت المجموعة تقف على باب القرية مودعةً ملوحة..وقد عزموا المسير نحو المدينة التالية

------------------------------------------------------

بعد مسيرة يومين هادئين، صار يلوح في المدى لونٌ أشد زرقة من لون السماء، وكلما تقدموا بالمسير كلّما احتلّ من السماء جزءاً أكبر و كلما اختلط الهواء برطوبة منعشة ورائحة مميزة.. ولم يعد ذاك اللون مجرّد مَشَحات تشوب الأفق، فصار واضحاً جداً لمن يراه.

- يياااااااه ما أجمله!!

صرّحت شيلا وهي تملأ رئتيها هواءً وتابعت:

- إنها المرة الأولى التي أراه بها!

على حافة جرفٍ أخضر وقفوا يتأملون جمال المحيط وطيور النورس، غارقين بالرّاحة التي تأتي تباعاً مع رؤيته..

- لقد رأيته من قبل، بما أنه ليس بعيداً جداً عنّا.
علّقت أرييتا

عقّب نواه على كلامها:
- نحن أيضاً، ذهبنا برفقة والدي عدّة مرّات.

- دعونا لا نضيع الوقت، لنجد مكاناً نبيت فيه قبل المساء
قالها ديمتري وأمر حصانه بالمسير..

وبعد مسيرة وجيزة بدا لهم نهر رائع الجمال، يهوي من فوق الجرف بشلال مبهر، ثم يعبر خلال مدينة لا تقل جمالاً عنه

كان في المدينة ميناء يبدو واضحاً لمن يقف مكانهم، وكانت كبيرة ومخضرّة..وعماراتها مبنية بشكلٍ مرتب متناسق جميل، يقسمها النهر مُفرغاً مياهه عند أطرافها بمصبٍ في المحيط، بينما تتزاحم على ضفتيّ ذاك النهر سفن كبيرة وقوارب بمختلف أحجامها وخصائصها، وعلى طرفها، بعيداً قليلاً عن العمارات الأخرى، بَرَزت قلعة كبيرة.

- إذاً أرييتا، أتعرفين أي مدينة هذه؟؟
سأل ديمتري

- يافي، الميناء الأشهر في المنطقة

- أزرتها قبلاً؟

- مرّات ٍبرفقة أبي، عندما كنت صغيرة، توقفت عن ذلك عندما احتُلّت الغابة

همهم محدثها متفهماً، ثم قال:
- النمر الخاص بك يجذب الكثير من الانتباه، لن نأخذه معنا!

-أعرف ذلك
ردّت أرييتا بانزعاج، ثم نزلت عن حصانها تداعب كرو وتحدثه، وبصوتها الحنون الذي لا تستعمله سوى مع هذا النمر، طلبت منه أن يختبئ في مكان ما وينتظر أن تناديه.

هواجس انتقام(موقفة/قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن