الفصل الثاني

98 9 4
                                    


تذكير بالأحداث :

أرخى قلنسوته وسمح لنسمات الليل ان تتخلل خصلات شعره

اعتلى كل منهما صهوة حصانه ..نظرا نحو البيت بنظرات مودعة
ثم شدّا الرّحال نحو الغابة

---------------------------------------------------------------
كانا يسيران بصمتٍ، غارق كل منهما في بحر أفكاره، لربما كانا يفكران بالمنزل الذي تركاه، أو بالأمور التي سيواجهنها في هذه الرحلة المجهولة المصير، أو بكيفية البدء بها من الأساس، أو ربما، صدمة معرفة عائلتهما برحيلهما، والخوف عليهم، هو كل ما يشغل بالهما..أياً كان ذلك، فالتفكير به قد جعل الليل يمر دون أن يشعرا وقد ابتعدا عن نقطة الانطلاق مسيرة بضع ساعات..وعندما عادا إلى شاطئ الواقع كان ضوء النهار قد بدء يلوح في الأفق، والشمس الذهبية أرسلت أشعتها من بين أوراق الأشجار المتمائلة..

كسر نواه حاجز الصمت الطويل مخاطباً أخاه:
-سنصل إلى البلدة المجاورة عند الظهر

أومأ له ديمتري ثم قال :
- كنت أفكر أن نتوقف لمدة هناك نتقصى الأخبار، تلك البلدة مزدهرة وقد سمعت أن فيها العديد من التجار المتجولين، قد نعرف شيئاً عمّا نبحث عنه ..

- أجل .. البحث عن "شخص ضخم بوشم تنين "
ليس بالعمل السهل .. أعني نحن بحاجةٍ إلى معلومات أكثر، هذا أفضل من الترحال بلا هدف.

-حسناً إذاً، تأكد الأمر، لنفعل ذلك.

وبعد الحوار القصير عاد الصمت يسود مجدداً، واستمر الحال هكذا حتى وقت الظهر، حيث بدأت ملامح البلدة تتوضح شيئاً فشيئاً كما قال نواه.

كانت الضوضاء فيها عالية تأتي من كل ناحية، والطرقات مكتظة بشكل غير معقول، التعب كان يمنعهما من الانتباه لأي شيء سوى البحث عن مكان يرتاحان فيه، تجولا في الأرجاء سعياً لطلبهما لوقت ليس بطويل، فالفنادق كثيرة تقريباً كعدد الناس التي تجول الشارع، وهناك اختيارات عدّة لم يكلفا نفسيهما عناء تفحصها، فكما قلنا لم يرغبا بشيء عدا النوم، ولهذا دخلا بوابة أول فندق صادفاه

- دعاني أريكما الغرفة أيها السيدان
قالها العامل مشيراً بيده نحو الدرج الخشبي، فتبعاه صعوداً ثم عبر أروقة بها أبواب كثيرة يطغى على جدرانها اللون البني المشابه للون الخشب، فتح العامل أحد تلك الأبواب قائلاً:

- تفضلا، ها هي..

كانت غرفة بسيطة يدخلها ضوء الشمس عبر نافذة كبيرة في الجدار المقابل للباب، لها ستائر بنفسجية داكنة

تحتها طاولة عليها مصباح زيت مُطفئ بجواره إبريق ماء معدني وبجانبه كوب ولها دُرجَين صغيرين أسفلها

على جانبي الطاولة سريرين اثنين، واحدٌ من كل جانب

ثم باب في الزاوية هو باب الحمام

هواجس انتقام(موقفة/قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن