صرت وحيدة ...

28 2 2
                                    

منزل عائلة أديسون - روتشستر
8:00

فتحت باب البيت ..
وبدلت ملابسي ثم نزلت إلي الدور السفلي وحضرت الفوشار وجلست ساهمة امام التلفاز ..
سمعت صوت الجرس يرن فتحت لأري رجل شرطة يمسك دفترا في يده ...
عندها تحول لون وجهي إلي اللون الشاحب وقلت بارتباك
"ممما .. الأممر"
"هل هاذا قصر عائلة أديسون"
"نعمم سيدي إنه هو"
حياتك الباقية آنستي هل من الممكن أن تقولي لي ما صلة قرابتكي بالمتوفي كارل توماس جون أديسون "
خرجت صرخة هزت أركان المنزل نتيجة الصدمة لأقع مغشيا علي بعدها ...

استيقظت لأجد نفسي بالمشفي
معلق حولي عدة محاليل ..
صرخت وبكيت دون فائدة لم يأت أحد ..
بعد نصف ساعة أتت الممرضة ..
"صباح الخير آنستي"
"قلت وأنا أبكي بحرارة أين أنا وأين أبي"
"سيأتي الطبيب بعد قليل ليخبرك بكل شئ"
ذهبت فتركتني وحدي في دوامة من التفكير "هل كنت أحلم.. لما أنا هنا.. هل مات أبي حقا.. أين أبي"
دخل الطبيب علي ليوقذني من شرودي ..
أخذت أجهش بالبكاء وأنا اتلو عليه أسألتي اللا متناهية ليجبني بكل بساطة
"إهدأي آنستي"
"أنت بمشفي نيويورك بريسبيتاريان ،
أما عن والدك فهو بغرفة التشريح لقد وجد مقتولا ليلة أمس...
عائلتك بالخارج يجري التحقيق معهم وعندما ينتهون من التحقيق معهم سيأتون ليحققون معكي ثم ستأتي عمك ليتبناكي وستعيشين معه ..
ولقد وقعتي مغشيا عليك أمس نتيجة نزول ضغتك لذا أنت هنا ..
هذا ما أخبرت بأن أقوله لك"
ذهب هو الآخر ليتركني منهارة
لقد إنتهت حياتي أريد أن أموت لا أريد أن أبقي هنا لا أريد أن أعيش يعد اليوم أخذت أجهش بالبكاء
لم أستطع التوقف عن البكاء
لقد دمرت حياتي
لماذا لا يكتمل لي فرح لماذا أنا دائما وحيدة ..
لماذا أفقد كل من أحب ..
لماذا دائما أموت بينما أنا حية ...
لقد إنتهيت..
لم يعد لي أحد ..

وإثر سماعي لصوت طرق علي بابا الغرفة قلت :
"تفضل.."
قلت ذلك وأنا أحاول أن أهدئ من روعي ..
دخل المحقق ثم أتي بكرسي وضعه بجوار السرير و
فتح الدفتر الذي كان بيده
قائلا"لقت توفي والدك أمس جراء حادثة قتل متعمد "

"أجل سيدي"

"أين كنتي في تمام الساعة الثانية والخامسة والثلاثون دقيقة "

"كنت عائدة من المدرسة إلي البيت سيدي"

"إذا هل تعنين أنك كنت في تمام هذا الوقت في الخارج أليس كذلك "

"ماذا تقصد "

"لا أقصد شيئا آنستي فقط ردي علي سؤالي بوضوح"

"أتتهمني بقتل أبي"
قلت ذلك وقد صار من الواضح علي محياي التوتر العصبي والضيق
وقد صرت أصرخ وأبكي وقد مزجت الكثير من المشاعر مع بعضها ليصير من الواضح علي الجنون أو المرض النفسي
عندها سمعت صوت المحقق يقول
"إهدئي آنستي هذا ليس لمصلحتك"
وقد كانت الممرضة ورائي تمسك بكلتا يداي وترجعني الي الخلف
قائلة
" إهدأي عزيزتي،عدي معي عكسيا من العشرة إلي الواحد ... هيا آنستي"
قالت وقد وضعت وجهها بالقرب من وجهي وقد كانت ممسكة بكلتا وجنتاي..
أخذت أعد مع الممرضة حتي هدأت ..
رجع المحقق ليسألني "إذا .. أين كنتي في تمام الساعة الثالثة والخامسة والثلاثون دقيقة"

"كنت في البيت وكنت قد إستيقظت من نومي حينها"

"وفي تمام الساعة الخماسة أين كنتي "

" كنت قد نزلت أركب سيارتي مع صديقة لي"

"وهل هنالك من يثبت ذلك "

"نعم ،إنه حارس القصر"

"هل تخبريني إذا .. أين كنتي في تمام الساعة السابعة"
"كنت قد عدت إلي المنزل بعد إيصال صديقتي إلي منزلها"
" حسنا آنستي لقد إنتهي التحقيق ،
شكرا لك"
قالها وقد خرج من الغرفة ...

قد أخبرني عمي جيمس لاحقا بأن المحقق قد أخبره بأن كل الأدلة تشير نحوي وأنهم مضطرون لأن يأخذون إلي قسم الشرطة..
وقع هذا الخبر علي كالصاعقة ..

ذهبت إلي قسم الشرطة ووضعوني في الحجز يومان من المشقة والتعب والبكاء والحزن يومان كنت أتعذب نفسيا فيهما ..
كنت أموت وأنا حية ..
أموت تدريجيا ..
ثبتت برائتي في مساء اليوم الثاني ..
بعد معاينة مكان الحادث ..
وكشف البصمات ..
والتشريح ..
كل تلك كانت إثباتات علي برائتي ...

جلست أنا وعمي وعائلته في البيت يوم كامل بعد خروجي من الحجز ..
أخذت أودع كل ركن من أركان المنزل كل زاوية وكل زكري ...

هنا ولدت هنا عشت مع أمي وهنا ماتت أمي هنا عشت كل أيامي الحلو منها والمر ..
هنا فرحت وهنا حزنت ...
في هذه الزاوية كنت ألعب مع أمي وأبي الغميضة..
هنا تربيت ...
جلست علي شرفة غرفة أبي وأمي المطلة علي إسطبل كنا نربي في الأحصنة كهواية ليس أكثر ..
ظللت اتذكر تلك الأيام الجميلة ..
ساهمة شاردة وأخذت أحدث نفسي قائلة :
الآن سأودع حياتي ... بيتي كل ما بقي لي سأودعه .
كنت قد بدأت أفرح
كنت قد بدأت أتعلم معني الإبتسامة ..
والآن إنتهي كل شئ ..
لقد تركوني وحدي في هذه الحياه الصعبة ...
لقد أصبحت وحيدة ..
يا ليتني قد مت قبل تلك اللحظة ...

لقد حان الوقت علي أن أذهب ..
إلي اللقاء يا بيتي الي اللقاء ..
ذكرياتي الجميلة ..

وضبت حقيبتي ...
ونظرت إلي مسكني نظرة أخيرة .. نظرة وداع ...

_____________________

أخباركم ..
يا تري إيه إللي هيحصل مع تولاي ...
تعليقاتكم نصائحكم في تعليق ..
باي😜




الگنز الحقیقیحيث تعيش القصص. اكتشف الآن