*لا تنسوا تضغطوا على النجمة*
تَفتحُ عيناها ذات اللون البُني بكسلٍ مُتعب يتحداها أن تستطيع تحريكَ جسدها المَرمي على أرضية خشبية ، تُحرك رأسها بُثقلٍ كأن فوقه حجر من إسمنت وتلتفت ناحية اليمين وهي ترى والدتها إمرأة في الثلاثينات شعرها أسودٌ مُبعثر كأن إعصاراً عبثَ به مُستلقية على جانبها معانقة زُجاجة الخَمر كوليدها الذي خرج تواً لهذهِ الحياة .
في غُرفة مَعيشة متُواضعة إستيقظت فوميكو على أصوات شخير والدتها والتلفاز الذي يُخاطب نفسه ، كانت الغُرفة تبدوا كأن قطيعا هائجاً من البهائم مرّ من هنا ، الطاولةُ مُتزحزحة و زُجاجات خمرٍ مكسورة .
تقف أمام مرآة غُرفتِها البسيطة وهي ترتدي قميص المدرسةِ الأبيض الذي يخفي آثار الضرب البنفسجية كلونِ الزهر المرسومة على ظهرها ، تنظر نظرة أخيرة لمظهرها وتحمل حقيبة مدرستها .
" أمي إستيقظي سوف تتأخرين على عملك " قالتها فوميكو بصوت بارد كبرود الثلج وملامح هادئة يابسة ، تَقوم والدتها مُمسكةً رأسها دليلاً على الصُداع وهي تبتسم لإبنتها : صباحُ الخير ، إكتفت فوميكو بالصمت .
( أنا والدتكُ !! ) قالتها بغضبٍ جامح وهي تمسك وجه فوميكو بقوة لكن سُرعان ما إحتضنتها وهي تبكي ( لا تُعامليني هكذا أرجوك ! ) . وقفت فوميكو تاركةً والدتها على الأرض وهي تبتسم إبتسامةً صفراء : سأتأخر عن المدرسة .
الساعة ٧:١١ صباحاً / مدرسة أراكاوا .
كانت المُعلمة ساساكي تَسير في ممرات المدرسة وتحمل معها عدة كتب ( المعلمة ساساكي ذُكرِت بالفصل الأول مشرفة فصل أكيمي إمرأة في العشرينيات بشعرٍ كستنائي وعيون لوزية عسلية ) .تَنظُر إلى النافذة كنايةً عن موقف يجذب إنتباهها ، أخذت تقترب من النافذة وهي تَرمش ثلاث رمشات " أليست هذه ساتو ؟ " ، كانت أكيمي تجلس على الأرض وظهرها مُقابل للمعلمة ساساكي ، ساساكي " مالذي تفعله ساتو بهذا الوقت ؟ " .
( ساتو مالذي تفعلينه ؟ ) قالتها المُعلمة ساساكي بإبتسامة ، نهضت أكيمي فزعةً بُسرعة لترى المُعلمة ساساكي حشداً من العصافير الصغيرة ذات الألوان الزاهية تُحلق عالياً كأنها طائراتٌ ورقية رُسمت بريشة فنان .
المُعلمة ساساكي وقد رُسمت معالم القلق على وجهها : اه اسفة ساتو لم أقصد .. - تصمت - ، أخذت تنظر المُعلمة ساساكي وهي ترى الأرُز المبثور على الأرض ، ساساكي مخاطبة نفسها " هل كانت تُطعمهم ؟ " .
أنت تقرأ
لا زلت اؤمن بالقدر
Adventureأكِيمي فتاة عربية يتيمة عاشت ويلات إنعِدام الأمن في بلدها لتفاجئ بعد مرور هذه الأعوام بظهور رجل ياباني في حياتها يتضح انه والدِها وأنها نصف يابانية ليأخذها معه إلى اليابان طوكيو لتبدأ حياة جديدة هناك .