غارقة || الفصل السادس .

5.5K 452 105
                                    


غارقة || الفصل السادس

***

[ دموع "2" ]

***

شعرت بالغصّة و هي تحرق حنجرتها الجافة، كانت تستطيع رؤيته من حيث وقفت يعطيها ظهره بينما يجلس على الأريكة، رأسه المكسو بالشعر المبعثر كعادته و كتفيه العريضين هما ما تستطيع رؤيته من مكانها خلفه.

شعور الخزي و الرغبة بالهرب بعيداً كما فعلت سابقا يختلج قلبها، عدا أنّها لم تستطع رغم ما تشعر به أن تحرك ساقيها،

ليس للأمام له، و لا للخلف لغرفتها حيث الأمان.

و كأنه أدرك وجودها، التفت للخلف في حركة بدت و كأنه قد كرّرها عدة مرّات قبل الآن.

استطاع رؤية نصف هيئتها المرتعشة خلف جدار المدخل الذي يخفي النصف الآخر، اتسعت عيناه و بدا مأخوذاً بظهورها المفاجئ.

وقف بسرعة و استدار لها دون أن يتحرك من مكانه، تجنبت نظرات عينيه المتفحصة بجُبن، خصوصاً عندما لاحظت تركيزه على ذراعيها و ساقيها.

ارتخت كتفيه وكأنه شعر بالراحة عندما رآها بخير، كما يبدو.

فتح فمه في مبادرة شجاعة منه لبدء الحديث و قطع الصمت الخانق بينهما، إلا أن ظهور والدتها - جينا- قد أحال دون ذلك.

كانت قد غيرت من شكلها فبدت في حلة رسمية جميلة و قد رفعت شعرها البني للأعلى في تسريحة أنيقة، و قد كان مفاجئاً و مسبباً للقشعريرة نوعاً ما رؤية مدى تشابه الاثنتان، حتى في نظرات عينيهما الآسرتين الغامضتين.

و لكن حتى بالنسبة لجونغ كوك، كان تنافرهما واضحاً للعيان، كقطبي المغناطيس، تجذبان الجميع .. ما عدا بعضهما البعض.

" أنا ذاهبة للعمل الآن، أقفلي الباب جيداً "

لم ترد عليها ميراي و لم تبدو جينا و كأنها كانت تتوقع شيئاً، بدلا من ذلك أرسلت نظرات لطيفة مرحبة لجونغ كوك قبل أن تلتفت.

لم تتحرك ميراي أو ترفع رأسها حتى بعد سماعها لصوت إغلاق الباب.

تحدثت فجأة ، بصوت خافت :" لماذا..أتيت ؟"

اتسعت عيناه قليلاً، و فاجأه مقدار الحنين الذي تملكه لسماع صوتها بعد حرمان طالَ أسبوع.

" أردت رؤيتكِ. لقد...كنت قلقاً.."

" أنا بخير."

صرّت على أسنانها.

لقد أشعرها قلقه المزعوم بالخزي مجدداً.

غَارِقَةْ || J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن