غارقة || الفصل الثاني عشر.

4.9K 414 29
                                    


" مستعصية ! "

***

كان على بُعد خطوة واحدة.

و كانت هيَ في حافة الهاوية.

لم يكن باستطاعته الخطو تجاهها ، و لم تكن لديها الشجاعة لتمسك بيده الممدودة تجاهها.

فكيف تمسكها، و الجراح تغطيها ؟

تمنّت لو تنقذه، و لكن كيف بإمكانها إنقاذ شخص آخر في حين أنها ليست حتى حيّة ؟

كان الطريق إليها مليئاً بالأشواك الناتئة، و كانت هذه الأشواك تجرحه باستمرار، إذا لما هو مصر هكذا ؟

هذا ما كان يؤرقها دائما. لماذا جيون جونغ كوك مصر على استمرار علاقتهما ؟ في حين أنها لم تسبب له شيئاً قط سوى الألم، إلا أنها لا يزال يشق طريقه إليها بابتسامة حنونة .

كانت تعلم أن الخلاص بين يديه، و تلك الذكريات المؤلمة ستتلاشى بين دفء ذراعيه. و لكن من عساه يخلصه هو ؟

***

كانت الأيام راكدة. هكذا كانت في عينيها.

كل شيء كان يذكرها به، غرفتها الباردة، الممشى المؤدي للمدرسة، المكتبة التي اكتشفت بها وجها آخر من شخصيته المحببة إليها، و الغروب، كل شيء يستمر بالعودة إليه.

أنّ السرير من تحتها، و أجابت نداء والدتها لها بالعشاء.

" أنا قادمة !"

تلاعبت شوكتها ببقايا المعكرونة الموجودة في صحنها، في حين رمقتها جينا بشيء من القلق، فانعدام شهيتها كان واضحاً.

" هل...كل شيء بخير في المدرسة ؟" بادرت جينا بتوتر خفي.

رفعت ميراي عينيها لوالدتها متفاجئة، كادت على وشك الرد بفظاظة، لولا رؤيتها للمعة القلق في عيني جينا. ابتلعت لعابها و أجابت بهدوء .

" نعم كل شيء على ما يرام. لذا.." أردفت بتردد :" لا تقلقي."

ابتسمت جينا بإشراق جعل الغصة ترتفع لتخنق ميراي فأنزلت رأسها سريعا و ابتلعت لقمة علّها تبعد الاختناق الذي تشعر به.

سمعت والدتها تقول بصوت دافئ:" هذا جيد. لقد قلقت من احتمال تعرضك للتوبيخ نتيجة لتغيبك السابق، و لكن يا لها من راحة إذ يبدو كل شيء على يرام."

أومأت دون أن ترفع رأسها و كل ما كان يدور في عقلها هو تساؤلات عمّا كانت تفعله بالضبط.

" لقد شبعت." وقفت ثم رفعت صحنها متجهة للمغسلة، و حين كادت تفتح الصنبور لتغسله قالت جينا سريعا :" لا بأس اتركيه، سأغسله أنا."

غَارِقَةْ || J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن