كان منظر شقة ليوك خرافيا ولم تكف آنجي عن الحركة داخلها.
كانت تجذب الستائر لتفتحها حيث وقعت انظارها على ديقة سنترال بارك والميدان الخامس.
كانت الشمس قد اشرقت لتوه وكانت كلاكسات سيارات الأجرة الصفراء تنطلق بصوت يصم الأذان وهي تحاول ان تشق طريقها وسط الضباب والزحام.
كانت آنجي قد نسيت ان كل شيء هنا في نيويورك يجري بسرعة رهيبة.
الناس يتحدثون بسرعة اكثلر ويأكلون بسرعة.
مضى اسبوع كلمح البصر وسرعان ماجاء يوم الأربعاء .كانت آنجي قد قررت ان تذهب لزيارة متحف الفن الحديث بعده ستقوم ببعض المشتريات قبل ان تلتقي بليوك في الخامسة.
مر النهار بسرعة خاطفة وانتهت آنجي من مشترياتها.وعادت الى بيت ليوك مبكرة ساعة وعند دخولها الشقة ادركت في فرح ان ليوك موجود بها وقد القى حقيبة اوراقه والصحيفة ملقاه على المقعد في اهمال.
سمعت صوته آتيا من الصالون وتساءلت مع من يتحدث.
قال لها وهو يبتسم:
_تعلي ياعزيزتي الى هنا..اود ان اقدم لك شخصا..هذه كلارا كاننجهام.
كانت كلارا امرأة ضئيلة الجسم سمراء وبدينة وكانت جالسة على الأريكة في مواجهة ليوك.
نهض كلاراعندما دخلت آنجي وتأملتها من خلا ل عدسات نظارتها الطبية السميكة ذات الأطار الأحمر .كان شعرها قصيرا وقد سرحته بطريقة مضحكة.
صافحت آنجي بحرارة شديدة:
_تشرفت بمعرفتك.
انا صحفية في مجلة كل الأخبار وقد ثرثرنا انا وليوك حول اشتراكه في اعمال الخير ولكني اكون سعيدة لو تمكنت من ان اطرح عليك بعض الأسئلة.
_أيه..ولكن..
تجهم وجه ليوك.
_ان كلارا كانت على وشك الرحيل ..اليس كذلك ياكلارا؟
_قولا لي كيف التقيتما اذن؟عند شيدرفولز؟
صححت لها آنجي:
_شاذام فولز.
سجلت الصحفية هذه المعلومة في دفترها على الفور.ودون ان تدري آنجي وجدت نفسها تتعرض لسيل من الأسئلة.
وعندما تعرضت كلارا الى احتمال وجود زواج قريبب.
اجاب ليوك وآنجي في وقت واحد ولكن في اجابتين مختلفتين.
قال ليوك في منتهى الثقة:
_انه امر أكثر من محتمل.
اما آنجي فأجابت:
_هذا الأمر قبل أوانه بكثير.
تبادل ليوك وآنجي نظرة نارية .
فقد حان الوقت لطرد هذه الدخيلة وبعد ان اصطحبها ليوك الى الباب عاد بسرعة الى جوار آنجي وقد بدا عليه الأضطراب والشعور بالذنب.
_أنا آسف لأنها كانت لاتزال موجودة عند وصولك.كان من المفروض ان أقابلها في المكتب لكنهم ارسلوها الى هنا.
قالت آنجي وهي تمسك بيده:
_لاتقلق ياليوك ليس الأمر بيدك ولست غاضبة.
_لكني وعدتك بالا يحدث لك ذلك ولا حتى التصوير ولكن هاهي جعلتك تخضعين لأستجواب .
_اعرف انها كانت هنا لتتحدث عن الأعمال الخيرية.
_يالها من متلصصة قذرة.كان من الواجب ان اكسر اسنانها لانها تحشر انفها فيما لا يعنيها.
_لكن الموضوع كله ليس غلطتك على اية حال.لقد كنا ساذجين اذا اعتقدنا اننا نستطيع لأفلات من الصحافة . حتى ولو خلال الأيام القليلة .
_آوه..لاتقولي هذا!ثم من المؤكد انها ستكتب عنك مقالا متملقا.لقد افترستك .
__لقد بحثت عن عما اذا كنت ارتدي خاتم خطوبه.
_آوه.هذا.
_انني اتلهف لمعرفة ماذا ستكتب عن ذلك.
أخذا يضحكان بصوت عال.
كفا عن الحديث عن تلك الصحفية.
لكن في طريق العودةالى شاذام فولز لم تكف آنجي عن التفكير فيها.
اثناء اقامتها في نيويورك استطاعت ان تعرف الكثير عن حياة ليوك فيها انه لم يحاول ان يخفيها عنها وحسب بل ايضا قد تعاونت معه تماما حيث شجعته على هذا السلوك وهي تتظاهر بتجاهل بعض مظاهر ذلك السلوك،اذن لم يكن تدخل الصحافة فقط هو الذي يزعجها فقد انتهى الأمر بها الى تقبل ذلك الأمر والى حقيقة انها لاتعرف كل شيء عن ليوك.
تساءلت:هل سيندم يوما على تركه المدينه بأضوائها ومغرياتها؟
ثم الى اي مدى ستظل قرية شاذام فولز تشد انتباهه وتحظى بأهتمامه؟
ان وتيرة الحياة الريفيه البسيطة سرعان ماستفقد سحرها بالمقارنه بهوس ووميض نيويورك.
وجدت آنجي صعوبه في ادراك انهما سيفترقان يوما ما ولكن يجب عليها ان تعترف بأن رحلتها الى نيويورك اثارت في رأسها عدة اسئلة ظلت حتى الآن بلا اجابة.
كان لليوك طريقة بارعة في جعل كل شيء يبدو بسيطا وسهلا.
ثم ان مجلة كل الأخبار على وشك الصدور لتقدم للناس حياتهما الخاصة .
وعلاقتها مع ليوك محكوم عليها بالفضل وكلا على استعداد لأشعالها حربا ضاريه.
سألها ليوك وهو يلقي عليها نظرة جانبية:
_لما انت هادئة هكذا؟
اجابت وهي تتأمل في ارهاق المناظر الطبيعية للريف والجبال المحيطة بهما:
_لاشيء محدد.انني افكر في قائمة المواد التموينية التي لابد ان اشتريها.
ان لدي طلبات كثيرة من اجل عيد الميلاد.حتى انني لا اعرف كيف سأبدأ.
_سنعود الى نيويورك من اجل عطلة نهاية الأسبوع قبل عيد الميلاد.
كانت هذا آخر ماتود ان تسمعه .قالت بلا حماس:
_الى نيويورك او اي مكان..يوجد اماكن ومحلات اقرب من المدينه..ولكن لابد انك تشتاق الى المدينة؟
لم يجب الا بعد فترة صمت:
_نعم من وقت لأخر..هل تمتعت جيدا؟
_آوه ..نعم ودون شك.لقد كان وقتا رائعا.
كان ذلك صحيحا ولكنها كانت تعلم ايضا انه لن يشتاق الى نيويورك اشتياقها هي اليه.
أنت تقرأ
روايات عبير / سهرة الأحلام
Romanceالملخص: صاحت انجي:لماذا تصرخ هكذا! هل هذه طريقتك للتخفيف عن المرضى ..أم.. قطعت آنجي حديثها حينما فاجأتها عطسة عنيفة. صاح هادرا: انا لاأصرخ!عودي الى الفراش فورا..ام هل يجب علي ان احملك على كتفي؟ _انا قادرة تماما على الصعود بمفردي ياليوك..انني.. فاجأ...