Part "1"

199 18 81
                                    

شمّس تغرُب كل مَساء....طِيُور تُحلق بالسْمَاء....عصَافير تُغرد بالأرْجَاء....
تِلكَ هيٰ حَياتي ما زَالتْ تحّت الأنْشَاء...
***
مُتأمله أنَا منْ شُرّفة مَنزلي المُطله علي منظرٍ سَيخفقْ قَلبي أشتِياقاً لهُ..
فَقد أعْتَادت عِيناي عَلي رؤيَة ذَلك القُرص الذَهبي الذي يغمُرني بالدِفئ والأشّتياق لمَن أُحَب ، الَذي يَتسَلل ويَخْتبئ أثْنَاء الغِروب وكَأنه يَكِسوه الخَجل خَلف تِلك الأبْنِيه الشَاهِقه...
فَهوه يذَكرني بِجلسَاتي وأحَادِيثي أنَا وخطّيبي ، تحْتَ أشِعَتهَُ نتَبادل الحَديث والضَحك وأحْيَانا ً اللعَب أيضَاً...أبتَسمتُ تلقَائياً بمُجَرد تَذكري بتِلك الذِكَريات..

"اذَن ما سّر أبتِسامة حبيبَتي تِلك الَتي تَكِفي لتَجعل قَلبي يَنبض لكِ بجِنون"قَاطعني منْ تأمُلي ذَلك الصَوت الخَشن الذي لاَ أمَلٌ منْ سماعِه مُنذ طُِفولَتي..

التَفَتُ سَريعاً لتَقع عِيناي عَلي زمُردتَيه التي تَلمع بأشتِياق وقَد فَتح لي ذراعِيه لأقَع أسِيره بعِناقه الدافئ هذا الذي ألجَئ لهُ منُذ صِغَري..
.
.
.
"اذَن حَقاً أنتَ لم تَعد مُستاءً مَني" بَدأتُ بالقَفز تلقَائياً فَقد تَضاعَفتُ فَرحتي عِندما قَال لي بأنهُ مُوافق عَلي سَفري بمُنحة كَاليِفُورنِيا بشَرط أن أُحَدثه كُل يَوم وأحْكي لهُ عَن يَومي وكيف قـَضيته وإلي ما ذَلك..

وافقتُ بالطبع وطبعتُ قُبله صَغيرة عَلي وَجنتيه وباتت الأرض لا تَسع فَرحتي ..ف'كريس' قَبل أن يَكون خَطيبي فَهوه صَديق طُفولتي الذي يَعلم كُل شَئ عَني..
"ابتَسمي دائماً 'باريس' فأنتِ بأبتِسامتك وفرحَتك تِلك تَجعلين الطَير يُغرد بأجْمَل الألحان فوق تلك الأغصَان ، فكَيف أنَا لا أوُافق عَلي طَلب يمنع تلك الإبتسامه من الظُهور عَلي ثغريكِ"هَمس وهو يُشير إلي شَجرة بجِوار شُرفتي مما جعل وَجنتي تُشِع أحْمِراراً وكأن دِماء وَجهي فَرحه بمُغازلتهُ لي..
.
.
مَضي اليوم ، وأمسيتُ الأن وحِيدة بغُرفتي مع ضَوء ذَلك القَمر الذي أنضمَ إلي خُلسه مَن نَافذة غُرفتي..
لقَد حَضرتُ حَقائبي بَعِدما وَدعتُ كِريس وقد سَاعدتني نَبع حناني ونبضُ قَلبي'أُمي'، بذلَك أصبحتُ مُستَعده لاُسافر بالغد إلي مَدينة بدتُ أخْاف مَن عَدم تَقبل الناس لي هُناك..بدتُ أخْاف مَن ما يَحمله لي القَدر هُناك...إلالهي إلالهي أرجوك ابقي معي فأنا عابدتك ليس لي سواك..
أستمريت بالدعاء والتفكير حتي ثقلت جفوني وذهبت إلي عالم الظُلمات..
.
.
.
"باريس هي اسرعِ ستتأخرين!"صاحت أمي لتستعجلني بأرتداء حِذائي...ذلك الشعور الذي ينتاب قلبي بأني لن اري منزلي وعائلتي مره اخري يجعلني لا أريد الذَهاب..
ربي سأشتاق إلي صوت أمي الحنون وسأشتاق إلي عطف أبي وسأشتاق إلي أخي الصغير الذي حتي الأن لا يستطيع أن ينطق اسمي بشكل صحيح وأخيراً سأشتاق إلي صديق عمري الذي بسببه أبتسم علي الدوام..
"هيا باريس ماذا تفعلين!"صاحت أمي مره أخري لأجيب ب"قادمه"وأودع غرفتي التي كانت انيستي وبها كل ذكرياتي لمده ثمان عشرة عاماً.
خطوت علي درجات السلم بتمهل وأنا حامله حقيبه يدي وأنظر إلي كل أنحائه وكأني اطبع صورته بمخيلتي..
.
.
ودعت أبي والذي كان نظرات فخر وأشتياق تشع من عينيه وكذلك أمي ودعتها وأنا إحاول ألا أبكي حزناً علي فراقها ودخلت علي غرفة أخي الصغير وقبلت جبينه بحب ثم خرجت من الغرفه بل من المنزل كله.
.
.
"عيناكِ التي هيه مزيج من لوني العسل والقهوه لا تليق بالحُزن والبُكاء حلوتي"همس كريس الذي كان يقود السياره بجواري والذي تفاجئت بأنه موجه نظريه علي الطريق
"و..ولكن كيف علمت أني أبكي!"خرج ذلك السؤال من فمي بتلعثم بدون مقدمات..أشار إلي المرآه التي بجواره لأبتسم لسجاجتي تلك..
نظرت ليدي اليسري والتي تزينها ذلك الخاتم الخاتم الذهبي الفخم
"كريس متي ستقول لوالدي بأمر إلغاء خطبتنا؟"خرج مني ذلك السؤال بتلقائيه لتتغير تعابير وجهه إلي الغضب ثم يغيرها مره أخري بسرعة متصنعاً البرود ظناً منه أنني لم ألاحظ.. "قريباً" خرجت تلك الكلمه منه فقد ولم اشئ اغضابه اكثر لذلك صمت فأنا اعلم انه يحبني منذ الطفوله ولكن أنا لم ابادله المشاعر أبداً غير الصداقه والوفاء..
.
.
وصلت إلي المطار وودعت كريس وداعاً لا يقل حراره عن وداع عائلتي أمام البوابه التي تطل علي بيبان الطائرة... دخلت إلي الطائرة بمفردي مسترخيه علي مقعدي الذي أرشدتني له آحدي مضيفات الطائرة وأغمضت عيناي بقوه عندما بدأت الطائرة بالأقلاع.

متسائله ما الذي يحمله القدر لي ؟!

************
أشوفكم بخير😍❤

 Life Line |Z.M|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن