part"17"

970 74 17
                                    

بسم الله الرحمان الرحيم

------------------------

ارسلت نظراتي باتجاه زجاج النافذه أنظر لبراءتها بحزن ، ربتت ميليسا على كتفي بخفة ترافقا لقولها

"لا تحزني عليها ، هي بخير والحمد الله الذي عوضنا بها وعوضها بوالدتين " قالت بابتسامة تقصدني بحديثها

تجاهلت ما قالته وادرت لها رأسي وقلت ببعض البهجة المصطنعة "هلا تساعديني على التذكر" عبست بوجهها وقطبت حاجبيها مع ذهابها بافكارها وطريقة لقول ما تريده لي

"ماذا ستستفيدي ان عرفت؟ ،برأي معرفتك لذاتك ببر الامان الان لما تريد التعمق اكثر لربما لن تستطيعي النجاة " لاني اريد ان اعرف..اعرف كل شئ ، شعور قاسي جدا يحطمك ويهشمك لفتات صغير صعب جمعه، اريد ألا افكر بما سيجري وما جرى ، فارغة ، خائفة ، تائهة هل يجب ان ابحث عن ذاتي القديمة ومواصلة ما اقدمت عليه ام اخلق نفسي من جديد بشخصية جديدة ولباس جديد ، قصة شعر، طريقة كلام ، ان اكف عن بحثي ، ان اعيش يومي كما هو بلا تفكير بالماضي او التشتت بالمستقبل

"وداعا جيني"قلت لها بعد خروجي من بيتهم ، انحنيت وقبلت رأسها بعمق ثم بعثرت شعرها وذهبت مع ضحكة

" هيا جين للداخل ، الليل حل"سمعت ميليسيا تقول لها

الهواء العليل مع لسعة البرودة ولمعان النجوم بالسماء الصافية شجعني على تغير وجهتي للاكتشاف الشارع حول بيتي وشراء بعض الحاجيات للبيت

صوت دبدبتي على الارض هو الصوت الوحيد المسموع بالنسبة لي ، الاشجار على طرفي الشارع بطولهم الشاهق مع اضاءة القمر والنجوم من حوله، كان المكان يشجعني اكثر واكثر على الغوص به وسلوك طريق غير طريق المتاجر

السكون هو المساعد الوحيد الفعال الان لاجمع افكاري واقرر ذاتي ، جلست القرفصاء على طرف الرصيف انظر امامي بتفكير ....حاولت التركيز وللاسف ذالك الصوت يخرجني دائما من دوامة افكاري ويقودني للجنون

اكره سماعي لاصوات صغيرة وبلا معنى لاتدعني اركز ،هناك صوت يشبه حركة ما في الاغصان او تأوه، وهذا يذكرني بصوت عقارب الساعة التي كنت اطفئها قبل نومي لازعاجها لي ...ما علاقة هذا بهذا

لربما ذاكرتي تربط الاحداث وستتذكر كل شئ بأوانه صحيح! .. لما لا اتركها ولا اجهدها لربما ساتذكر فيما بعد فأعيش حياتي الان كما انا واكف عن محاولاتي ...ان كان قدري ان اتذكر فلا شئ يستطيع منع القدر وان لا فهذا قدري ولن يتغير

قفزت كالمجنونة بمنتصف الطريق وانا اصفق واصرخ بوجدتها ، لالمح وميض لالة ما من بين الاغصان تماما على الشجرة التي كنت اجلس تحتها ، اقتربت منها بحذر ثم ركضت وراء من وقع من عليها وبدأ الهرب

اخطو بداخل الغابة كل ما يحيط بي هو الاشجار لم يكن معي وقت لتأمل جمال الغابة الان فهناك من يهرب مني ويحمل كاميرا معه، لا اعلم لما الاحقه ولكنه بالتاكيد مخطئ لهربه مني ، تكسر اوراق الشجر تحت قدمي والهواء البارد الذي يلفح جسدي بغير رحمة وشعري الساقط على وجهي اعاد لي شعور مقيت وعميق وكان يقبض على صدري بيد باردة مخيفة سوداء، الهث بقوة لاتوقف والهلع يتصاعد درجات في داخلي ،احتضنت رأسي بين كفي حين اشرع الالم بانتقامة مني ، اطبق على اسناني بقوة لاطرد الالم ولكن هيهات ، تتراقص صور برأسي تمر بسرعة وترحل فوضى عارمة وكأن عقلي قد اقام حفلة بلا اذن مني وبالوقت الغير مناسب ..من الصراخ والبكاء وخوف من دخول لمكان ممتلئ بالاطفال الى الهروب من شابين وسقوطي من شلال كبير

-future Girlفتاة المستقبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن