| اليوم العاشر من شهر أغسطس، السنة الخامسة عشرةَ من الألفية الثانية للميلاد، طوكيو |
‹ ١٠ \ ٨ \ ٢٠١٥م ›
خرج من ذلك المحل التجاري شابٌ بـ ملابس يكسوها السواد .. معطفٌ أسود و بنطالٌ أسود و شعرٌ أسود ذو خصلٍ مبعثرة يغطي عينيه، يتصاعد من فمهِ دخان سيجارتهِ التي بدت كما لو أنها أُشعِلت للتو.
بعد خروج ذلك الشاب المريب و الذي بدى جانحًا بالنسبة لـ عاملي ذلك المتجر، قال رجلٌ ذو بشرةٍ حنطية و هو يضع علبةَ معكرونةٍ ذات غلافٍ أصفر اللون علقت معها هديةٌ من نوعٍ ما: ما خطب ذلك الرجل شوتا؟ هل يزوركم الجانحون كثيرًا؟
مدّ ذلك الرجل الذي بدى في منتصف عقدهِ الثالث، ذو شعرٍ أشقر باهت و أعينٍ سوداء داكنة كـ ليلة ميحاقٍ لا تنيرها سوى تلك النجوم المتمثلة في إلتماعة عينيهِ الفاتنة و المدعو بـ 'شوتا' رأسه عبر الممر لـ يرى الرجل السائل و الذي كان عجوزًا نال اللون الأبيض من معظم شعرهُ بالفعل، ثم أجابه بـقوله؛- لقد كان هنا من أجل الوظيفة الشاغرة هنا، لا تشغل بالك بذلك سيد ميتسومونو.
أومأ ذلك العجوز لـ شوتا ثم أكمل تبضّعهُ بهدوءٍ حتى انتهى بـ تقديم مشترياتهِ إلى الفتاة ذات الشعر البنفسجي و الأعين الزرقاء الباهتة كـ صفحة سماءٍ قد لبدتها غيوم القلق و التي تعمل في قسم المحاسبة .. من الواضح أنها كانت أمينة الصندوق في الوقت ذاته.
بعد أن خرج ذلك الرجل العجوز قالت تلك الشابة بشيءٍ من الانزعاج؛- سـيسبب قدوم ذلك الأبله الكثير من الإزعاج لنا، إنه اليوم الرابع على التوالي! سيعتقد الزبائن أننا نبيع الممنوعات!
ضحك شابٌ آخر بدى في نهاية عشرينياتهِ لهُ بشرةٌ حليبية و شعرٌ ورديٌ داكن مع أعينٍ ذهبية حيث قال ساخرًا؛- بدأت أعتقد أن الرئيسة هي من تبيعها دون علمنا!!
حمل شوتا منشفته التي كانت على كتفه ثم ألقى بها على وجهه و هو يقول؛- شين أيا الأحمق، إنها زوجة السيد بالطبع لن تفعل!
أزاح ذلك المدعو بـ 'شين' المنشفة عن وجهه و هو يقول؛- أنا أعتذر لـ فخامتك و فخامتها ثم قهقه ضاحكًا و هو يسير إلى غرفةٍ كتب على بابها 'العاملون فقط'.
تنهد شوتا ثم قال و هو يسير باتجاه أمينة الصندوق كي يقول؛- كانون .. صحيح .. هل قدمتي فنجان القهوة الخاص بـ فترة الظهيرة للسيدة؟
أومأت له نافيةً بعد أن جعلت قبضتها تضرب رأسها بخفةٍ حيث قالت؛- لقد أخرجت المكونات بالفعل لكنني قدمت إلى هنا على عجل من أجل الزبون، من الجيد أنك قد ذكرتني بـ ذلك، ثم خرجت من مكانها عن طريق فتحِ بابٍ خشبيٍ صغير و هرعت إلى غرفة العاملين لـ تُعدّ المطلوب منها.
بعد دقائق خرجت كانون حاملةً كوب قهوةٍ تغطيه الرغوة البيضاء مع رشةِ قرفةٍ فوقه تزيد من جمالهِ للناظرين.
صعدت كانون السلالم بـ خُطًا ثابتة كي تصل إلى مكتب رئيستها الذي كان يقع في الطابق الثاني من هذا المتجر.
حالما وقفت أمام باب الغرفة الذي كان خشبيًا من الجزء الأسفل زجاجيًا يقوم بتشويش الرؤية لمن في الخارج كتب عليه بـ خطٍ أسود عريض 'المدير'.
قرعت الباب للمرةِ الأولى فلم تتلقى ردًا، و عندما همّت بالقرع مرةً أخرى سمعت صوتًا جهوريًا أنثويًا بعض الشيء تقول؛- تفضلي.
غرفةٌ عادية، مكتبٌ من خشب البلوط الجيد و كرسييْن جلدييْن أمامه بينهما طاولةٌ ذات أرجلٍ قصيرة وضِع عليها مفرشٌ أبيض مزخرفٌ بخيوطٍ سوداء فوقه منفضةُ سجائر مصنوعة من الزجاج العادي، مع كرسيٍ بـ عجلات خاصة يسمح لصاحبها بحرية الحركة كيف ما يشاء خلفه، مكتبةٌ وجدت على يمين الباب كانت مليئةً بشتى أنواع الكتب و سجادةٌ ذات نسيجٍ خفيف و ألوانٍ صيفيةٍ مبهرة كانت تزين وسط الغرفة.
دخلت كانون و هي تلقي بالتحية المسائية المعتادة ثم قامت بتقديم كوب القهوة ذاك عن طريق وضعهِ على مكتبها الذي كان مليئاً بـ حزم الأوراق التي كانت مرتبةً بعض الشيء.
شكرتها تلك المديرة بـ قولها؛- شكرًا لـ جهودكِ عزيزتي كانون.
أومأت لها كانون و كأنها تقول أن لاداعي للشكر هكذا.
وقفت أمامها و كأن لديها كلمات تقولها لكنها قد هربت بالفعل و هي تحاول الإمساك بها قبل أن تفقدها للأبد.
بدأت حديثها بارتباكٍ حيث قالت؛- سيدة ساتشيكو، ذلك الفتى .. إنه .. سمعة المحل .. قد يفسد كل شيء .. الشرطة في كل مكانٍ هذه الأيام.
قامت المدعوة بـ ساتشيكو ذات الشعر الأزرق داكن الأطراف و الذي قد أوشك على حجبِ عينيها الخضراويْن اللتين أحاطت بهما نظارة ذات إيطاراتٍ رقيقة و عدسات بيضاوية بـ وضع كوب القهوة جانبًا لتضع مكانه رزمةً من الأوراق، رفعت رأسها ناحيتها ثم أزالت نظارتها بـ يدها و قالت؛- أنا لا أفهم ما ترمين إليه آنسة كانون، ذلك الشاب يأتي من أجل طلبٍ للوظيفة هنا.
أجابتها بـانفعال؛- لقد تردد إلى هنا منذ بداية الأسبوع لـ أربعةِ أيامٍ متتالية، ما هذا؟
قالت لها بصرامة و هي تحدق فيها ببرود؛- هل لديكِ شيءٌ آخر لـ قوله آنسة كانون؟ أنا منشغلة كما ترين.
تمالكت كانون أعصابها و هي تقول؛- كما تريدين سيدتي!
ثم خرجت و هي تفرغ جام غضبها في قبضة الباب لتغلقه بعد ذلك بأقوى ما لديها و هي تلقي بـ سيلٍ من الشتائم الذي لا ينتهي على برودة سيدتها و لا مبالاتها.!
أعادت ساتشيكو أنظارها إلى الأوراق التي كانت أمامها و هي شاردة الذهن حيث كانت تسترجع ما حصل في بداية هذا الأسبوع!
____________
هل كان فصلًا أول جيدًا؟
كيف كان السرد؟ إن أعجبك سرد أي جزء فقط تعليق 'أعجبني الوصف الفلاني' سيكون كافيًا لإسعادي 💘.
إن ضحكت على جزء ما تستطيع كتابة ذلك، سأسعد بمعرفة أنه كان مضحكًا لشخصٍ آخر 💖.
لمَ كان ذلك الفتى يتردد إلى ذلك المتجر لـ أربعة أيام؟
هل أعجبتكم أشكال الشخصيات؟ أكثر شخصية جميلة من ناحية الشكل هو/هي؟
التنزيل بـ حسب تفاعلكم اللطيف 💕.
' أستغفر الله '
انتهى، كونوا بخير 💯💙.
أنت تقرأ
شيءٌ ما قام بإيقاظي!
Mistério / Suspense' إن أيقظك أحدٌ ما من غفلتك .. ما الذي سوف تفعله؟ كيف يمكن للماضي أن يتشابك ليكوِّن حاضرًا غير متوقع؟ هو .. مهما حاول الهرب، تلك الابتسامة كانت تعيده مرةً أخرى! هي .. عاشت أفضل سنينها في الماضي، مع حاضرٍ ممل! هل سيخرج هو من خلف القضبان التي فرضها...