الفصل السابع، لا أحد يحبُّ قولَ كلمةِ الودَاع!

2.3K 243 703
                                    


| الباب من الداخل |

بعد صراخ أراتا الغاضب ذاك، شعر بجسد ساتشيكو يتحرك قليلًا مع عينيها التي خفت البريق فيهما بشكلٍ ملحوظ، بالكاد كانت قادرةً على فتح شفتيها و كذلك عينيها كي تقول؛- شين .. اللطيف .. لا تقسُ عليهِ من فضلك.

التفت إليها و تعابير الفرح قد ارتسمت على وجهه وسط موجات الألم التي كان يشعر بها، قال لها و هو يبعد شعرها المتلاصق بفعل دمائها عن وجهها؛- لا تقلقِ، كل شيءٍ سيكون بخير .. نعم سنكون .. بخير.!

| الباب من الخارج |

بدأ شين بضربِ الباب عدةَ مراتٍ بقبضتهِ العارية و هو يقول؛- لكن .. كيف سنجلب المساعدة؟ .. مداخل الحي قد أغلقها حطام المباني المتناثر هنا و هناك! إذًا كيف؟ .. أخبريني ساتشيكو .. كيف؟

بعد آخر كلمةٍ توقف عن قرعِ الباب حيث احمرّت يده من شدة الضرب ذاك و سقطت دمعةٌ هاربةٌ من جفنيهِ الخائنين!

- "عزيزي شين .. صغيرتي كانون .. لا بأس .. سماع صوتكما قبل أن تحين نهايتي .. شيءٌ أقدره جدًا .. تمنيت .. لو .. أن شوتا .. كان معكما.!".

اقتربت كانون من الباب لتصرخ بكل ما أوتيت من قوة؛- لكنه موجود .. خارجًا .. إنه ينتظرك .. ينتظر أميرته .. لذلك لا تخيبي ظنه .. تماسكِ أكثر .. من فضلك .. من فضلك!

| الباب من الداخل |

صدِم أراتا من صوت ساتشيكو العالي ذاك، و لكن ما حمله من كلماتٍ كان صادمًا أكثر .. عرف أن المتواجدين خارجًا هما من عمال المتجر .. كلا .. بل أشخاصٌ لهم قيمةٌ أكبر .. أصدقاؤها أو لربما شيء أكثر قيمة من هذا!

| في الخارج |

السماء قد اصطبغت بأزرقٍ داكنٍ تكاد تحسبه أسودَ إن لم تعرف الفرق بين يمينك و يسراك!

ما وضّح زرقةَ تلك السماء المخفية كان التماعاتٍ توزعت خلال صفحتها الداكنة بعمل نجومٍ تحترق من أجل الحفاظ على شعاعها الذي يرشد التائهين، لكن في حالة شوتا تلك .. لم يكن تائهًا .. بل هاربًا من احتمالاتٍ بشعةٍ قد شكلها عقله الخائن عن كلّ ما يحدث حوله!

سمع صوت خطواتٍ من خلفه تتجه نحوه، التفت لـ يرى ذلك المسعِف و هو يلوح له بفرح و خلفه تسير رافعتان و عربة إسعاف!

انفرجت أساريره مع وصول النجدة بعد كل هذا الانتظار! تمامًا كـ مريضٍ حظيَ بالشفاء من مرضٍ سكنه أمدًا من الزمان!

وضع ذلك المسعِف يده على كتف شوتا و هو يقول؛- سيكون كل شيءٍ بخير .. لا تقلق!

أومأ شوتا برأسهِ موافقًا بعد أن وجد ملجأً له من كل تلك الإحتمالات السوداوية التي كانت تطارده بلا كلل!

أشار ذلك المسعِف بيده لـ يتقدم رجالٌ يرتدون ملابس رجال الإطفاء مع خوذٍ تغطي رؤوسهم و خزانات أكسجينٍ معلقةً على ظهورهم، حاملين في أيديهم بعض آلات الحفر الثقيلة إن احتاجوها، بدؤوا بالتوغِل في الداخل فصرخ شوتا بكل ما لديه كي يسمعوه؛- إنهم في الطابق الأعلى .. لا أحد غيرهم في هذا المبنى!

شيءٌ ما قام بإيقاظي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن