16

25K 238 170
                                    

**

جالسة بغرفتها ..

وتتصفح مجلة الحياة ..

تدور على مقال غيداء صاحبتها بالجامعه .. اتصلت فيها وقالت لها تقراه وتقول لها رايها فيه ..

ابتسمت سارة على فكرة صاحبتها لمن قرأتها .. وهي لو ان وزارة التربية والتعليم سمحت لطالبة الثانوي تحط كحل وروج وتلبس اكسسوار ناعم ويفكون الحصار عنها كان ماشفنا مكياج سوق ولبس عاري بالجامعه وكأنه تمرد خارج اطار المدرسة .. لأن باختصار كبت المدارس ولد الانفجار في الجامعات والاسواق والزواجات بطرق مبتذله ..

دق التلفون وقطع عليها استرسالها بمقال غيداء اللي توضحه بمنتهى الحرص والوعي ..

رفعت السماعه وماتفاجأت لمن سمعت صوت جارتهم ام اسعد اللي اعتادت تتصل بهالوقت اذا فيه محاضرة دينيه في دار الحافظات وتبي ام مشاري ترافقها للدار ..

راحت سارة تنادي امها ورجعت لغرفتها ..

ام اسعد فتحت عليها الجرح اللي مااندمل من بعد ما سمعت كلام عدنان ولدها .

كان مرعوب من مشاري لأنه ضرب خالد بجنون ..

واذا شافه عندهم في البيت شرد لأنه خايف منه ..

حاولت سارة تعرف وش سبب الخوف بعد ماداهمها الشك بصدق كلام خالد باتهامه لمشاري ..

لكن عدنان قلب الطاولة ووضح ا لحقائق ..

قال لها على الحكاية بالتفصيل الممل .

ظهرت براءة مشاري وبانت حقيقة خالد ..والشهود عيان ..

خالد اللي حبته عمره ماكان له علاقه بخالد هذا ..

خالد اللي حبته هو خالد الطفل اللي كلن يلعب معاها ويعجبها كلامه واعتزازه بنفسه واهتمامه فيها .

كبرته بأحلامها ونمى وكبر بقلبها واستقل تماماً عن واقع خالد اللي عرفته ..

دخلت عليها امها وهي لابسه عبايتها ومتغطيه قالت : يالله ياسارة تبغين شي انا ماشية .

وقفت بسرعه قالت : يمه انتظري بروح احضر المحاضرة معاك .

استغربت امها منها وهي اللي آخر شي تفكر فيه انها تحضر محاضرة دينيه بحكم انها مثقفة ومو محتاجة وعي ديني ..!

لبست سارة عبايتها وتغطت واخذت شنطتها الصغيرة وطلعت مع امها ..

هناك حيث ملائكة الرحمة تحف المتواجدين راح ترتاح ..

وهناك بتبعد عن خالد وذكره وذكراه ..

وهناك يمكن تصحى اكثر وربي يشرح لها صدرها اكثر وينسيها ويساعدها ..

والأهم انها راح تزيد ثقافتها بعد ماغيرت رايها وادركت ان ايمانها ضعيف وينقصها ثقافه دينية هائلة ..

ملامح الحزن العتيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن