٣

15.9K 2K 650
                                    

شابتر قبل النوم 🙊❤

مرة صغنون، وقد يكون غريب، وقد يظن البعض إن كل شي بيتقدم بسرعة..
لكن كل شي رح يوضح مع التحديثات الجاية ان شاء الله ❤

#DailyReminder: God created you, so when you doubt yourself, you're doubting a power bigger than us both.

#تذكير_آخر: إن الله لطيفٌ لما يشاء إنهُ هو العليم الحكيم.

#فكرة: لما تقتنعي باللي عندك، ربي رح يعطيكي لين ترضي ❤

▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁





إرتشفت ناتالي القليل من الشوكولا الساخنة خاصتها ثم وضعت الكوب فوق الطاولة، وأصغت لصوت النار وهي تشتعل بداخل المدفأة، بينما جلست فوق الأريكة بجانب H3.

لازال ببذلته، وقناعه، وتصفيفة شعره المعتادة، وبتلك الإبتسامة الخفيفة على جانب شفتيه.

"إذاً؟" سألت ناتالي وقد التفتت لتنظر له.
"إذاً؟" سألها في المقابل مبتسماً.
"أين السعادة؟" سألت.
"أنها تطرق الباب، أتريدينني أن أفتحهُ لها؟" سألها H3 مازحاً ثم أردف: "كوني أجد السعادة في كوب الشوكولا الساخنة والمدفأة لا يعني أنكِ ستجدينها في الشيء ذاته مثلي."

"كيف هو شعور أن تكون سعيداً؟" سألت ناتالي بفضول وقد رتبت فُستانها.
"شعورٌ جيد، نادر.. ولكنهُ جيد، وكأن كلّ شيءٍ مثالي، تبتسمين بصدق، ويتألق وجهك." تمتم H3 شارحاً لها.
"هاهي المدفأة، وهاهو كوب الشوكولا، ولكني لا أرى وجهكَ متألقاً، ألستَ سعيداً؟" سألت ناتالي بفضول.

ضحكَ H3 بخفة ثم مرر أصابعه بين خصلات شعره ونظر لها مُجيباً: "ليس تماماً، لقد قلتُ بأني أحتاجُ لصفاء الذهن بجانب هذه الأشياء."
"إذاً.. لستَ سعيداً لأن هنالك ماينقصك.." تمتمت ناتالي متفهمة.
"تقريباً." همس H3 بذهنٍ شارد وقد نظر لكوب الشوكولا بين كفّيه.

"لابدّ أن هنالك شيءٌ ما ينقصني كذلك، لهذا أنا لستُ سعيدة.." تمتمت ناتالي مدركة للأمر، ثم ساد الصمت قليلاً.

ذلك الهدوء وتلك السكينة قد أراحت كليهما قليلاً.

"صحيح.." كسر H3 الصمت وقد أدخل يدهُ في جيب بذلته ليُخرج صندوقاً صغيراً: "عيدُ ميلادٍ متأخرٍ سعيد، نات الصغيرة."

ابتسمت ناتالي بينما أخذت الصندوق من بين يديه الكبيرة.
هو كان يعلم جيداً أن إبتسامتها ليست صادقة، ولكنها تبتسم لأن هذا مايفعلهُ الناسُ عادةً في مواقفٍ كهذه.

"ماهذه؟" سألت ناتالي وهي تنظر للعقد داخل الصندوق.
"بلّورة سحرية." أجاب.

"حقاً؟ ماذا تفعل؟" سألت ناتالي بفضولها المعتاد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


"حقاً؟ ماذا تفعل؟" سألت ناتالي بفضولها المعتاد.
"يُقال أنهُ كلّ مائة عام يسقطُ الثلج لمرة واحدة في فصل الربيع.." بدأ H3 يحكي لها بينما التفتت ناتالي لتسمع له بإهتمام.
ليُكمل لها: "يهطلُ ثلجاً غريباً، يُقال بأنهُ سحريّ.. لأنهُ متجمد ومتكتل ولكنهُ ليسَ قارس البرودة مطلقاً، في الواقع يمكنكِ اللعب به دون الشعور بالألم، وفي نهاية شهر الربيع يذوب ذلك الثلج من على الأرض والأشجار تاركاً خلفهُ قطعاً من البلّور النقيّ، يقولون بأنهُ يجلب الحب، الصداقة، والسعادة."

لمعت عينا ناتالي وهي تسأل: "أحقاً ماتقول؟"
أومأ لها برأسه 'نعم' لتبتسم وتُخرج العقد من الصندوق وتناولهُ إياه مستديرة بظهرها وترفع شعرها قائلة: "ساعدني على إرتدائه."

وضع H3 العقد حول عنقها، وقام بإقفاله جيداً ثم همس: "لا تخلعيه، حسناً؟"
"لن أفعل." تمتمت ناتالي وهي مُنزلة رأسها تنظر لتلك البلّورة التي زينت عنقها.

كان H3 كاذباً، لا توجد قصة كهذه، ولكن ناتالي كانت بحاجة لشيءٍ تؤمن به، خيطاً رفيعاً من الأمل تتمسك به، ويجعلها تُصدق أنها ستجد سعادتها يوماً، وقام هو بإعطاءها هذا الأمل.
حتى ولو كان مزيفاً.. فكل الإجابات تكمُن بداخلها، هي لا تحتاجُ عِقداً ولا بلّورة.
هي فقط تحتاجُ لأن تؤمن بقدراتها.

"شكراً لك.." همست ناتالي ثم أردفت متسائلة: "أيمكنني تسميتك؟ أعني H3 صعبٌ جداً."
ابتسم لها ثم سألها في المقابل: "ماذا لو أخبرتكِ بإسمي؟"

"حقاً؟ ألابأس؟" سألت ناتالي مستغربة.
"ليس مسموحاً لي، ولكن.." تمتم H3 وهو ينظر للمدفأة ثم التفت لها ووضعَ سبابتهُ على شفتيه هامساً: "ليكُن سراً."

تذكرت ناتالي ذلك اليوم..
عندما قابلتهُ لأول مرة.
وقد إنكمشت معدتها لسببٍ ما.

"سيكونُ سراً." همست ناتالي في المقابل.
"هاري.. إسمي هاري." أخبرها مبتسماً.

"هاري.. إسمٌ قديم، يُشير للنُبل؟" سألت ناتالي.
"للحكم والسيطرة." ردّ هاري ببساطة.

ساد الصمت للحظات.

"كيفَ كان يومك؟" سألها هاري وقد وضع الغطاء حولها من باب الإحتياط.
"روتينياً مملاً." ردّت ناتالي بينما أحكمت الغطاء حولها.

"ألم يحصل شيئاً جديراً بالذكر؟" سألها يإهتمام.
"كلاّ، كنّا نناقش المستقبل طوال اليوم.." بدأت ناتالي تقول ثم أردفت: "كانت السيدة ماكفيلدز تسأُلنا بماذا نحلم، وأيّ نوعٍ من الأشخاص نودّ أن نكون، ولم أعرف بماذا أُجيب فبقيتُ صامته."

تثرثر.
ناتالي تُثرثر.
كان هذا شيئاً جديداً، فهي دائماً ما تُجيب وتتحدث بجُملٍ مختصرة، ولكن مع هاري فهي تُثرثر.
مما أسعده للغاية ولكن أثار تساؤلاته في الوقت ذاته.

"لماذا بقيتِ صامتة؟ ألم تُفكري بهذه الأمور من قبل؟" سألها هاري متجاهلاً تلك التساؤلات في ذهنه.
"لا، لأني لا أعرف." ردّت ناتالي.

"أشعر وكأن الجميع لديه أهداف وأحلام إلا أنا.." بدأت ناتالي تقول ثم أردفت بهدوء: "رأيتُ اليوم فتاةً تبكي بجانب الشجرة، وقد فكرتُ أني لم أبكي منذُ مدة.. منذُ أن كنتُ سأخسر فلافي عندما بكيتُ على الرصيف وأتيتَ أنت بتلك المظلّة.. مضت ثمانيةُ سنين منذ أن ذرفتُ تلك الدموع.. ماخطبي؟.."

صمتت ناتالي والتفتت لتجد هاري يُحدّق بها، لا تستطيع معرفة ما اللذي يُفكر فيه.
ثم أدركت..
يا إلهي لقد كانت تُثرثر.

"لقد ثرثرتُ كثيراً، المعذرة." تمتمت ناتالي بلباقة.
"فلتُثرثري.." همس هاري ثم أردف: " فلتُثرثري ولتحكي لي أسخف تفاصيلك، ما الحياة دون تفاصيلكِ الجميلة؟"

في تلك اللحظة الغير متوقعة.
دبّت الحياة في تلك الفراشات السحرية في معدّة ناتالي.

شعور لم تتوقع أنها ستعرفُ طعمه.

صانع الذكريات | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن