الصباح , الصباح دوما , الصباح كحقيقة لا مفر منها عليك أن تواجهها مهما تأخرت في النوم , وجهه المألوف المستهلك صار الآن أكثر بشاعة فهو يتقدم في النهار , الصباح يشيخ ....
قبل كل صباح تمر لحظة , تلك هي التي تعلن عن قدومه , هي التي تحمل النبأ العادي جدا و المفاجئ جدا , و أثناءها نرى الكون على الجانب يسحق سيجارة اليوم الاولى و يتمطط بتثاقل ...الكل يمقت الصباح
يمضي اذا كل من له القدرة على المضي في الحفر لقليل بعد في الصمت , فيصدر التلميذ أنين المنزعج من الذي أيقظه , و يهدر محرك الطائرة بعد الحياد و تطلع من الكل الاوراق أصوات الحفيف إذ تجرّ الاقلام على أسطحها و ترن الهواتف و الساعات و تقرع الأبواق و تتذمر الأرض من الرفس و الحفر و الحشر و التهريس و الدلك و الدوس و الطحن و القطع الذي يجري على ظهرها , و هذا من الروتين
ثم هنالك رأسي الذي أجده هذا الصباح بحجم جزيرة صغيرة مع صداع نصفي قد سبقني إليه , لا يقوى على أي من عاداته الصباحية سوى التفكير في عدم قدرته على تلك العادات , ينشطر بعد أن شطره الصداع أصلا , إلى نصفين اخرين , الأول لا يتمكن حتى من الإفصاح و لكنه يطالب بالعودة للنوم و الآخر يكابر بحمق و يؤمن بأن القهوة حل سحري ....
و لكن الصداع ياعزيزي الشطر الثاني قد اكتسب مناعة و اكتسب أسبابا أقوى من القهوة , لقد صارمقيما شرعيا.