يقول إي بي وايت: "إن الكاتب الذي ينتظر تحقق الظروف المثالية ليكتب، سوف يموت قبل أن يضع كلمة واحدة على ورقة."
منذ أزيد من ثلاث سنوات قررت أن افتح هذا الحساب ....لسبب لا أذكره الآن ....ذات ليلة قمت فجأة و أتيت بالدفتر الذي كنت أسجل عليه و أخذت بالنقل ....نصا صغيرا بعد آخر ...قصيدة مبتورة ....قصيدة منسية ....قصيدة غضة بعد أخرى .....عندما انتهيت -و كان ذلك في وقت ليس بالطويل - نظرت الى الكلمات المنشورة باطمئنان أب على أطفال تبناهم و شقى بهم من قبل وحده
بما أن هذه الكتابات ، و على قلتها ، صارت محمية بين خيوط الانترنت الممتدة فهي بعيدة الى حد ما عن يد السفاحين الثلاثة : التجاهل و النسيان و الموت
سفاحون لا أملك القدرة ، كإنسانة من هذا العالم اجتنابهم
* * *
يزعجني عند محاولتي الكتابة الضوء ...أي ضوء كان ... أحسه وقحا عدوانيا ، يطلق أحكاما لا تسمع لكنها تدرك داخليا فيكون معناها
أشد ايلاما ...
ولهذا تجدني أغلق الستائر بهوس ...حتى ضوء الشاشة المنبعث أخفضه
يزعجني عند محاولتي الكتابة أفراد العائلة ....ليس أي فرد ...أولئك الذين يحتاجون مساعدتي بكثرة ....كالأخ الصغير أو الأم ....يقاطعون جلستي دون استئذان ، يتساءلون عما أفعل بحنق ، ...يلحون في الطلب بفجاجة أحيانا ....
و لهذا تجدني أحكم إغلاق الباب ...خوفا من التدخلات و أيضا خوفا من هروب الكلمات
يزعجني عند محاولتي الكتابة ذلك الصوت الداخلي ....الناقد الصغير مفرط الصراحة ....يعيد قراءة سطوري و هي بعد ما اكتملت ... يعقد حاجبيه عند عبارة ... يزفر عند أخرى ... يملي بملاحظة يراها مفيدة ...لكنها تسد شهيتي فجأة ...فلا أقوى على المتابعة ...
.لهذا تجدني أول ما أجلس أحشر أذناي بسماعاتي "سامسونغ" و أطلق العنان لثلاث ساعات من البيانوالكلاسيكي ... الجني الصغير يخاف الموسيقى الكلاسيكية أم هي تروقه ... فينشغل بها حد الخرس التام
