احسست اني ضقت من التجاهل و الادعاء ان هناك سبب وراء ما حصل و أنه يوجد سبب لما يحصل , مللت العبثية ايضا و ان في امكان اي من الحدث ان يكون فوضويا وليد الصدف او حتى الضرورة , اتعبت نفسيا من فكرة التفكير في هاذين الاحتمالين بالذات او في اي احتمالات اخرى على حد سواء ,....لتبتلعنا الجحيم رجاءا ...فنحن نعلم ان هناك مرقدنا الاخير ...بعد كل ذلك الشك و خطابات الهرطقة و التنحي عن "الطريق المستقيم" , بعد كل ذلك الوقت المصروف في محاولة ايجاد الخطأ في الكتاب و في النظريات و في الاوامر ....او لم يصل بنا التجديف الى درجة القول بتفاهة ذلك الدين جملة ....على ان كل الحيوات التي صرفت في "مراجعة" المسلمات كانت كلها ثامرة بالخلق الكتابي و بالخلق في الرسم و في الصحافة و تقصي حوافر الحقيقة , كل حياة على انفراد غمرها الشغف بالاتقان و بالتجديد ...كل حياة على مفردها عنت اكبر من السلسلة الكبيرة المتصلة ببعضها , كل واحدة كانت اجمل و اعمق من الصورة الكبيرة التي تبدو عشوائية و غير متناسقة , الصورة الاجمالية كانت تشبه ما قد تنتجه الحياة , ما قد يجده هذا الوجود .....فقط عادية الى حد كبيرة,
كانت النافذة على جانب الكرسي تدخل شعاع الشمس الحارق و نفسها الحار لكنه لم يضايقني فقد كنت مندمجة تماما مع الرواية التي بدأت قراءتها منذ ايام , و لانها بدت كواحدة من تلك التي في مقدورها التأثير على محورك النفسي و التفكيري فقد قررت التقشف و اختلاس كلماتها ببطء , شعرت بالفتاة بجانبي تتضايق من تجاهلي للحر فقد مدت ذراعها لتجذب الستارة نحونا متسببة في سقوط الكتاب من يدي , انحنيت و التقطت صديقي الذي صارت صفحاته مغطات بغبار الارضية و وسخها , رفعته و نفضته و انا افكر ان علي ان اجعلها تعتذر منه , لابد من ان تبدي ندمها الناجم عن تهورها, نظفت الكتاب بحذر زائد متاكدة من انها تلاحظ ما افعل ثم اغلقت الكتاب و حملته بيد واحدة , غيرت في وضعية جلوسي قليلا كي اواجهاها رفعت الكتاب قليلا و انا اجر نظرات معبرة من الكتاب و الى عينها و رجوعا , بدت حائرة اول الامر ثم بارتباك سالتني ان كنت اعرضه عليها لتقراه , ان انا التي ازعجت مطالعتها قبل دقائق و كسرت جلستها مع هذا الكتاب , ان انا كنت اسالها قراءته , فقط هكذا بكل تلقائية و عشوائية , اصدرت صوتا عبر عن تفاجئي ثم و في لمحة عين ارتد صدى هذه الفكرة داخل راسي و بدت كفكرة رائعة و شيئا قد يشبه تفكيري , سرعان ما غيرت من ملامحي و رقت الح عليها لتاخذه و هو ما فعلته بابتسامة و شكر بدا صادقا .
ساد الصمت بعد ذلك خارج راسي و داخله و اعتمل سرور جعلني ابتسم انا الاخرى , ثم نزلت الرفتاة محملة بحقيبة و كتابي