كان يجلس في حجرة المعيشة أمام التلفاز يتنقل بين قنواته بجهاز التحكم الذي بيده وهو يشعر بالملل الشديد فليس لديه أي رغبة بالمذاكرة رغم أن اختبارات نهاية العام ستبدأ بعد شهر تقريبا وهو يطمح في أن يصبح مهندسا كما كان يتمنى والديه ولأنه يرغب دائما في ارضائهما فقد تفوق في دراسته حتى الأن وكل عام ترتيبه لا يخرج عن الثلاثة الأوائل في المرحلتين السابقتين إلى أن التحق بالمدرسة الثانوية ورغم صعوبة المنهج إلا أن كل مدرسينه يشهدون له بالالتزام والتفوق كما كان يفعل السابقون.
وها قد أوشك العام الدراسي على الانتهاء وهو في السنة الأولى من الثانوية العامة وقد بدأ يشعر بالملل الشديد بسبب ذلك الروتين اليومي الذي يمارسه حيث يستيقظ مبكرا كل صباح ليذهب إلى مدرسته التي لا تبعد كثيرا عن مكان سكنه, ومن المدرسة إلى صالة الألعاب الرياضية التي يمارس فيها رياضته المفضلة وهي الكاراتيه والتي رغم إجادته لها بشهادة مدربه إلا أنه يرفض المشاركة في المسابقات الرياضية التي تنظمها المدرسة. ثم يعود إلى المنزل من جديد ليبدأ رحلته مع الكتب فينتقل من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية الأولى ومنهما إلى علم النفس أو الجغرافيا..........وغيرها.
كل ذلك جعله يشعر ببعض التمرد على طريقة الحياة التي يعيشها والتي قد زاد من رتابتها أنه ليس لديه أي أصدقاء تقريبا يمكنه أن يخرج معهم قليلا أو أن يشاركونه في مذاكرة دروسه فهو مع الأسف لديه شخصية انطوائية صلبة جعلت زملائه يتجنبونه, بالإضافة إلا أنه وحيد أبويه فليس لديه إخوة يمكنه أن يتحدث معهم أو حتى يتشاجر معهم على أتفه الأسباب كما كان يرى غيره يفعل, وقد زاد ذلك الاحساس لديه بعد أن فقد أخته الصغيرة منذ عام والتي لم تكن قد أتمت من العمر ربيعها الخامس.
وبينما وهو يجلس على هذا الوضع, ينظر إلى التلفاز ولكنه لا يركز في البرامج المذاعة على شاشته إلى أن سمع صوتا ذكوريا ينادي باسمه بالطبع كان صوت والده فهذا هو وقت عودته من الورشة, وعلى الفور نهض مازن الشرقاوي ليخرج من الحجرة كي يحمل عن أبيه ما كان يتوقع أنه قد أحضره معه إلى المنزل اليوم فهو معتاد دائما قبل عودته إلى المنزل أن يبتاع لهم أنواعا مختلفة من الفاكهة ودائما ما ينادي على مازن كي يأخذ ما أحضره ليعطيه إلى والدته التي كانت في تلك الساعة من كل يوم في المطبخ تعد لهم طعام الغداء, ثم يدخل الوالد حجرة نومه ليستبدل ثيابه بثياب أخرى مريحة وفي تلك الأثناء تكون الوالدة قد أعدت طاولة الطعام لثلاثة أفراد ثم يجلس ثلاثتهم يتناولون طعامهم وكل منهم يقص على الأخرين كيف مر يومه حتى تلك الساعة؟ وبعد الغداء ينصرف كل منهم إلى عمله فمازن يذهب مجددا إلى مذاكرته, أما الأم عفاف فتمارس ما تمتاز به من أعمال يدويه وهو ما تسميه ذلك الاسم الذي كثيرا ما لا يحالفه الحظ عندما يحاول أن يتذكره وهو الكروشيه. أما الوالد فيتناول مصحفه ليقرأ ورده اليومي حتى يؤذن لصلاة العصر فينزل لتأدية الصلاة ويصطحب ابنه الذي يعود فور آدائه للصلاة أما الوالد فيذهب إلى المقهى ليقابل بعض أصدقائه يتسلى معهم بلعب الطاولة حتى المساء.
أنت تقرأ
حب بالإكراه
Werewolfرغم قساوة الحياة وكثرة متاعبها إلا أننا نجد دائما ما يعيننا عليها وهذا بالفعل ما حدث من دارين التي ما إن فتحت عينيها على الحياة حتى فقدت كل أهلها ولم يبق لها سوى مازن فكان هو الأخ والأب والصديق..... والحبيب! هذا هو مالم يخطر على بالها يوما. حتى جاء...