ويمر ما يقرب من أسبوع, ولا جديد في الاحداث غير أن محمود قد سافر بالفعل إلى الشرقية ليصل رحمه المقطوع بعد وفاة أبيه حيث حرمه أخوته من ميراثه الشرعي, فقد اتفقوا جميعا على ان لا حق لذلك الأخ الغير شقيق في مقاسمته ميراثهم, وقد ارتضى محمود بذلك و لأنه لم يرد أن يقف ضد أخوته في المحاكم فقد ترك الشرقية بكل ما فيها وذهب إلى القاهرة ليبدأ حياة جديدة بعيدا عن أي مشاكل, ولكن ها قد جاء الوقت الذي شعر فيه بأنه بحاجة إلى الأمان والدفء الذي يحققه الجو العائلي وهو ما افتقده طوال تلك السنوات الماضية.
عاد مازن إلى محل سكنه بعد يوم دراسي مرهق وما ان وصل الى الطابق الذي يحوي شقته وشقة عمه فؤاد حتى وجد غادة وأختها مروة التي تكبرها بخمس سنوات تقفان خارج شقتهما في انتظار لمن يفتح لهما. فوقف مازن لتحيتهما مبتسما: السلام عليكم, ازيك يا مروة, عاملة ايه يا غادة؟
فردت مروة عليه بابتسامة ودودة: ازيك انت يا مازن.
مازن: عاملين ايه في المدرسة؟
مروة: الحمد لله.
مازن بمرح: يعني هنطلع من الاوائل السنادي ان شاء الله؟
فأسرعت مروة لتؤمن على كلامه: ان شاء الله طبعا, وهبقا ابلة زي ميس نهال كدة.
مازن ضاحكا: ان شاء الله, ثم انحنى بجسمه ليصل الى مستوى غادة ويسألها وكانت عيناه تشعان بهجة: وانتي بقا يا غادة, عاوزة تطلعي زي ميس مين؟
فردت غادة بخجل وهي تنظر ناحية أصابعها المتشابكة: انا هطلع دكتورة.
مازن مازحا: ماشي يا دكتورة غادة, وانا ان شاء الله هبقا اول واحد اتعالج عندك.
وهنا فتحت سميرة الباب لتتفاجأ بمازن الذي قابلته بابتسامة مرحبة: مازن! ازيك يا باشمهندس, عاش من شافك, ولا خلاص بقا كبرت علينا؟
مازن نافيا: لا ابدا والله يا طنط, بس حضرتك بقا عارفة الدراسة والمذاكرة مش مخلية عندي وقت اعمل حاجة تانية.
سميرة: ربنا يوفقك يا بني, ويحققلك كل اللي بتتمناه, طب واقف عندك ليه؟ تعالى, ادخل, دة انا عاملة النهاردة بيتزا من اللي قلبك يحبها.
فاعتذر مازن بلياقة: معلش بقا يا طنط, انتي عارفة ان بابا مسافر, ومش هينفع اسيب ماما و دارين يتغدوا لوحدهم.
فتقبلت سميرة اعتذاره بصدر رحب: ولا يهمك يا حبيبي, ربنا يرجعلكم بابا بالسلامة, وتتعوض المرة الجاية ان شاء الله.
مازن موافقا: ان شاء الله, مش عاوزة حاجة يا طنط؟
سميرة: عاوزة سلامتك يا حبيبي.
مازن: طب عن اذنكم, السلام عليكم.
الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
واطمأن مازن الى ان سميرة قد أخذت ابنتيها ودخلت الشقة ثم أغلقت بابها خلفهم قبل أن يتوجه هو ليرن جرس الباب المقابل, وما هي الا ثواني قليلة حتى فتحت عفاف الباب وقد سبقها مازن بالقاء التحية: السلام عليكم, ازيك يا ماما.
عفاف: وعليكم السلام, ازيك انت يا حبيبي.
ثم أغلقت الباب بعد ان دلف إلى الداخل وسمعته يسألها: امال فين دارين؟ هي مش المفروض انها كانت تخرج مع غادة, انا قابلت غادة و مروة ادام شقتهم بس نسيت اسألهم.
عفاف: لا يا حبيبي, هي تعبت النهاردة في المدرسة واتصلوا بينا عشان نروح ناخدها.
أنت تقرأ
حب بالإكراه
Manusia Serigalaرغم قساوة الحياة وكثرة متاعبها إلا أننا نجد دائما ما يعيننا عليها وهذا بالفعل ما حدث من دارين التي ما إن فتحت عينيها على الحياة حتى فقدت كل أهلها ولم يبق لها سوى مازن فكان هو الأخ والأب والصديق..... والحبيب! هذا هو مالم يخطر على بالها يوما. حتى جاء...