الفصل السابع عشر

14K 317 24
                                    


بدأ الجميع في التحرك خلف سيارة العروسين متجهين الى قاعة الافراح, وقد استقلت دارين سيارة فؤاد بجوار غادة بالخلف وهي تشعر بعيون مازن التي لم تفارقها منذ أن رأها على تلك الحال وقد بلغ غضبه الى قمته كما توقعت او لنقل كما ارادت.

لم يتبق من المدعوين سوى الاصدقاء الثلاثة وبدا ان هذا ما لم يلاحظه ذلك الشارد ذو العينان المشتعلتان من الغضب لا يفكر سوى في تلك الجنية التي كادت تذهب عقله من تصرفاتها الطائشة, حاول حسام لفت انتباهه وهو يحرك كف يده امام عينيه: هييه, انت يا اخ, احنا مش هنمشي ولا ايه؟ زمان الفرح خلص.

حاول مازن السيطرة على انفعالاته وهو يتجه ناحية باب سيارته الامامي وهو يقول لصديقيه: ياللا بينا.

تفاجأ حسام من رده الجاف ولكنه لم يبال بالامر كثيرا وأشار الى عبدالرحمن وهو يتجه ناحية سيارته: ياللا يا عبده.

وقبل ان يفتح باب السيارة وضع عبدالرحمن اصابعه على يده يمنعه وهو يقول: لا يا حس, انا مش مستغني عن عمري, انا اللي هسوق المرادي.

حسام: فيه ايه يا عبده؟ انت مش واثق فيا ولا ايه؟ مانا اللي سايق واحنا جايين.

عبده مبتسما: اه مانا فاكر, بأمارة ما نشفت دمي, وعشان كدة مش ممكن اسمح بان دة يتكرر, ياللا روح من الناحية التانية.

فزفر حسام بغيظ وهو يتجه الى الناحية اليمنى من السيارة ويقول: امري لله. انا اول مرة اشوف واحد يتمنع من سواقة عربيته.

فرد عليه عبدالرحمن بعد ان استقرا في السيارة ويستعد للانطلاق خلف سيارة صديقهما التي لم يعد لها اثر في الطريق: تستاهل, مانا قولتلك اجيب عربيتي انت اللي اصريت انك تعدي عليا ونركب مع بعض.

وانطلق عبدالرحمن بالسيارة, وبعد مرور ما يقرب من ربع الساعة نظر عبدالرحمن بطرف عينيه الى جانبه بتعجب حيث لم يعهد صديقه صامتا طوال هذه المدة الا ان كان هناك ما يشغل باله حقا لذا سأله: مالك يا حسام؟ ساكت يعني؟ بتفكر في ايه؟

وكأنه كالمنوم اجاب دون تفكير ودون ان يعمل حساب لما قد يترتب على ما سيتفوه به: تصور يا واد يا عبده, ان اخت مازن طلعت حلوة اوي.

وبدون سابق انذار او اي استعدادات وجد صديقه يضغط على مكابح السيارة بقوة لتزعق عجلاتها بتمرد لتلك الحركة المفاجأة من قائد السيارة والتي من الممكن قد تؤدي الى حادث ما في حالات اخرى, كاد حسام ان يصطدم بزجاج السيارة الامامي ولكنه تفاداه في اللحظة الأخيرة, ثم نظر الى صديقه وقد تملكه الغضب وهو يقول له بحدة: ايه دة يا عبدالرحمن؟ انت اتجننت ولا ايه؟ مش تحاسب يا أخي.

فنظر اليه عبدالرحمن بعينين باردتين كالثلج وهو يقول له بنبرة مخيفة لم يسمعها منه حسام من قبل: اسمع يا حسام, انا وان كنت لسة لحد دلوقت باقي عليك رغم البلاوي السودة اللي اعرفها عنك فدة لانك اعز اصحابي وبعتبرك اخويا وبدعيلك دايما ان ربنا يهديك, لكن انها توصل لدرجة انك تبص لاخت مازن اللي هو صاحب عمرنا فدة اللي عمري ما هسمح بيه ابدا, وقسما بالله لو ما شلت الموضوع دة من دماغك نهائيا ما هيقفلك غيري وساعتها انا هعتبر ان ما كنش ليا اي صاحب اسمه حسام.

حب بالإكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن