الفصل الأربعون *الأخير*

25K 475 66
                                    


كان عمر يركض تقريبا في هذا الرواق بالجزء الأعلى من فيللته بوجه قلق الى ان قابل والدته تخرج من احدى الغرف, فسألها على الفور: فيه ايه يا ماما؟ مالها دنيا؟ قلقتيني.

وداد بأسى: معرفش يا بني, اهي من ساعة ما جات حابسة نفسها في اوضتها ومش مبطلة عياط ورافضة انها تتكلم مع حد.

فربت عمر على كتف والدته مطمئنا: طب انا داخلها, اتفضلي انتي وما تقلقيش.

اومأت الأم برأسها موافقة مع انها لا تستطيع بالفعل ان تمنع نفسها من القلق, اما عمر فطرق باب تلك الغرفة طرقات خفيفة ولم ينتظر ردا, بل دخل مباشرة ليرى دارين تجلس على السرير دافنة رأسها بين ركبتيها التي تتشابك أصابع يدها حولهما, وسمع صوت نشيجها فأغلق الباب خلفه وسار نحوها, وعندما شعرت به رفعت اليه وجهها المحمر وعينيها المنتفختين من كثرة البكاء, فقال عمر لها بصوت حاول ان يجعله مرحا: ماما برة هتموت من القلق عليكي بس انا بقا طمنتها وقولتلها دة دلع بنات, قوليلي بقا يا ست البنوتة, مالك؟

بالطبع لم تفلح طريقته في تغيير ذلك المزاج السيء الذي كانت عليه, بل لقد زاد نحيبها وهي تدفن رأسها في صدره وتتعلق بياقة قميصه كالطفل الصغير.

رق عمر لحالها وأحاطها بذراعه كي يشعرها بالأمان, ثم بعد ان شعر انها هدأت, أبعدها قليلا عنه لينظر الى ذلك الوجه الغارق في الدموع ويسألها بجدية: مازن؟!

لم يزد سؤاله عن ذلك, ولكنها لم تكن تريد المزيد ليخرج صوتها من محبسه بعد أن ظنت انه لن يفعل وهي تقول باكية: مازن بيخوني يا عمر.

تلك الصدمة التي ظهرت على وجهه لم تكن بفعل ذلك الخبر ولكن كانت بسبب عدم قدرته على تصديقه مما جعله يقول لها مشككا: انتي بتقولي ايه؟ مش ممكن! مش مازن اللي يعمل كدة.
دارين مؤكدة وقد زاد نواحها: انا شوفته بعيني معاها.

فسأل عمر على الفور: مع مين؟

دارين: غادة.

وكانت هذه هي الصدمة الأكبر بالنسبة له ولكن ايضا لانه لا يستطيع تصديق الأمر فإن كان على يقين من مشاعر غادة نحو مازن, فهو لا يمكنه ان يفكر أنها قد تفعل ذلك لذا امسك بكتفي دارين ليقول لها بوجه جامد: طب اهدي كدة وقوليلي ايه اللي حصل بالظبط؟

***********************************
كان مازن يجلس باسترخاء على تلك الأريكة التي بمكتب عبدالرحمن الذي قدم له فنجان القهوة وجلس أمامه ليقول له لائما, حيث قد أخبره مازن بكل ماحدث: اسمحلي يا مازن اقولك انت غلطان في اللي عملته وانك سيبت دارين تشك فيك بالشكل دة وكمان تدخل غادة في الموضوع, طب ذنبها ايه هي تشوه صورتها ادام مراتك بالشكل دة؟

مازن بهدوء ظاهري فقط: ما كنش ادامي غير كدة, دارين لازم تنساني, لازم تتعود انها تعيش حياتها من غيري.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 03, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب بالإكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن