الفصل الثاني

24.3K 474 2
                                    



وفي اليوم التالي نهضت الأسرة مبكرا, وكالعادة أعدت الأم الفطار وجلسوا جميعا حول طاولة الطعام ككل يوم باستثناء ذلك الضيف الجديد الذي لا يعلمون عنه سوى أنه يدعى دي دي التي بدأت تعتاد على وجودها في قلب تلك الأسرة الصغيرة كما لاحظ مازن مقدار تبدل حال والدته التي لم تعرف السعادة الحقيقية طريقا إلى قلبها بعد وفاة أخته الصغيرة إلا منذ أن حضرت تلك الفتاة.

وبعد تناول وجبة الافطار ذهب كل في طريقه, محمود إلى ورشته,ومازن إلى مدرسته, أما عفاف فظلت مع الفتاة تلاعبها وهي في قمة السعادة.

*************

وفي المدرسة وتحديدا في أحد الفصول جلس مازن بالخلف في مقعده المعتاد الذي لا يشاركه فيه أحد, ذهنه مشغول بالحديث الذي قاله له والده وهما في المسجد وقد قرر أن يعمل بنصيحته لذلك كانت عينيه تجوب الفصل وتتفرس في كل زملائه لينتقي منهم صديقا بتلك الصفات التي أخبره عنها والده إلى أن وقعت عيناه على ذلك الطالب الذي وقف ليجيب أحد الأسئلة التي طرحها عليهم المدرس, هو على علم مسبق بمدى تفوق ذلك الطالب بل إنه كان يسكن في أحد الأحياء القريبة من المنطقة التي يسكن فيها مازن ولكن بالطبع فطبيعة مازن لم تسمح له بمعرفة الكثير عن هذا الفتى فقرر أن يتابعه من وقت لآخر وبالفعل فقبل انتهاء اليوم الدراسي أعجبته شخصيته فبدا أنه محافظ على الصلاه حيث رآه في وقت الفسحة يدخل المسجد ويؤدي فريضة الظهر مثله, كما لاحظ أن معلوماته الدينية لا بأس بها وقد ظهر ذلك جليا في حصة التربية الإسلامية يتناقش مع المدرس وكأنه أحد دارسي الفقه, إلى جانب تفوقه في باقي المواد الأخرى بالطبع, وفي النهاية قرر مازن أن يتعرف على ذلك الطالب المدعو عبدالرحمن ولكن ما السبيل إلى ذلك؟ حسنا! فهناك طريقة واحدة يمكنه بها أن ينفذ خطته, وقبل بدء الحصة الأخيرة توجه مازن إلى مقعد عبدالرحمن مترددا بعض الشيء إلى أن وقف أمامه وقد استجمع شجاعته وهو يقول له: لو سمحت معاك قلم زيادة؟

وبعد لحظات قليلة من الاندهاش ابتسم له عبدالرحمن وأخرج من حقيبته قلما أعطاه إياه: اتفضل.

أخذ مازن منه القلم وعاد مرة أخرى إلى مقعده وهو يشعر بعيني عبدالرحمن تتبعانه وهذا بالفعل ما أراده.

وجاء وقت الخروج من المدرسة فذهب مازن مجددا إلى عبدالرحمن ليعيد إليه القلم وهو يقول بابتسامة امتنان حقيقية: متشكر أوي يا عبدالرحمن.

عبدالرحمن بابتسامته المعتادة التي لاحظ مازن أنها لا تفارق وجهه إلا نادرا: خليه معاك أنا معايا غيره.

مازن رافضا عرضه بتهذيب: لا, متشكر, احنا خلاص مروحين وأنا مش محتاجله.

وبعد إصراره لم يجد عبدالرحمن بد من أن يستعيد القلم, ثم كان اقتراحه الذي راق مازن كثيرا: انت مش مروح؟ طيب ما تيجي نروح مع بعض ماحنا من نفس المنطقة تقريبا.

حب بالإكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن