الفصل التاسع والعشرون

13.8K 346 37
                                    


نزلت العروس بزيها الابيض المعتاد الذي أطاح بلب مازن ما ان رآها به فكم تمنى ان ترتديه له,وكانت متعلقة بذراع عمها الذي سلمها لمازن,و بابتسامة عذبة قبل جبينها دون اعتراض منها فطالما فعل ذلك من قبل وهي لا تزال لم تدرك الاختلاف الذي حدث في علاتهما بعد, وطافا بين المدعوين يحادثان هذا ويتضاحكان مع ذاك والجميع يتمنى لهما حياة هنيئة وهادئة.

اما عبدالرحمن فقد انضم الى فؤاد وزوجته التي ضربت كفا بكف وهي تقول متعجبة: والله دي جوازة ما كانتش ع البال ولا ع الخاطر, بقا معقولة يا ولاد ان الاخ يتجوز اخته؟!

فرد عليها عبدالرحمن مفسرا: ماهي مش اخته فعلا يا طنط ولا حتى راضع عليها عشان كدة جوازهم من الناحية الشرعية حلال.

سميرة وهي لم تزل تستنكر ما يحدث: بس يعني اشمعنى دارين بالذات؟ يعني هي ما كنش فيه غيرها؟

وخطفت نظرة ناحية ابنتها التي تقف صامتة ينهش الحزن قلبها على حب صباها الذي ظل قابعا في الظلام لم ير النور ابدا, فقالت غادة تتهرب من نظرات الشفقة التي لا تنفك والدتها ان ترميها بها وان كانت رغما عنها فهي تعلم تمام العلم كم كانت ابنتها تعلق امالا على جارها الشاب: طب عن اذنكم انا هخرج شوية اشم هوا في الجنينة.

فقالت مروة على الفور بعد ان غمزت لزوجها بطرف عينيها في الخفاء وتلقت الرد: خديني معاكي يا غادة.

فنظر فؤاد ناحية زوجته بلوم ثم قال لعبدالرحمن الواقف بجواره وقد شعر بأن في الامر سرا ولكن كعادته لا يتدخل في شئون الغير حتى يطلب منه:

ما تشوفلنا شوية مية يا بني الواحد حاسس انه هيموت من العطش.

عبدالرحمن: حاضر يا عمي, ثواني هروح اجيب المية.

**************************
خرجت غادة برفقة أختها حتى استقرتا على أرجيحة بحديقة الفيلا, فقالت مروة لاختها محاولة تضميد جرحها: ما تزعليش يا غادة, ان شاء الله ربنا هيرزقك بأحسن منه.

غادة بابتسامة ساخرة:نفس كلام ماما بالظبط, بس على فكرة انتوا فاهمين غلط لان انا مش زعلانة بالعكس انا فرحانالهم جدا هما الاتنين كويسين اوي ويستاهلوا كل خير وبجد ربنا يسعدهم, بس.....

ثم صمتت لا تدري ماذا تقول, فاستحثتها مروة على الاستمرار: بس ايه يا غادة؟ كملي.

فنظرت اليها بأعين دامعة وهي تقول لها بصوت متحشرج: نفسي انساه يا مروة, نفسي اطلعه من تفكيري, انا بجد حاولت كتير بس مش عارفة.

فضمتها مروة الى صدرها, ثم قالت تهدهدها بصوت حان: معلش يا حبيبتي, كل حاجة بتاخد وقتها وانتي اقوى من اي صدمة.

ثم وبعد ان هدأت قليلا نصحتها اختها: ياللا بقا تعالي اغسلي عنيكي قبل ما نرجع عشان تلقى الجماعة بدأوا يقلقوا علينا.

حب بالإكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن