فتاة الرماد

584 27 3
                                    

لم تهمها حتى حياتها التي كانت في خطر...لقد واصلت قيادة السيارة بدون رخصة ..بسرعة عجزت اجود انواع  الاحصنة عن بلوغها....لم تلقي بالا حتى لسيارات الشرطة التي كانت تلاحقها بسرعة فاقت سرعة البرق . كل ما كانت تريده في تلك اللحظة هو ان تصل اليه ان تخبره كل ما جال في خاطرها طيلة الاشهر الماضية ارادت و بشدة ان تعانقه ان ترى دفئ حظنه الذي طالما حلمت به..ان تفرغ قلبها. و اهم شيء ان تنقذ حياته و التي كان سيفقدها على بعد خطوة واحدة......

دعوني اعد بكم سنة كاملة الى الوراء

كيم نانا "فتاة الرماد" كما اعتاد البعض على مناداتها ...بلغ سواد عينيها و لون شعرها حدا كبيرا ما جعلها مميزة و بشدة ..كانت الفتاة التي طالما اختارت الوحدة .اختارت ان تمضي قدما بدون مساعدة صغيرة ..تجاهلت ثروة والدها التي كان من شأنها ان تطعم كل فقراء العالم فقط لتعتمد على نفسها..انطواءها و وحدتها لم يفيداها سوى في اكتساب نظرة باردة الى ابعد الحدود. لدرجة لا يمكنها التعبير عن سعادتها و لا حزنها حتى امام المراة كانت كل مشاعرها تخزن داخلها . كانها بالوعة فقط لتتلبسها تلك النظرة الباردة أبدا ...لطالما كرهت نانا حياتها فقط لأنها لا تثق في احد فكل من ياراها يرى فتاة ذات قلب متحجر ...فتاة متكبرة و بائسة و لكن جهل الناس ان الانسان يقيم فقط من روحه فعلى عكس تعابيرها الخارجية كانت مرحة..كانت تحاول نشر السعادة بكل طاقتها و لكن لما قد تفكر في نشر السعادة بينما لا يساهم من حولها سوى في زيادة حالها سوءا لذا قررت اتخاذ العزلة مقرا لتهرب له ...على الاقل ستكون ظنونهم صحيحة و لو جزءا صغيرا من المئة.

ارتادت نانا ثانوية بسيطة و لم تكن لها اي صديقات و لكن لم تكن لها عدوات في المقابل ...سبق و ذكرت انها منعزلة و لكن هذا لا ينفي كونها محط انظار الكل دون استثناء ....

في احد الايام العادية جدا في ثانويتها كان بارك تشانيول يجلس و يراقبها كعادته..لم يكن ينجذب اليها و لو بقدر صغير هو فقط يستغرب..يستغرب كيف للانسان ان يكون منعزلا الى هذا الحد و هادئا و كأنه جسد بلا روح...كيف له ان يمتلك نظرة حادة و قاتلة كتلك و في نفس  الوقت له تفاصيل جميلة و ملامح لطيفة...حسنا ربما تشان هو الوحيد الذي رأى ملامح اللطافة فيها على الاقل ...لقد كان متأكدا...لا بل متأكدا جدا ان حالها في بيتها لا تختلف ..تتسم بالهدوء و الغرابة

كان يريد ان يكلمها و بشدة هو لم يسبق له ان رأها تتكلم مع احد من قبل و لكنه حقا كان يريد ان يعرف ما السر و راءها "الى هنا فقط" همس تشانيول متجها في نفس الوقت الى تلك التي كانت تقرأ الكتب وحيدة كعادتها ..كان متوترا جدا..هو يعلم انها لا تكلم احدا و لكنه اراد ان يفعل ..ليس لسبب معين ..لانه اراد وحسب

" مرحبا"

رفعت رأسها ببطئ شديد و كأنه يزن عدة اطنان .. ثم رفعت يدها فقط لتزيح شعرها الاسود المستند الى خصرها عن و جهها و تفتح المجال لعينيها كي تلتقيا مع عيني تشان....شاب طويل ..هذا اول ما لاحظته بعد ان رفعت رأسها و لكن بعدها انزلت عينيها فقط كي تري ابتسامته التي احتلت وجهه و بعدها مباشرة عيناه ..كانت نظرته مليئة بالحيوية و السعادة عكس نطرتها تماما ...وبعد ان تأملت نظرته جيدا و التي  كانت تخالف نظرتها كليا انزلت رأسها لتستأنف القراءة اينما توقفت و كأنه  لم يتكلم بتاتا

استغرب تشان للحظة و لكنه اراد ان يجرب حظه "انا تشانيول..بارك تشانيول.. لكن يمكنك مناداتي تشان فقط..انا في التاسعة عشر من عمري انه عامي الاخير هنا في الثانوية .. كيف حالك!!!"ملا محه كانت طفولية الى ابعد حد ..كانت نانا لتبتسم فقط لو انها لم تكن بالوعة المشاعر اكتفت بأن تعرف انها طفوليه و حسب

و بنفس نظرتها الباردة التي لا اظن انها ستتغير اطلاقا قالت بصوت رقيق...لا احذفوا ذلك .صوت عذب جدا كان تشان ليقول انه صوت ملاك لو لم تكن امامه صاحبة الصوت نفسه "انت تعطلني على متابعة دروسي اعذرني رجاءا "قالت و التفتت لتتابع قراءتها

بقي تشان شاردا للحظة ..هذه الفتاة تجعله يستغرب حقا ف كاضافة على نظرتها الباردة صوتها العذب و تفاصيلها الجميلة
قرر تشان ان يحاول معها بطريقتها و كأنها لم تتكلم بتاتا جلس مقابلا لها و قال "ما هذه المادة...الرياضيات ييا كم احبها ...تسمحين لي بأن اساعدك!!"

استغربت نانا لوهلة ..كيف له بكل وقاحة ان يتابع حديثه و كأنها لم تتكلم و لكن سرعان ما تذكرت كيف انها تجاهلته بكل وقاحة عندما سألها ان كانت بخير لذا و من دون ان ترفع رأسها و تنظر اليه قالت "انا بخير شكرا لك....ولا احتاج اي مساعدة يمكنني ان احله بنفسي"

ابتسم تشان. فعلى اي حال لقد اجابته على اسئلته ..همس ببطء او لنقل بنبرة كانت كافية لتسمعها هي و حسب "لكنني حقا اجيد الرياضيات ...لن يكون ضررا ابداا اذا ساعدتك. فمن ملامحك تبدين غارقة في مشكلة ما"
اندهشت نانا كيف له ان يعرف انها حقا غارقة في مشكلة هي لا تملك ملامحا هذا الشيء الزحيد الذي هي متأكدة منه كثيرا.. .فكيف استطاع ان يعرف بحق السماء انها عاجزة عن ذلك بالاضافة هي لم ترفع رأسها ناحيته..أي انها لم تمنحه الفرصة ليكتشف شيئا.....انها صدفة .....هذا ما افترضته قبل ان تجيبه " لا.شكرا لك ..انا بخير" و نهظت لتبتعد عنه
و لم تتوقف الا بعد ان سمعت صيحته "على الرحب و السعة نحن اصدقاء"

بالله عليه منذ متى!!...هي حتى لم تعرف نفسها و ملامحها الباردة لم تتغير و لم تدل ابدا على انها تجلس مع صديقها....وواصلت طريقها بكل هدوء غير متناسية انه اول شخص يتكلم معها دون ان يهاب منها او من نظرتها الباردة جدا

.

.

(يتبع....)

#ninou

نظرتك سلاح فتاك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن