بعيدا في مكان خالي جدا و مرتفع جدا لم يحتج الامر عبقريا ليعرف انه جبل ثم وضع يديه على كتفيها ووجه نظره الى عينيها مباشرة "اصرخي ..ابكي لن يسمعك احد هن افرغي ما في داخلك" نظرت نانا له بتعجب و قالت"توقف عن قول التفاهات" و انزلت رأسها و حركت قدميها لتغادر لكن تشان امسك بمعصمها بقوة و ادارها اليه "انا في التاسعة عشر من عمري ..اناا اصغر واحد في منزلي لدي اخ في الرابعة و العشرين يدعى هانتشول ..هو مدمن مخدرات يغادر المنزل في التاسعة صباحا و يعود بعد منتصف الليل امي سيدة كبيرة تبلغ سبعة و اربعين سنة..تركنا ابي عندما كنت صغيرا يافعا لا اتجاوز عشر سنوات في تلك الليلة بكت امي كثيرا و ترجته ان لا يغادر و لكنه اكتفى بصفعها ثم نظر لأخي الكبير نظرة توديع ولم ينزل نظره الي حتى. تمنيت ان يأتي و يقول صغيري تشان انا سأذهب الان وداعا واعتني بوالدتك انت هانتشول..لكن ماذا فعل ...ذهب و حسب ..اما اخي فلم يكترث لشيء حينها توقف عن الدراسة و اصبح مدمن مخدرات ووقع كل الحمل علي من حينها...اهملت دراستي قليلا اصبحت اتغيب الساعات الاولى لابيع الرغيف الذي تجهزه امي ثم اذهب لانظف احذية الناس ....ادركت امي انها تضيع مستقبلي لذا اعادتني للمدرسة و ذهبت لتنظف المنازل ..كبرت قليلا لأدرك تماما ان الحياة لا تسير على هذا النحو ..الحياة جميلة ..لا بل جميلة جدا باشرت حينها العمل في مقهى صغير و تركت امي عملها السابق و هي الان تدير مطعما كبيرا ...مطعمي "
"لماذا تخبرني بكل هذا"
"انا اخبرك بكل هذا لتعلمي انك لست وحدك من تعانين بسبب اقرب الناس اليك ...انظري انا ابتسم كثيرا ربما لست بخير تماما فأنا اعلم ان امي ليست سعيدة الى حد الان بسبب ابي لكنني فعلت ما بوسعي لاجعلها تسعد ولو قليلا و انا سعيد بهذا ....لا داعي لأن تلتهمي مشاعرك بهذا الشكل هذه النظرة لن تغير شيئا ...لقد ساعدني الصراخ هنا كثيرا جربي ذلك و لكن ارجوك لا تبقي على هذه الحال "
كانت التعاسة و الرجاء بادية على وجه تشان و نانا ادركت ذلك تماما و لكن جرحها اعمق من ان يشفى بمجرد صرخة "انا لست مثلك ...بارك تشانيول..انا لا استطيع ان اجعلها سعيدة لانها ليست موجودة ...كل من هو موجود الان هما الشخصان اللذان تسببا في اختفاءها او بالاحرى موتها (انزلت نانا رأسها كي لا يرى تشانيول تعابيرها التي لم تستطع ان تسيطر عليها و اكملت) انا انعدمت حياتي بعد ان انعدمت خاصتها انظر انا لا املك هدفا لأعيش من اجله انا لا املك ولو حتى شخصا لاعيش من اجله ....انا ..انا جسد بلا روح لذا اعذرني .." وغادرت بكل هدوء لم يبذل تشان جهدا في لحاقها شغل تفكيره بما قد حصل معها و من هذه التي ماتت و من الذي كان سببا في موتها ولكنها ظلت اسئلة بلا اجوبة .....في الصباح التالي
توجهت نانا الى المدرسة كالمعتاد في الصباح الباكر معتقدة انها ستجد تشان الذي اكتشف انها تذهب دائما قبل الكل و لكن الغريب في الامر انها لم تجده
توجهت بتثاقل نحو صفها فقط لتسمع صوتا...صوتا رقيقا جدا ..صوت حارب الشمس في دفئها ..و بأعين منفتحة ضعف حجمها فتحت الباب فقط ليواجهها ظهر تشانيول و جزأ من كمانه الابيض ....كان يحرك قوس الكمان بحرية و بخفة كبيرة فقط ليصدر صوت احن من حضن الأم ماذا عن صوته الذي زاد الطين بلة ..يعجز ابن ادم عن وصفه ..لم تتجاهل نانا الرعشة التي سيطرة عليها لوهلة ولا اقدامها التي تخدرت ..ولا حتى قلبها الذي شق قفصها الصدري
بعد ان انتهى استدار لتقابله نانا المندهشة....تقدمت نانا ببطئ نحوه و قالت له بهمس "لا تبكي مرة اخرى ...ألم تقل ان الحياة جميلة" ثم رفعت يدها و مررتها على وجنته الباردة لتمسح دموعه
ثم تراجعت خطوة للخلف و اخرجت وشاحه الاسود الذي لف به رقبتها البارحة و قدمته له "أظن انك تحتاجه" ثم غادرت و لم يوقفها الا صوته الذي نادى بأسمها ...وقفت في مكانها دون ان تلتفت "شكرا" انزلت نانا رأسها و حبست شفتها السفلى بين اسنانها و قالت "على الرحب و السعة نحن اصدقاء"
(يتبع...)
#ninou
أنت تقرأ
نظرتك سلاح فتاك!
Fiction généraleكانت حياتي بائسة كفاية لأقول انها ازدادت بؤسا بعد تعرفي عليك حبيبتي....نظرتك الباردة ادخلتني عالما لا مخرج منه...بددت جزءا من حياتي لأغيرها و هل نجحت!!!!!....ببساطة قادني غبائي أليك..لما احببتكي كيف و متى سؤال من العدم "نظرتك سلاح فتاك"