في صبيحة اليوم التالي استيقظت نانا و فتحت عينيها بتثاقل ليقع نظرها على شرفتها الكبيرة و اشعة الشمس التي تخترق الزجاج ثم اوقعت سمعها على الباب الذي يطرق ..نهظت ببطئ شديد ثم فتحته لتقابلها فتاة في مقتبل العمر طويلة و سمراء شعرها بني نهاية اطرافه على كتفيها "ماذا كنت تفعلين ادق الباب هنا منذ ساعات" قالت هيانا و الغضب باد على وجهها "ماذا تريدين اختي -_-" لم تهتم نانا لها ابدا ..في الواقع هي لا تهتم لاحد لذا لم تكرس هيانا اي جهد في مشاجرتها بل اكتفت باخبارها بأن والدها ينتظرها في غرفة الطعام ثم غادرت ...تأففت نانا و استحمت و نزلت الى والدها...كان رجلا في بداية الخمسينات من عمره شعره بني و يغطيه بعض البياض .بشرته بيضاء و يبدو على وجهه بعض التعب ابتسامته كانت تمنح نانا بعض الطمأنينة و لكن هذا لا يغير واقع كرهها له ..."انا هنا .ماذا تريد" استدار السيد كيم و نظر الى ابنته مطولا ثم ابتسم و طلب منها الجلوس بجانبه
"كيف حالك" سؤاله هذا شوش نانا قليلا
"بخير.لماذا"
"لا تقولي لماذا انتي ابنتي من حقي السؤال عن حالك" همست نانا "انا لست ابنتك" لكنه كان قريبا جدا منها لذا استطاع سماعها
""توقفي نانا لماذا تفعلين هذا لي ..لما لا تزالين حاقدة علي بعد ان مرت 5 سنوات كاملة
"انا لا احقد عليك ابي لكن ..انا اكرهك او بالاحرى لا استطيع ان احبك ...ألم تفهم بعد انك السبب في اختفاء بسمتي "
"لكنني لم اقصد...."
"لم تقصد ماذا..لا انت قصدت كل شيء لم تتوقع النتائج فحسب و لسوء الحظ كانت النتائج سيئة و تسببت في تعاستي"
"لماذا انت هادءة بهذا الشكل....(ثم صرخ) هياا افرغي غضبك دعي تأنيب الضمير الذي يقتلني يخف قليلا"
نظرت نانا له نظرتها الباردة المعتادة و قالت بكل هدوء....حتى انه هدوء مبالغ فيه "اعذرني اريد ان اتمشى في الخارج قليلا بما ان اليوم عطلة...اظن ان جو المنزل لا ينفعني" ثم غادرت المنزل وواصلت سيرها كانت كل تلك المدة تفكر ...تفكر بما حدث قبل 5 سنوات من الان ..هي تتذكر كل شيء ...لم تنسى ولو تفصيلا صغيرا ..استدارت خلفها لتجد انها ابتعدت عن المنزل كثيرا..لا احذفوا ذلك هي في مكان لا تعرفه حتى انها تائهة في الواقع ..بحثت نانا عن كرسي لتجلس عليه و لكن ما ان جلست حتى احست بشيء دافئ يغطي رقبتها..استدارت بسرعة حتى قابلها تشان بابتسامته اللطيفة و ملامحه الطفولية...تشان سعيدة بوجودك هنا..انت تظهر في المواقف الجيدة فحسب ..انت رائع يا صديقي .هذا ما كانت تريد ان تقوله او هذا ما قاله باطنها لكنها اكتفت بالنظر اليه
"لما انت متفاجأة الى هذا الحد"
"ماذا تفعل هنا"
"هههههه انا من يجب عليه سؤالك انت امام منزلي انظري انا اسكن هنا"
رفعت نانا نظرها ثم رأت منزلا بسيطا ذا سقف احمر و طلاء بني هش بعض الشيء و باب احمر مزين بالورود شعرت نانا بدفئ عميق ثم ابتسمت....نعم ابتسمت ابتسامة صغيرة و التفتت و نظرت لتشان المندهش بها و فكه السفلي نحو الارض
لكن سرعان ما انتبهت نانا لنفسها و اخفت تلك الابتسامة التي تظهر مرة كل عام"الى ما تنظر كالابله"
"انت...انت...انت ابتسمت لتوك"
"انا ...لا لم افعل"
"بلى رأيتك"
"قلت لك لم افعل "
"حسننا ..حسننا لا بأس اخبريني الان ماذا تفعلين هنا"
"ا...ا..انا ابحث عنك"كانت اجابتها حمقاء جدا و لكن هي لا تريد ان تحكي له السبب الحقيقي و تشان كان اذكى من ان يصدق اقوالها البلهاء
"ههههه تبحثين عني...هه اظن انك بدأت لا تستطيعين فراق ...هيا نانا بالله عليك انت لا تجيدين الكذب ماذا حصل معك"
ابعدت نانا عينيها و اسقطتهما الى الارض
"دائما ما تكون ضحية لشخص ما في هذه الحياة و لكن سيء جدا ان يكون هذا الشخص ينكر الحقيقة و يقنع نفسه انه على حق و لا يكترث ابدا لمشاعر الناس وكيف انه حطمهم...ولكن الاسوء ان يكون هذا الشخص نفسه هو .......
لم تنهي نانا كلامها حتى قاطعها تشان و قال"والدك" التفتت نانا بسرعة و علامات التشوش تملأ وجهها ...هو لم يرد ان يشرح لها لذا اكتفى بسحبها من يدها و اخذها بعيدا.. بعيدا جدا
(يتبع..)
#ninou
أنت تقرأ
نظرتك سلاح فتاك!
General Fictionكانت حياتي بائسة كفاية لأقول انها ازدادت بؤسا بعد تعرفي عليك حبيبتي....نظرتك الباردة ادخلتني عالما لا مخرج منه...بددت جزءا من حياتي لأغيرها و هل نجحت!!!!!....ببساطة قادني غبائي أليك..لما احببتكي كيف و متى سؤال من العدم "نظرتك سلاح فتاك"