العزيمة .

108 9 0
                                    

بقيت في المنزل لوحدي ... احسست بشوكة في حلقي ، لأنني خفت ان تؤذيني كما سبق لها فعله لي ... ايقنت ان ما سوف افعله سيوقعني في ورطة . أمسكت المصحف الشريف ، و بدأت أردد :
- " حسنا ، ان كان هناك احدا غيري فاليظهر! بدون ان تخيفني ! فقط اكدولي انني لست وحدي ! "
و يالخيبة املي ، لم يظهر شيئ ... سقطت أرضا باكية ، كنت أظن انني افقد عقلي ، او أعاني من مرض ما ...
في تلك الليلة لم يعد والدي الى البيت ، اتصل بي ليخبرني بان عمله لم ينتهي لذا سيعمل طوال الليل و سياخذ اجازة بعدها . لم يكن لدينا إشارة للتغطية في البيت ، لذا خرجت الى شرفة المطبخ وأسندت ظهري الى الصفيحة المعدنية ... حينها ظهر شيئ لي كان سيسبب لي سكتة قلبية ...
من بين رجلاي ظهرت يد ، من شدة الفزع هرولت الى الصالون عند أمي ، و لكن الفتاة كانت تجري معي و تقول لي " أنا معك ! لا ازال هنا " . أخبرت أمي بالأمر لكنها لم تصدقني كعادتها ...
هذا غريب حقا ، كل مرة احس فيها نفسي وحيدة ، اسمع نفس صوتها وهو يهمس لي ... " أنا معك ، لا ازال هنا " و قد احسست انني قد تغيرت ، أصبحت دوما ما اصرخ في نومي ، ولا احتمل احدا ، ولا احد يحتملني... أصبحت منغلقة على نفسي داخل سرداب في غرفتي ، أصبحت دموعي تنهمر بلا اي سبب ... كنت كلما احس بالوحدة ، اسمع تلك الهمسات، فأحس باتحسن ...

لا ازال هناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن