مر يومان على الحادثة ، كنت في الصالون حين احسست بالبرد من حولي ... اصبح كل شئ من حولي ثقيل ، اصبح الوقت يمر كالسنين ... وكأنني في صحراء قاحلة لوحدي ... وهنا رأيت ظلا طويلا مر علي وذهب نحو الحائط ... لم أكن أعطي أهمية لهذا ، كل ما اثار انتباهي ، هو طول ذلك الظل .
بعدها كنت اتحدث مع أمي ، كنت أدير ظهري للرواق ، ولاحظت ان أمي صار لونها شاحبا ، وقد ظهر عليها علامات القلق . فهمت انها رأت شيئا ...
- " أمي ؟! اكل شيى بخير؟! "
- " اجل ..." .
- " هل رأيت شيئا ؟! "
-" اوه لا تبدئينا بتلك القصص مجددا !"
-" أتعلمين انني أعلم انك تعلمين بان مل مايجري حقيقة ولكنك تخفينها حتى لا اخاف ؟! محاولة موفقة ، ولكنني على يقين ان ما يحدث هنا حقيقة . "
- " لم افهم شيئا عما قلتيه ."
-" استمروا بالتظاهر ... هذا لن ينفع .."
في الليالي الآتية ، لم أكن أستطيع النوم ، كنت اشاهد ظلان في السقف ... كان يظهر هناك كرسيان ، تجلس عليه فتاة وشعرها منسدل وراء ظهر الكرسي ، والثاني يجلس عليه رجل طويل القامة ... يبدوان وكأنهما يتحدثان ...
كان يتردد علي كابوس واحد طوال تلك الليالي ... نفس الفتاة بالثياب الرثة، تبكي و تنتحر دائما بطرق مختلفة ...
لحسن الحظ انه لدي خال ، ترعرع في الشارع الذي نسكن فيه . فقد جاء لزيارتنا واغتنمت الفرصة لاحدثه على العمارة ...
-" خالي ، أنا اعلم انك كبرت في هذا الشارع !"
-" اجل ! معظم رفاق طفولتي يقطنون هنا ..."
-" حينا إذن ..."
-" لماذا عزيزتي ؟! "
-" أردت ان اعلم اذما حدث هناك عملية انتحار او قتل في هذه الضواحي ..."
-" سؤال غريب حقا ... لم تبحثين ؟"
-" فقط لاصفي ذهني ..."
-" قتل شاب في الطابق اسفلكم ، قضية شرف على ما أظن ...". " وفتاة في مقتبل العمر قد رمت بنفسها من الشرفة ... لا يعلم احد لم ..."
ياالاهي ! هل يمكن ان يكون قد قتل بسببها ولم يعلم احد انها المعنية ؟! ياالاهي !!!
-" شهرزاد ؟! "
-" اجل ... شكرًا خالي اراك لاحقا " .
أنت تقرأ
لا ازال هنا
Hororشهرزاد فتاة عاشت وحيدة طوال حياتها ، استقر والديها في بيت جديد ، أين أصبحت تحس تغيرا في حياتها ... و قد زالت وحدتها ... فمن المسؤول عن هذا ؟! هل هي ذلك الطيف الذي لا يكاد يتركها ؟! او هذا مجرد ضرب من الخيال؟!
