2

51 3 0
                                    

اليوم، اليوم سأكون مع توأم روحي امام الجميع ، اليوم يشهر حبنا امام الله وعباده وسنة رسوله ، بعد حب دام 4 سنوات ، اتى اليوم اللذي لطالما حلمت به ، لقد تجاوزنا معا جميع الصعاب ، لم ينجح احد في فض علاقتنا ، لطالما تمسكنا ببعضنا البعض في اوقات الشدة قبل اوقات الضعف ، تحدينا الجميع حتى اقرب الناس الينا، اصبح عمر جزء لا يتجزء مني ، لقد اصبح توأم روحي فعلا..
الخامس والعشرون من اغسطس ، انهيت مكياجي وأزهرت بفستان ورثته عن امي، لطالما خبأته امي ليوم خطبتي، أضفت عليه بعض التعديلات ليواكب عصري، فغدا اجمل من اي فستان شهدته عيني ، انا وامي وحيدتان في غرفة الفندق ، الجميع في القاعة في الاسفل ، فقد اصبحت الساعه الثامنه وبدأت الحفله والجميع هناك، بدأت امي في القاء خطاب الام المعروف ، لم اعرها اهتماما تاما ، فأنا في نهاية هذا اليوم سأعود معها للمنزل ، فهذا ليس عرسي بعد، بإمكاني سماع هذا الخطاب في وقت اخر ، كان كل تفكيري في لحظة دخول عمر للغرفه لننزل معا للاسفل، لطالما تخيلت هذه اللحظه ، وفعلا أتى عمر ، ادمعت عينا امي وخرجت من الغرفه ، بقينا انا وعمر لوحدنا ، كلتا عينيّ في الارض، لابد انه خوف اكثر من خجل، اغلق عمر الباب واقترب مني وقال:
-سبحان من وضع فيكِ كل آيات الجمال ، من أذاب اصفى الوان البحر بعينيك، و أظلم سواد الليل بشعرك، وانقى الوان الزهور بوجنتيك ،وأطيب المسك بقلبك، لطالما كنتي سندي وسبب قوتي ، اليوم اكمل حبي وحبك ، اضيف عليه اللمسه الاخيره وأفي بوعدي ، اعدك بأن اكون قويا لاجلك ، انتي نعمة الله التي لطالما انتظرتها ، سأحافظ على هذه نعمة حتى اخر يوم في عمري..
ثم اخرج من جيبه شيئا ما ، وإذ به عقدا ناصع اللمعان ، وكأن شخصا قد سخر حياته للعناية به وقال:
-تعلمين انني قد فقدت امي إثر مرض خبيث، حال بيني وبين اليد الحنونه والقلب الدافئ والحضن الآمن ، ولكنني قد استعدت هذه الاشياء من اول يوم تعرفت عليك فيه ، انا اليوم اسلمك اغلى ما املك ،عقد امي ... لاني اعلم انني اسلمه لامي الثانيه واختي وحبيبتي وزوجتي وابنتي في ان واحد.
ثم قبل جبيني وامسك بيدي وشارفنا على النزول.

نعم لقد تخيلت هذا الموقف منذ نعومة أظفاري، ولكن لم اتخيل ان يكون بهذا الجمال! لم اتخيل انني سأكون بهذه السعادة الفائقة الوصف! لعلها كانت المره الاولى والاخيره التي تغمرني فيها تلك السعاده..

مرّ اليوم بشكل مثالي ، انتهت الحفله في الساعة الثانيه ليلا، كنا قد خططنا لعشاء في مطعم فاخر ، ولكن عقارب الساعة التي في يد امي قد خطفت من عمري انا وعمر ساعات جميله لعلها كانت ستكون المكمله لهذا اليوم ، ولكن .. لا يوجد شئء كامل في هذه الحياه ..

وشاءَ الهوى ... فامتثَلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن