5

28 2 0
                                    

انقطعت عنه اسبوعا كاملا، لا اعلم كيف احتملت ذلك ، لكنه كان صعبا لدرجة ان جفني لم يذق طعم النوم، كم هو صعب الابتعاد عنه، كم هي طويله ايامي من دونه، ومن لي غيره يعطر ايامي.. انا حقا احتاج اليه ، لا قوة لي من دونه ، يجول في خاطري و يأبى عن الذهاب، لماذا يا عمر .. لماذا تظهر امامي اينما كنت، ولكن لا بد ان اسكت قلبي وافكر بعقلانيه، هو يريد الذهاب ، وهو مرتاح بذلك ، لم يكلف نفسه بالاتصال اسبوع كامل.. انا حقا اعيش المعنى الحقيقي لكلمة صراع، صراع ما بين قلبي وعقلي، ليخسر الاثنين وتفوز كرامتي..
-الو .. مرحبا عمر
-اهلا ايلياء
-لقد اتصلت بك لاكمل ما بقي ناقصا..
-انتظري.. لا تتحدثي هنا ، تعالي الى منزلي، انا و جدتي هنا ، نتحدث ثم اوصلك لمنزلك.

وصلت الى منزله ، فتح عمر لي الباب، كان متعبا جدا ، اثار الارق قد بانت على وجهه ، كان جسمه شديد الاصفرار، ايقنت ان الامر قد تجاوز الحساسيه..
-عمر ! ما بك؟ هل تخفي شيئا عني؟
حاولت لمس جبينه ، لكنه ابعد يدي بطريقه شرسه جدا
-ايلياء لطفا... لا تدخلي في هذا الامر ..
-لكن..
-ايلياء .. تحدثي بسرعه لو سمحتي..
طريقة كلامه اثارت غضبي وحزني بنفس الوقت، لم استطع التحمل، لم اتمالك اعصابي، خانتني دموعي..
بدأت تنهار واحده تلو الاخرى امامه، لكنه كان قويا صارما كالحجر ، بل الحجر أشد لينا..
استأذنت منه لادخل الحمام ، اشر لي بيده بأن اذهب دون ان يقل حرفا واحدا ، دخلت، وقعت عيني على باب غرفته ، دخلت اليها لا اراديا ، هذه الغرفه تحمل العديد من المعاني لدي، ما زلت اذكر اول يوم دخلت فيه لمنزل عمر ، كان في نفس هذا الشهر قبل سنتين، اشتدت الحساسيه على عمر وكان لدينا امتحان في اليوم الثاني، طلب مني ان آتي لنحفظ معا ما تبقى من الماده، ما زال الكرسي في مكانه، الكرسي الذي جلست عليه اثناء تمدد عمر في السرير لنحفظ معا، ما زال بجانب السرير كما تركته منذ سنتين! اذكر انني قد تركت تحت سريره ورقه، كتبت فيها كم احبه وكم كان اليوم ممتعا، لكنها ليست بمكانها، هل قرأها يا ترى..
ذكريات عديده تجول في مخيلتي، قبلتنا الاولى، لقد كانت على هذا الكرسي، وكيف لي ان انسى هذا اليوم...
قاطع عمر افكاري قائلا
-ايلياء... لقد بالغتي في التاخر !!
-حسنا انا قادمه
هممت بالخروج من غرفته، لفتت انتباهي ورقه مخبأه في ملف على مكتب عمر، فتحت الملف واذ بها تحليل طبي من المستشفى..

وشاءَ الهوى ... فامتثَلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن