4

27 2 0
                                    

أضعفني عمر بكلماته ، لم اشعر بمثل هذا الضعف طوال حياتي، بل وشعرت كأن حياتي توقفت، كيف أمكنه ان يقول مثل هدا الكلام؟ لطالما جار علينا الزمان وانهال علينا بمشكلات ملؤها السماوات والارض، ولم نفكر يوما بالانفصال، من اين اتى بهذه الفكره وكيف يتخلى بهذه السهوله!!
لم تقوى شفتاي على الهمس بكلمه واحده، اخذت حقيبتي وهممت بالانصراف، تركته من غير جواب ، أساسا هل هناك جواب لما قاله؟!
بدأت الوم نفسي، لقد تخرجنا للتو، لابد اني قد ضغطت عليه بموضوع الزواج، ولكن ماذا عن كل الوعود التي قطعها! كيف يمكن لحال المرء ان يتغير خلال يوم حتى اقل من يوم! الاف الافكار تجول في عقلي..

عدت الى المنزل، كانت امي في انتظاري
-ها؟ ماذا حصل؟
-ارجوكي امي، انا متعبه الان، نتحدث غدا

ذهبت الى غرفتي وبدأت اجمع ذكرياتي، على امل ان اتذكر موقفا اتخذ فيه عمر رد فعل شديد اوصله للتفكير بالانفصال، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل، لطالما كان يسعى لحل المشكله بيني وبينه، لطالما غمرني بحنان قلبه، لماذا يا عمر ! لماذا!
لابد ان هناك سبب اخر يخفيه في نفسه، فأنا اعرفه جيدا، اعرفه اكثر من نفسه، ولكنني أيقنت انه مهما كان السبب لا يحق له فعل ذلك ، بدأت دموعي تنهمر، تأبى ان تتوقف

دخلت امي الى الغرفه، همّت بمسح دموعي لكن هيهات لدموعي الا تنسكب
-ايلياء .. هل تعلمين لماذا سميتك بهذا الاسم؟
-لا اعلم سوى انه الاسم القديم للقدس ، هل هذا وقته الان يا امي؟
-لطالما اردت ان انجب لك اخا واسميه عمر او صلاح ، فهما الوحيدان من رجال العرب من حررا القدس من نجاسة الغرباء .
-امي ما هذا الكلام الان، سيسمع حمزه و يَإِنّ داخله، صحيح انه اخي بالتبني، ولكنني أفديه بروحي
-دعيني اكمل ودعي حمزه جانبا الان، صحيح انني لم استطع ان انجب لكي عمر  ليحميك، ولكن الله ارسل عمر ليصونك ويحافظ عليكي ، لطالما ارتحت لهذا الشاب واعتبرته بمكانة ابني، اعطه فرصه يا ابنتي، افهمي منه جيدا، اعطه كل الاعذار ، لا تذهبي بكل هذه البساطه حتى لا تندمي لاحقا..
-حسنا ، سأنتظر يومان ثم اعاود الحديث معه، لابد من ارتب افكاري، وافكر جيدا في امر اختيار الانفصال ام البقاء وراء مزاجية عمر المفاجئه..

وشاءَ الهوى ... فامتثَلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن