8

79 1 0
                                    

بدأت مشاعري بالاختلاط، فأنا ما بين وبين، من جهة اشعر بالفرح ان عمر لم يبتعد من غير سبب ، لم يكن خائفا من الارتباط بي كما اعتقدت، بل فعل كل هذا من اجلي ولمصلحتي"كما يظن" ، ولكن بنفس الوقت كان يتمزق داخلي ، افكر بطامتي الكبرى، لطالما كان عمر نصفي الثاني، هل سيأتي يوم ما اخسر فيه عمر واصبح نصفا... لا لا ... يجب ان اتخلص من هذه الافكار ، ليس من اجلي بل من اجل عمر ... وعدته ان نتجاوزه معا وسنفعل ...
بدأت مراحل اقناع عمر بالخضوع للعلاج ، انه يرفضه رفضا تاما .. يكرر جملة واحده "العمر واحد والرب واحد" فقدت اعصابي في يوما ما .. خرجت من بيتي الى منزل عمر .. دخلت الى غرفته وصرخت بكل ما اوتيت من قوه....
-كيف تستطيع ان تكون بهذه الانانيه؟!!! لطالما ربطت سعادتي بوجودك.. كيف تحرمني منك... ألا تعلم كم أنهار في كل يوم يغمى عليك وننقلك للطوارئ لنقل وحدات الدم اليك ، ان كنت تظن انني سوف أسأم منك يوم ما .. فأنا لن افعل .. سأتمسك بك لآخر نفس في حياتي ، لا تفعل هذا بي ارجوك.
بدأت بالبكاء .... لم تكن دموعي عاديه كأي يوم مضى ، بل كانت بحرقه لم اعهدها من قبل ، شعر عمر بمدى قهري ، وشعر ايضا بمدى جديتي في التمسك به، قام من على فراشه وبدأ بمسح دموعي، قبلني على جبيني، نظر الى عيني وقال
-أتعلمين ... انت املي في هذه الحياه ، وان كنت سأتمسك بها فهذا من اجلك ... لا تبتعدي عني ايلياء..
-سأعتبر هذا قبولا منك ، سنبدأ غدا بكل الإجراءات والفحوصات ... انا اعدك مجددا .. سنتجاوز هذا معا💗
خرجت من غرفته وزففت الى والده خبر قبول عمر لتلقي العلاج ... أدمعت عيناه من الفرحه ، وكأن املا جديدا أزهر في فؤاده

وفعلا ... بدأنا بأول مرحله ، انا وعمر ووالده في مستشفى الحسين بن طلال للسرطان... كان هذا المشفى بجانب جامعتنا انا وعمر ، لم اتخيل ان نكون يوما ما زوارا لهذا المكان.. لكن لا بأس.. سنحول الحاضر الأليم الى ذكرى جميله في مستقبلنا .. سنحولها لإثبات يظهر فيه معجزات الحب في شفاء الألم.
شرح لنا الطبيب مدى خفة تأصل المرض في جسم عمر ، وأظهر لنا املا نستقي منه شفاءه ..
خرج عمر ليستنشق الهواء ، وبقينا انا ووالده والطبيب لوحدنا .. بدأ الطبيب في طمأنتنا قائلا:
-لا داعي للخوف الشديد ، كلما اسرع المريض في اكتشاف مرضه كانت نسبة العلاج اعلى، ويبدو ان عمر اكتشفه منذ بداياته، ولكن لا بد من استخدام الكيماوي طبعا ، ستكون 4 جرعات على مدى 4 اشهر .. بالنسبه لباقي المرضى فهو رقم قليل جدا الحمدلله ،ستكون الاولى على دفعات وليس دفعة واحده .. ليبدأ جسمه بالاعتياد على الكيماوي  ولكن ان لم يتعافى لا سمح الله بعد ال4 جرعات ، سوف نلجأ الى زراعة النخاع ، لابد ان يتعافى على احدهما ان شاء الله ،اهم شيء في مراحل علاج مريض السرطان هو الدعم المعنوي، لا تخدعوا بمظاهر القوه وعدم الحاجه لاحد التي يظهرها المريض .. فهو من داخله يتعلق بأي أمل ... يحتاج لأي احد بجانبه .. يشعره بالامان وبمدى اهمية وجوده.

أيقنت في نفسي أن عمر سيتعافى ، او فلنقل انني اريد ان اصدق انه سيتعافى .. سينجلي الحزن الذي بعيونه وعيوني ، سيأتي يوم زفافنا وهو طاهر من هذا المرض.. سنتجاوزه معا💗💗

وشاءَ الهوى ... فامتثَلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن