9

144 1 0
                                    

-صباح الخير ، كيف حالك؟
-اهلا حبيبتي ،، اصبحت بخير منذ قدومك
-هل انت مستعد؟
-نعم، ولكن دعيني اختطفك بضع ساعات لمكان ما
-ولكن... هذه اول جرعة كيماوي لك! لا نريد ان نتقاعس منذ البدايه!
-لا بأس بأن نختطف من الحياة بضع دقائق، ننسى بها همومنا، نتحدث بما يفرحنا ونتجاهل ما يبكينا ، انا حقا بحاجة لهذا..

قبلت عرض عمر .. ربما انا احتاج ذلك اكثر منه ، لقد مضى وقت طويل منذ ان تبادلنا همومنا ، لطالما كان عمر الملجأ الوحيد لدي، حان الوقت لأكن انا ملاذه ومستودع اسراره، لم استمع اليه قط منذ ان اكتشف المرض .. لم يقل ما يشعر به وما يجول في رأسه.. بل واظب على السكوت ..
-حسنا ، ولكن بشرط
-اعرف ما هو شرطك وهو مرفوض من الان
-هههههههه ما هو شرطي اذا؟
-تريدين ان تقومي انتِ باختيار المكان ، اليس كذلك؟
-يا الهي كيف تنجح في فعل هذا دائما؟
-مرفوض يا ايلياء ،، رفضا تام..هيا بسرعه دعينا لا نتأخر على موعد المستشفى

نجح عمر في اختيار المكان كعادته، اخذني الى اول مكان تقابلنا به، غمرت الفرحة اعماقي، نسيت كل ما هو مؤلم ، بدأت الهموم تتلاشى شيئا فشيئا ،مضى الكثير من الوقت ونحن نحدق بعيون بعضنا البعض ، أبت ألسنتنا بأن تنطق كلمه واحده، وكأن ألسنتنا قد تركت عائق الحديث على عاتق عينيّ وعیناه .. وفجأه كسر عمر حاجز السكوت ..امسك يدي وقبلني وقال
-سيكون كل شيئ على ما يرام ، اعدك ان نعود الى هذا المكان ولكن ليس وحدنا.. سيكون معنا اطفالنا ..
اتعلمين يا ايلياء، لو لم تكوني في حياتي .. لما قبلت الخضوع للعلاج قط، ان كنت قبلته ف لأجلك، ما زلت اؤمن ان هناك ايام سنعيشها معا ، سيتحقق كل ما حلمنا به يوما ما .. سنعيش في بيت واحد .. احتضنكِ کلما احتاج الیكِ، تتلاشى همومي من نظره واحده منك، ايلياء انتي هبةٌ من الله، احبک💗
-انا لا استطيع العيش من دونك يا عمر ، اريدك معي طوال ايامي..
-لا تقلقي💗 حبيبتي لقد مضى على تواجدنا هنا 3 ساعات ، من الافضل ان نذهب الان

ذهبنا الى المستشفى لتلقي اول جرعة .. دعوت ربي ان تكن بردا وسلاما على جسده .. تمنيت ان اتقاسم آلامه في تلك اللحظه ، استقبلنا الطبيب .. بدأ في شرح آلية الكيماوي في القضاء على المرض، كما وضح اثاره الجانبيه وبأن الجرعه الاولى سيأخدها عمر على فترتين حتى يعتاد جسده عليه، بدأ بغرز الابرة في جسده ، حاول ان يخفي وجعه امامي، ولكن هيهات ان تخيب عيوني عن فهم لغة عيونه، شعرت بألمه ، ضحكته الكاذبه، وجع قلبه، وكأنها جميعا كانت داخلي انا ... لكن لا بأس .. ان كان هذا الدواء الكاوي هو الحل الوحيد لاستعادة صحة عَمري فلنستحمله معا، امسك عمر بيدي وكأنه يرمي اوجاعه عليها، شعرت وكأن اصابعه انغرزت داخل يدي
-لا بأس ... سينقضي .. تحمل قليلا بعد
قلتها ودموعي تنهمر .. قلتها وانا اعلم انني اكذب عليه .. لن ينقضي .. ما زال هناك القسم الثاني من هذه الجرعه ، وثلاثة جرعات اخرى ، وزراعة نخاع ، والله اعلم ماذا سنواجه بعد ، لا اريد التفكير بهذا الان ، انا فقط اريد ان احطم تلك الابرة التي تؤذي يد عَمري .. يا ليتني استطيع...

-حسنا .. بعد ساعة سوف نكمل ما تبقى من الجرعه .. كن على استعداد، قال الطبيب ثم ذهب لغرفته
-لقد كانت اسهل مما توقعت
-الحمدلله
-ربما لانكِ کنتِ بجانبي💗
حاولت اخفاء يدي حتى لا يرى اثار  اصابعه التي انغرزت داخلي ، ونجحت في ذلك
-انا معك حتى النهايه ، لا تنسى ذلك، هيا فلنأكل شيئا ما ونعد مرة اخرى

مرت الساعه وكأنها دقيقه ، عدنا معا لتلقي القسم الثاني من الجرعه الاولى،و حسب مقدار شدّ اصابعه علی یدي، فأظن ان الثانيه كانت اسهل عليه من الاولى
-بالشفاء ان شاء الله، الجرعه الثانيه ستكون بعد اسبوع من اليوم ، لن تظهر الان الاعراض التي حدثتكم عنها الان، بل ستظهر بعد الجرعه الثانيه او الثالثه، كسقوط الشعر وغيرها، اوصيك بالراحه التامه بعد الان..

تحدثنا مع الطبيب قليلا ثم عدنا الى السياره
-سأحلق شعري غدا، لن انتظر الكيماوي بأن يفعلها هو ، ما رأيك بحبيبك وهو اصلع؟
-مممممم، حبيبي يبقى الاجمل في كل احواله،ما رأيك بأن اذهب انا ايضا لقص شعري؟لقد اصبح طويلا لدرجه مزعجه
قبل يدي وقال
-شعرك لي، وانا لا اسمح لك بلمسه، اعرف انك تريدين اظهار شيئا من التعاون لتهوني علي الامر ، ولكن هذا الامر سوف يزعجني اكثر ...
-حسنا ، نذهب معا غدا وننظر في هذا الامر ، لا تغيب عن عيني ابدا💗

وشاءَ الهوى ... فامتثَلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن