ككل البيوتات تسكن هناك أوجاع نجد إنها تحتاج لبلايين الصبر...
تركها زوجها مع ست بنات وصبي ومات بعيدآ عن أولاده ليترك اهات الظلم تأكل بهم.
مرت الأيام والسنوات وتلك الأم قابعه على بناتها حتى تزوجن وأراحت همها وحافظت عليهن ببيوت أزواجهن وأطمئت حينها، وبقيت وحيده مع ولدها أحمد ذو الوجه الشاحب من الفقر والذل.جاء دور القدر ليجعل من تلك الأرمله زوجه لرجل أخر بل لمغفل وظالم.
أنجبت منه طفله تدعى زمن وصبيان.كنت صغيره وكالعاده أخرج مع أطفال حينا لنلعب سوية ألعاب طفولية تجتاح كل طفله صغيره بعمر الثلاث سنوات، أما بنت جارنا زمن فهي "طفله عجوز" بالكاد لاتخرج أبدآ بل بعض حينا لايعرفها من أطفال بلدته!
كان بيتهم يقابل بيتنا
تلك الطفله زمن كأنها أم والدتها وأخوتها وشقيقها أحمد من أمها، فهي تشعر بوجع أمها والتي تعمل عاملة نظافه في مدرسة لم يدرس بها أولادها فهي أيقنت إن الحياة قد تضيف أدوار أضافية موجعه وبشده.مرت سنوات معدوده وإذا بذلك الزوج يأمرها بترك ولدها أحمد!
قلب الأم منهار أمام جروح فلذات أكبادها فكيف تتركه وحيدآ شريدآ !
فأختارت الطلاق على الفراق من وليدها ذو الحاله الرثه والقسوة البادية على ملامح وجهه الشاحب.أيضا تركت للمرة الثانية هذه الأم لتربي زمن وأخوتها الأثنين وشقيقها الشاحب، لكن لله يد خفية ترفع الوجع عن تلك الأم المثالية، فعمل شقيق زمن حفارآ بحراره الشمس التي توسدت على ظهره بقسوة ليحصل على مايسد به رمق أسرته، بعدما تشققت الخطوط التي ملئت جبين أمه وأحدودب منها الظهر وأنكسرت كرغيفه الخبز بوسط فك رجل شره.
أم زمن أيضا بقيت تعمل حد الوجع، حينها تظل زمن ذات التسع سنوات تعيين أسرتها بكل مايحتويه البيت وحرمت نفسها لذة الطفوله فهي بالكاد "الطفله العجوز"
نحن لسنا بعيدين بعادات القبلية المقيته والتي لا زالت الى الآن، فعم زمن كان الرجل الحقير الذي بسط قرارته على والد زمن بشراسه.
فكان مهبط القرارات الابتزازية ليأخذها من والدتها، و بنفس الوقت نهى عليها لولده، كما نعرف عندنا مصطلح (النهوة)
_إيقاف البنت لإبن عمها مهما حدث فلن تتزوج غيره سواه_دور الأب المغفل كان مغيب وعمها فقط من يتلاعب بظلمها حسبما يشاء، فقد رفض جميع من يتقدم لخطبتها
وحتى إن قبلوا بخطبه لطالما تصل للزواج يبدأ بالرفض وسرد الاحكام القبلية اللعينة!
لا بأس تدور الأحداث وبعدها تزوجها إبن ذلك العم الغول الشرس.
كانت بمشاعر حجرية، نعم، هكذا عاملوها، لكنها صبرت وصبرت وكان الصمت عنوانها وعنوان كل جرح تصاب به.كانت تعمل في بيت زوجها كخادمه فحسب ودمية من حجر تتحرك لتسهر على راحه الجميع، دونها.
دور الوجع ممثل بطولي في حياتها فبعد أن شعر زوجها بحبه لها، هنا تدخل ذلك الغول اللعين ليفسد سعادتها المحدوده وبدأ بغرس المشاكل لتصل بها حد الطلاق!
نعم، فطلقت الخادمه من زوجها، لا بل فصلت من العمل في بيت عمها.وفوق هذا رفض لها الرجوع عند أمها وأمرها بالعيش عند والدها والذي تزوج بأمرأه كانت الحقاره والخباثه عنوانها لتزيد من صفحات الأوجاع على قلب زمن، وأيضا عادت تعمل كالخادمه، أحيانآ يخيل لي كأنها تلك السندريلا في بيت أبوها، لكن الأختلاف في النهاية!
بعد فتره أجبروها على الزواج من رجل يعمل كمزارع، هذا الخسيس كان يعشق زوجة أخيه!
وكان الضرب لا يفارق جسد زمن، من يد زوجها الخشنة والعفنة كقلبه، نعم رجعت تكمل خدمتها لكن في بيت أخر وبنمط آخر فصارت كمزارعه!كانت تشتاق أمها بشده، و ها قد أجبرتها الظروف على التكيف مع الشوق بصمت حارق، فهي لم ترى أمها سوى مرتين طيله فتره طويله!
عند الصباح الموافق السادس عشر من يناير جائني خبر موت زمن بنت التسع عشر سنة!
كان الموت معنون "توفيت آثر سم" لكن لا زال السبب مجهول والقضية قيد الشك
هل أوجاعها أدت بها لفعل هذا؟
هل إن لزوجها النجس سبب فهو من كان معها عند الحادثه؟مايوجعني حقآ إنها كانت قد واعدت أمها بعد التوسلات برؤيتها بعدما تعددت أيام فراقهما عن بعض وبذلك اليوم لاقت وداعها من حياتها والى الأبد.
٦\ ٢\ ٢٠١٦ م
٥:٠٧ م
الكاتبه الصغيرهتم النشر في الساعه ٣:٣٧ م
٢٣\ ١٢\ ٢٠١٦ م
أنت تقرأ
♥ وقفة اليوم ♥
Cerita Pendekوقفات بسيطه من حياة كاتبه بسيطه قبل ان تكون مبتدئه في عالم الابداع أسطر أخطها لي فيها سد جوع الكتابه وسد ظلم الواقع