لا يوجد اصعب من الشعور باليُتم و والديك على
قيد الحياة
مضى اسبوع على وجودى فى هذه المدرسة و لم اتعامل مع اى احد و لم اتحدث مع اى احد .
استيقظت على صوت منبهى و انا اشعر ان رأسى يكاد ينفجر من الصُداع . اشعر و كأنى لم انم قط
نهضت و ارتديت ثيابى و توجهت لصفى حيث اخبرتنى السير .
لم اتفوه بكلمة طوال الصف و حتى لم اشارك ف اجابة الاسئلة التى طرحتها الاستاذة .بعد انتهاء الصف جمعت اغراضى و انصرفت مسرعة ، فلم اكن مستعدة بعد للاندماج مع الاخرين . كن امشى بسرعة عائدة لغرفتى حتى اوقفتنى سير قائلة "إلى اين انتِ ذاهبة"
" عائدة إلى غرفتى " جاوبتها ببساطة
" أتناولتِ غدائك " سألت وكأنها وصيه علىّ
" لا .. لست جائعة " اجبتها و انا اهمُ بالانصراف
" كم مرة يجب علىّ اخبارك بأنه ممنوع تفويت احد الوجبات " قالت السير و قد بدت منزعجة منى و بصراحة معها حق فأنا يومياً احاول التهرب من وجبة الغداء و لكنها دائما تمنعنىلاكن صريحة انا كنت جائعة للموت . فمنذ ان قرر والداى ذهابى الى هذه المدرسة و انا لم ادخل الطعام على جوفى فقط كنت آخذ الطعام و اتركه فوق الطاولة و ارحل و تكون معجزة إن تناولت القليل منه و لكن مع كل هذا الجوع لم تكن لدى شهية لتناول اى طعام مهما كان لذيذ و مهما كنت احبه
دخلتُ لغرفة الطعام و أخذتُ صحناً ووقفت فى الصف امام موزعة الطعام .
لم اكن مهتمة كثيراً لمعرفة ما هو طعام اليوم .
حتى حان دورى و وضعت لى الطعام فى صحنى كان عبارة عن القليل ارز . قطعة لحم رفيعة . بعض السلطة و العصير اخذت صحنى و توجهت نحو طاولة فى الركن بعيدة عن الجميع .اردتُ تناول طعامى و العودة لغرفتى بدون ان احتك بأحدهم ، ولكن لم يتحقق ما كنت اريده فقد آتى نايل ليفسد هدوئى
" مرحباً ماريان . كيف حالك ؟" قال نايل هو يجلس مقابلى و على شفتيه ابتسامة عريضة
" اهلاً نايل . انا بخير كيف حالك انت " قلت لو محاولةً ان اكون لطيفة معه ، فهو الوحيد الذى اعرفه هنا فى هذا المكان
" انا بخير ..أيمكننى الجلوس معكِ ؟ " سأل و قد جلس بالفعل
" انت تجلس معى بالفعل " قلت ضاحكة و كانت هذه اول مرة اضحك فيها منذ مجيئ الى هنا لدرجة ان الجميع نظر لى بإستغراب
" نايل لما الجميع يحدقون بى ؟ " سألت و انا ايضاً مستغربة
" طبيعى فمنذ ان اتيتِ الى هنا لم يراكِ احد تتحدثين ولو حتى مع نفسك فمابالُكِ ان يروكِ تضحكين " قال و فمه مملوء بالطعام
" نايل ... أأ الطعام يقع من فمك ههههه " نبهته و انا اُعلى صوت ضحكتى حتى سمعتُ من يتحدثون بالطاولة المجاورة " انها تتحدث و تضحك ظننتُها خرساء . هههههه " قال احدهم و قد ضحك هو وصديقه و لكن لم انتبه لما يقولونه و عدتُ اكمل طبقى
" ماريان ... سيقيمون حفلاً هنا الاسبوع القادم بمناسبة العام الجديد ... هل ستحضرين " سألنى نايل و هو يكاد ان يأكل الطبق نفسه . حقا يبدو لطيفاً و هو يأكل انه هو الوحيد الذى تحدثت معه و ضحكت معه
" لا اعرف ... فى الوقت الحالى لا اريد و لكن من الممكن ان اغير رأيى فيما بعد " رددت و انا اخذ بعض السلطة بملعقتى
" أحقاً من الممكن ان تغيرى رأيك ؟ " سألنى ساخراً
" اجل ، فأنا اتيت الى هذه المدرسة مقررة اننى لا اريد التحدث الى اى شخص و ها انا اجلس معك و نتحدث و نضحك . أرايت كيف غيرت رأيى " قلت له و انا مبتسمةدخلت السير " انتهى وقت الطعام و حان موعد الصف التالى هيا اذهبوا جميعكم "
قالت مقاطعة كل الاحاديث الدائرة فى غرفة الطعامعدنا جميعنا للصف و دخلت مع نايل الذى جلس بجانبى و دعا صديقه ليجلس بجانبنا هو ايضاً . انا فى العادة سأكون مستأة من جلوسهما بجانبى و لكن انا لست منزعجة على الاطلاق ، بل شعرتُ بانه يجب على ان اخرج من دائرتى و ابدأ فى الاندماج مع الآخرين .
و لا انكر انها اول مرة منذ اسبوع اشعر فيها انى افهم ما تقوله الاساتذة فى الصفوف ...
يمكن لانها اول مرة اتحدث و اضحك مع احدهم او لانها اول مرة انهى صحن طعام كاملاً او لان هذه الاستاذة احبها فهى من الحين للاخر تمزح معنا و تلقى النكات الطريفة
انا حقاً اشعر اننى الآن افضل حالاً من ذى قبل و انا الآن شبه سعيدة

أنت تقرأ
دير الحب ( مسابقة سبارتينا )
Fanfictionما خلته سجناً .. وجدته المعنى الحرفى للحرية Started : December 31, 2016 Finished : July 24, 2017