فتحت عيني على صوت في غرفتي !! أستيقظت مذعورة فرأيت ظل أحدهم يمشي ... أنتابني الفضول أن أعرف من هو لكن عندما وصلت له رأيته خرج من نافذة بيتنا ويسير على حبلٍ ! أنتابني الفضول وأتبعته ، وفي خلال وأنا أمشي سمعت شخصاً يقول " أنزلي أيتها الحمقاء فأنكِ ستقعين " فقررت أن أنزل خوفَ أن أسقط لكن ذلك الشخص لم يقف فقررت أن أكمل طريقي لكي أعرف من هو ، أكملتُ المشي حتى صادفت شخصاً يبكي على جنازةٍ ما فحزنتُ جداً و قررت أن أقف لكن الشخص أكملَ طريقهُ عندها قررت أن أكملَ معهُ .. مشيت إلا ورایت أشخاصاً متخاصمين فقررتُ أن أقف لكي أصلح بينهما لكن الشخص لم يقف ! شعرت بالغضب ووعدت نفسي بأن لا أتبعه ، عندها توقف الشخص ! فقال ! " اذا أراد المرء أن يكمل حياته فعليه ان يمشي دائماً على هذا الحبل رغم حزنه ، غضبه ، خوفه ، .. لان الحياة هكذا لا تتوقف بل تمشي ! وحتى أن قرر المرء أن يعود أدراجه فأنه لن يستطيع " عندها قررت أن أكمل طريقي لكنني أدركت أن الحياة عبارة عن هدية مغلفة لا أعلم ما بداخلها فعند فتحها أما ستعجبني وسأفرح بها أو لن تعجبني ، لكنني يجب علي أن أكون سعيدة بهذه الهدية لأنني مرغمة عليها ولا يمكن أعادتها لصاحبها .. لكن عندما أرى غيري تعجبه الهدية التي لا تعجبني سأعلم مدى أهمية و جمال هذه الهدية .
نعم فأنا عندما ولدت كنت أظن أن كل شيء في هذه الحياة مفرح لكن عندما كبرت قليلاً وثقت بشيء ! .. أن الحياة لها وجهان الوجه المفرح والمحزن ووثقتُ أيضاً أنه من المحزن أن تودع ذاتك ! وتذهب بروح جديدة محملة بذكريات وأشخاص لن يعودوا و لن تعود الأيام التي قضيناها معهم و المحزن في الموضوع أنك لن تنساهم ولن تستطيع أن تنسى ذكرياتهم ! ستبقى محفورة في ذاكرتنا وسنبقى نتذكر جمال هذه ألايام ..
ولكن رغم هذا ! سأفعل ما أريد سأكون واثقة من الشيء الذي سأفعله ! سأغير نظرتي إلى الحياة عندها ستبتسم لي الحياة ! وعندما أنظر الى السماء سأتذكر أشياء أحزنتني كثيراً ، لكن لن أتأثر بها بعد الأن وسأكمل طريقي للنجاح ..
النجاح لا يأتي إلا بعد الفشل فأنني أسعى وأسعى وعندما أواجه نفسي ! أصبح كدمية الخيوط التي يتحكم بها مجموعة من الاشخاص لأسعاد الناس في المسرحيات فتلكَ الدمية تسعى لأسعاد الناس ولا تسعى لأسعاد نفسها ! أشعر أنني أصبحت سجينة ! مقيدة ! بالكاد لا أفهم ما الذي يجري " هل أنا طبيعية ؟! " ماذا حل بي " ..مشيت على أوتار العزف الحزين لعلي أجد طريقي و أستمررت في المشي والصوت يقترب شيئاً فشيئاً ، رأيت عازفاً ! فقلت له " ما بك أيها العازف الكبير ؟ " قال " أنني أبكي على مرور السنين ! فأعزف لكي أخفف على هذا القلب المسكين " فقلت له " ولماذا أنت حزين ؟ " فقال " لأنني لست حراً بل سجين وقيودي ليست من حریر بل من أوجاع السنين " لم يعد هناك كلمات في خاطرتي لكي أقولها له فقررت أن أستمرفي المشي وفي أثناء وأنا أمشي سمعت عزفاً جميلاً ؟! سررت جداً !! لعلي أجد طريقي ، تتبعت ذلك الصوت الجميل وعند وصولي رأيت عازفاً ! فقلت له " يا له من عزف جميل " فقال " وما أدركِ ما في القلب الصغير هل هناك فراشةً أم غراباً يطير " فقلت وأنا ذاهبةٌ خائبة " آمل أن هناك فراشةً تطير " أصبحت تائهة لا أدري ما الذي أفعله هل أعود أدراجي ؟ أم أكمل طريقي ؟ أكملت طريقي لأنني مرغمة فرأيتُ مهرجاً ، لعله يدلني على طريقي فقلت له " أيها المهرج السعيد هل هناك مفر من هذا الطريق ؟ " قال " أن كان يوجد الان لكنا أصبحنا سعداء لكنه محال ' فأين السبيل من هذا الطريق ؟! شعرت أنني غرقت في عالمي أصبحت مقيدة ولا أستطيع الفرار شعرت بالحزن على نفسي فقررت أن أنام كالمتشردين على رصيف ذلك الطريق ! أغلقت عيني هروباً من الواقع المخيف والذهاب إلى الاحلام ! سمعت شخصاً يقول لي " يا له من طائرٌ جميل حر طليق لا تستسلمي فالحياة طويلة وهناك أموراً لن تعرفيها الا عندما تكوني كبيرة " فرحت جداً كفرحة يوم العيد لكني فتحت عيني على واقع لم أكن أريد !! أستيقظت مذعورة خائفة من صوت أحدهم يقول " لقد ماات " .. من هو ؟ وماذا جرى ؟ ! ذهبت راكضةً عليهِ فقلتُ " من مات أيها الشقيق " فقال " ألامل ومن معه ُمن رفيق " لا سبيل من الفرار .. كان في قلبي ألامل وألاحلام وكنت مصرة على الخروج من هذا الطريق وأن أعيش بسلام فكرت وفكرت هل أنادي الرب الاعلى أم أبكي على ضياع الطريق ؟ لم أيأس و قررت أن أعود أدراجي فعدت إلى المهرج والعازف الحزين وقلت لهم " أيها الرفاق أنه كابوس السجين ونحن نهوى إلى أن نكون محررين " فقالوا " لكننا مرغمين " فقلت " أن أردنا الحرية علينا أن نكون شجعاء وأقوياء، فجأة !! أصبح العازف الحزين يعزف تلك المقطوعات الجميلة التي تعطينا ألامل ! و جاء العازف الأخير وقال لي ! " كنتِ محقة عندما قلتِ في قلبي فراشةٌ تطير ! " وقال لي المهرج " وأنا في قلبي زهرٌ ينبت وإلى الحريةِ يخرج " عندها شعرت أننا قوة واحدة فعندما يجتمع العزف والضحك سيولدان الفرحة والفرحة تولد ألامل وها نحن خرجنا من ذلك الطريق ومعنا فراشاتٌ وعصافيرٌ تطير ! فيا له من منظرٍ جميل..
النهـاية
أنت تقرأ
Dina and the freedom || ديــنا والحرية
Short Storyعزف أنغام الحرية على أوتار الحياة .. ___________________ • هذا الكتاب يحتوي على العديد من القصص والاشعار المختلفة كل جزء يتكلم عن قصة ما سواء كانت نهاية سعيدة ام حزينة .. _______________ جميعنا نحتاج الى التحرير ! التحرير من قيودنا ! من حزننا...