مُزيف || Fake

346 45 11
                                    

سرتُ في طريقٍ ألفتَ أنتباهي ! كان طريقٌ غريب كأنة طريق يأخذني إلى الموت ! وفي أثناء وأنا أمشي سمعتُ أصواتَ أشخاص كأنها تصدرُ في جنازةِ أحدٍ متوفي ! شعرتُ بالرعبِ! وأصبحتُ أتلفت وأنظر يميناً ويساراً شعرتُ أن قلبي أصبحَ يرتجفُ من شدةِ الخوفِ نعم ! فقد ندمتُ لأنني سرتُ في هذا الطريق لكنني لم أكن أريدُ الخروجَ منهُ و قررت أن أستمرَ في المشي .. فجأة!! سمعتُ صوتَ
احداً ينادي ويقول ! " النجدة !!!! ساعدوني هل هناك من مجيب " سرت مسرعةً نحوهُ وقلت له "أين أنت أيها الغريب ؟ " قال " أنني لست حي بل ذليل في هذا العلم الكبير " تعجبتُ لانة كان يقول أشياء من الصعب فهمها فقلتُ له " أين أنت أيها الغريب؟" قال "أنني خلف القناع ولن تريني إلا في مسرحية الفقراء "  ..
أستيقظتُ ! من ذلك الحلم الغريب الذي أثار خوفي وتعجبي فسألتُ نفسي مراراً وتكراراً من هذا الشخص الغريب ؟! هل هو حي ؟ أم ظلٌ مخيف ؟ لكني لم أكترث للأمر كثيراً فقد استمرَ يومي وقمتُ كالعاده بأعمالي اليومية و في الليل ذهبتُ لفراشيِ وأغلقتُ عيني ولم أستطع التفكير في الموضوع من كثرةِ التعب ..
سمعت شخصاً يقول " مرحباً لقد جئتي لهذا العالم من جديد و أن المسرحية ستبدأ لم لا تحضريها أيتها الفتاة العنيدة ؟! " فقلت في نفسي " سأذهب لعلي أعرف من هذا الشخص بهذه الطريقة " ذهبت إلى مسرح لم يكن كأي مسرح أخر فقد كان صغير وقديم وكان الكثير من الناس يرتدونَ تلك الاقنعه الملونه الضاحكه أصبحت كالمجنونة التفت حولي وانادي " أين أنت أيها الغريب هل أنت هنا أم أنها خدعة من شخصٍ شقي ؟ " سمعت صوتاً خافتاً يقول ! " أنني هنا وبهذا المكان وستجديني بكل الأحوال " تعجبتُ لانه كان يتكلم معي بالالغاز فرأيتُ شخصاً يرتدي ذلك القناع السعيد الجميل!! شعرت بالفرح وتوقعت أنه ذلك الشخص فذهبت له مسرعةً وقلت "أنه أنت أيها الغريب ؟" فقال " كلنا خلف القناع غرباء و ندعي بأننا أصدقاءٌ سعداء" ركضت مسرعةً لكي أخرج من هذا الطريق المخيف....فتحت عيني وأستيقظتُ مذعورةً وأصبحتُ أفكر طيلة اليوم بالشخص الغريب ! .. جاء ليل هذا اليوم وأغلقتُ عيني وأنا أفكر ماذا سيحصل عندها......
نعم! أنني الإن في عالم الأحلام !! ..رأيت ذلك المسرح القديم أمامي مرةً ثانية  ! وكان مغلق ولم يجرأ أحد الدخول اليه مرةً أخرى وعندما أردت الدخول قالوا لي " من يدخل مسرح الفقراء لا يخرج حي بل جثةً سوداء " أصبحت أضحك بأستهزاء لأنني لا أصدق تلك الاكاذيب التي يقولوها السخفاء و دخلتُ لأنني كنتُ أريد أن يعود المسرح كما كان وأن لا يكون مغلقاً طوالَ هذةِ الأعوام ..
وفي أثناء وأنا أسير في المسرحِ القديم سمعت صوتاً جميلاً يغني!! وأصبحت أقترب شيئا فشيئاً وكنت أفكر ماذا سيحل بي؟ وصلت عند الشخص! و أقتربت له وجلست بجانبه ولم يقل
كلمةً واحدة!! لكنه توقفَ عن الغناء .. فقلت له " صوتكَ جميل لماذا لا تكمل الغناء أيها..؟ " قال " الغريب " تعجبت وقلت له بصوت عالي! " إذاً أنت الغريب الذي سمعت صوتكَ من بعيد ؟ " فقال لي " أنني هنا من زمن بعيد ولا أخرج كَالعُصفورِ في القفص وحيد " حَزنت جداً وقلت له ولماذا لا تخلع هذا القناع المخيف ؟ قال " لانني أحب التمثيل ولم أستطع الدخول لأي مسرح لأنني فقير ! وهذا المسرح لا يدخله الأ الفقراء ..
شعرت بالغضب الشديد وقلت له " أنك تستطيع التمثيل ولو كنت مشردٌ فقير فلا تكن ضعيف فقم بالتمثيل كأنك غنيٌ كبير ! .....
قمنا بأعمار هذا المسرح أنا والغريب !! وأصبح من يمر بجانبة يقول " هل هذا مسرح الذي كان من يدخله يصبح جثةً سوداء !؟" وأصبح من أجمل مسارح تلك المنطقة فقد دخل الأغنياء ومن معهم من وزراء ليروا مسرحية الفقراء! .. بدأت مسرحية الفقراء بالغريب! فقال " نحن الطبقة الاخيرة أي الناس السعيدة! لن نسرق المال لشراء رغيف او زجاجه ماءٍ كبيرة ! فنحن فخورين ببيوتنا القديمة و أكلنا الرخيص فلا داعي أن نمثل أننا في القصر نعيش! لأننا أغنياء في عقولنا وليس في نقودنا .. ونحمد الله أننا على الارض نعيش ونحب مسرح الفقراء لأنه مكان النقاء و البسمةِ الصغيرة!" ....
ساد الهدوء في المسرح ! نعم! فقد شعروا أنهم مزيفون وأنهم على أنفسهم يمزحون .. بعد ذلك صفق جميع الناس لهذه المسرحية المؤثرة و شكرني ذلك الغريب .....
أستيقظتُ وأنا سعيدة ومصدومة بالكاد لا أفهم هل أنني سأعود إلى هذا العالم مرةً ثانية ؟! لكنني قررت أن أكمل يومي وأستمتع به فأخذت جريدةَ الصباح وقرأت وأنا مسترخية مع كوب من القهوة ! إلا وشاهدت خبراً أفجعني!! وهو
( مسرح الفقراء يعود من جديد !! )

النهاية..

_______________________Part 3

_______________________Part 3

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

Soon..
The blind || العمياء
_____________________________
Just follow me to see more
and don't forget to tell me your opinion

Dina and the freedom || ديــنا والحريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن