أستيقظت ميليا على هديل الحمام و زقزقة العصفور بسرور رتبت غرفتها ونزلت لتأكل الفطور لكي تذهب للعمل في محل الزهور ، كانت تغني وهي تسير وصوتها المبحوح ينصت له جميع السائرون والبائعون وكانت تعمل في ذلك المحل كفراشة بين الزهور ذات العطور كانت تعطي وردة للفقير! وكانت تعطي وردة لليتيم ! لأسعادهم كانت عيناها تلمع من شدة الفرح وتعطي أجمل الباقات للمشترون وعند الغروب كانت تذهب إلى البيت للأستراحة و تخرج بعدها هي وفانوسها لجمع الخشب لكي تصنع منه بيوتاً للطيور ! ..
وفي أحدى الأيام كانت ميليا في محل الزهور الخاص بها تسقي زهورها بالماء البارد فجاء لها شخصاً وقال لها " أنك بائعة الزهور ؟ " فقالت " أهلا بك أيها المسرور " فضحك بلطف وقال " أعطيني وردة ًمن فضلك " فأعطتهُ أجمل وردة ، لكنها أنتهبت أنه لا يحمل سوى خمسة دراهم فقالت له " خذها دون أي مقابل " ففرح وشكرها وذهب .. بعدها أصبحت ميليا تفكر وتقول في نفسها وهي متعجبة " ما أجمل تلك العينتان الحزينتان وتلك الأبتسامة الخفيفة يا ترى لمن سيعطي هذه الزهرة ! هل لمحبوبتة أم لزوجته العزيزة؟ " وعندما عادت الى البيت قررت كالعادة أن تخرج مع فانوسها لجمع الخشب وأستمرت على هذا الحال لعدةِ أيام وفي كل يوم يأتي ذلك الشخص يأخذ وردة ! ..
أقترب موعد الشتاء وبدأت متاجر الزهور تغلق..
وفي يوم عندما جاء وأشترى وردةً أنتابه البكاء وزادها الفضول الى أين يذهب كل يوم هذا الشخص المكسور فقررت أن تلحقه ، وعندما لحقت بهِ وجدتهُ قد دخل الى مقبرةٍ ! فأختبأت بعيداً عنهُ لكي ترى ما القصة ! عندها سمعتة يقول " أتتذكرين كيف كنت ألعب بضفائرك الطوليتان وأنظر إلى عيناكِ الواسعتان ؟! أتتذكرين كيف تتركني أيتها الجميلة هل لانني أهملتك؟ ام لانك فتاةٌ عنيدة؟ أنا الذي تركت روحي فيكِ منذ أن رحلتي ! كيف تتركيني في هذا الحال طوال هذه الاعوام ؟انني أشتاق لسماع كلمة حبيبي تنطيقها بصوتك ألان ! لماذا لا تأتيني في الأحلام ؟ هل من المعقول أنني أزعجتك ؟ هل من المعقول أنني نسيتك الأن ؟ ألا ترين كيف أجلب لكِ الزهور كل هذه ألايام لأنها جميلة مثلك أيتها الملاك النائم ألان لكن يا حبيبتي لا تهتمي فأنا بطلكِ الذي كان يحميك من كل شيء حتى من برد الشتاء ! وها قد جاء الشتاء! و سيغلق محل الزهور فلا داعي أن تغضبي مني لانني لن أدفئك وأجلب لك ما تحبين فلا داعي أن تغضبي مني وتبكين ! أصبحت بلا جدوى الأن لكني لن أنساكِ فهذا محال وسأبقى آتيكِ في كل يوم " .. قامت ميليا وعيناها غارقة في الدموع وذهبت إلى البيت دون غنائها بصوتها المبحوح ونامت وهي تبكي على ما رأته ...
وفي اليوم التالي ذهبت الى متجرها وكان أخر يوم قبل أغلاقة فمر ذلك الشخص لكنهُ لم يشتري ! فخرجت وقالت له " كيف رحلت تلكَ الفتاة عنك " قال " الفقر وما يفعل! في ذلك اليوم لن أجد المال لشراء الدواء لن أجد حل لتلك الحسناء! تركتني وهي بين يدي ، أنظر الى تلك عيناها وأبكي لعل دموعي تنزل عليها وتصبحُ دواء " وضعت يدي على كتفة وقلت له " لكنها تحررت من هذا الفقر الجبان ! أصبح لها جناحان تطير فيهما كالطير
الأبيض الذي يطير في كل مكان ..
النهاية ..__________________________
Just follow me to see more
and don't forget to tell me your opinion
أنت تقرأ
Dina and the freedom || ديــنا والحرية
Short Storyعزف أنغام الحرية على أوتار الحياة .. ___________________ • هذا الكتاب يحتوي على العديد من القصص والاشعار المختلفة كل جزء يتكلم عن قصة ما سواء كانت نهاية سعيدة ام حزينة .. _______________ جميعنا نحتاج الى التحرير ! التحرير من قيودنا ! من حزننا...