~ خواطر لعينة ~

313 23 21
                                    

تزاحمت الأحاسيس السعيدة إلى الفؤاد ، داعبته ، ضاحكته ، قبلته بشهوة لا ينازعها فيه شؤم ، في ليلة قاربت لكونها تعيسة من سعيدة

حينها كنت أتقدم لصديق قريب العمر من سنواتي القليلة ، بشكوى من الزمن و مخلفاته على نفسيتي

و لربما كانت نزوة إعجاب سلكتُها كأنثى لأستدرج عاطفة شاب ، أصبح بعد عام و نصف صديقا حميما قريبا إلى قلبي من الشريان

شكوت له ليلتها أنينا أخفيته في عمقي بعيدا عن مشوهات التعاسة و جاعلاتها بؤسا يصعب تخطيه ، كمن خبأ أسراره سنينا و فجأة باح بها ليجعل لنفسه منها ثرثة لأي إنْسي ،

كنت أقيم لنفسي عهدا رغم عدم البوح به بين طيات نفسي ، أنني" لن أموت مكشوفة " ، فالأسرار تصنع في شخصية المرء ما تصنع ، من قوة و كبرياء ، لكن هدمتها بنوع محبب من الكذب و دموع التمساح ، لتكون روايتي هذه إعلانا لأول بوح لي عن طريق كتابتي ، بأشياء آلمت قلبي و تأثرت بها عن صغر

و عن محاسن في رجال أحببتها و كان مناي لقاؤها في ذكر و لم أقدر ، خططتها ، أو للتصحيح ، اخترت من جهازي حروفا أوثقها به في عالم افتراضي للناس، حقيقي لي ،

زخات رعدية للحياة من مخيلتي و مواقف طريفة و أخرى لطيفة من نسج مخيلتي التي لا نهاية لها

الكتابة و التفنن في الكلمات بلاء محبب ، ككأس نبيذ أحله ديني ، و أباحه كبريائي لي ، أسقي عروقي العطشى به لأبرد غليلا بي يكاد يدمر الهدوء بداخل أعماقي ، وصفتها بالمظلمة

عصفوري اللطيف ، تغاضى عن ضعف حروفي و قلة حيلتي بسبب عدم تمرسي لفن الكتابة في الأجزاء الأولى

و لتأخذ لي عذرا من سخاءٍ معروف عليك لأن موضوع روايتي ، في فصوله الأولى ، كان في مهب ريح شتوية تلعب بها أحاسيس الصغر ، ليس صغرا في العمر بل في الدراية

قبل الرحيل و قبل تركك مع بلسم من رواية متواضعة حروفها ، و تعلم السبب لنعتها بذلك مما ذكرت سابقا ، أريد إبشارك بأن مع كل فصل تحاول الكاتبة التي هي نفسها أنا ، أن تحسن من كتابتها و أن تقتني لحروفها زينة تليق بقرائها

فأبشر و باشر القراءة 🎀

****
عنوان الفصل :

" عندما تنتقي أفضل ألم لتعيشه "

~ في منتصف ليلة هادئة تحت ضوء القمر ~

فتاة تائهة خانها القدر اللعين ، تضرب الأشياء الصغيرة في أرضية الحديقة بقدمها

  " سـَـمــوهُ مــا تـَـشــاؤُــون ّ "  [ بِقَـلمِ هَاوِيـَة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن