العقد

36 4 0
                                    

فنظرت اليه نظرة الغضب، ثم انفجرت قائلة:  -ماذا تريد أن ألبس في هذه الحفلة؟ اخذته الدهشة حين رأى زوجته تبكي،وأبصر دمعتين تنحدران من زاويتي عينيها، فقال في تمتمة: -ماذا بك؟ اجابتهُ بصمت هادئ وهي تمسح الدمع على خديها:-لا شيء غير اني لا املك ما أتزين به، فأعط هذه البطاقة زميلاً من زملائك فأبتسم الزوج وقال: لنرى ماتيلدا، كم تكلفنا الزينة التي تغنيك في هذه المناسبة؟ أجابت جواب المتردد: - لا اعرف ذلك، أظن (اربعمائة فرنك) تكفي لهذه الغاية.تغير وجه الزوج قليلاً لأنه كان قد ادخر هذا المبلغ بتمامه للأيام الصعبة، ومع ذلك قال لها: -سأعطيك المال، فاجتهدي أن يكون لك منه ثوب جميل. اقترب يوم الحفل، ولكنها ما تزال حزينة وقلقة، وحين سألها زوجها عن ذلك، وقالت:     -تلك حفلة تزين، وأنا لا املك شيئاً مما تتزين به النساء. -تتزينين بالزهور الطبيعية، ذلك أجمل. ولكن هذا الكلام لم يعجبها،فقال الزوج اذهبي الى صديقتك السيدة فورستييه فاستعيري منه بعض الحلي، فصاحت صيحة فرح، وقالت: هذا صحيح، كيف لم يخطر هذا على بالي.و في صبيحة اليوم التالي ذهبت الى صديقتها التي اسرعت الى خزانتها، وأخرجت منها صندوقاً عريضاً وفتحتهُ، وقدمته لها، فوقع بصرها أولاً على الاساور، وعلى حين بغتة وجدت قلادة فاخرة من الماس، فخفق قلبها، فسالت صديقتها: -أتستطيعين أن تعيريني هذه القلادة؟ لا اريد غير هذه القلادة.

قصص اعجبتنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن