العقد

23 4 0
                                    

وفي صباح الغد اخذا علبة الحلية،وذهبا يضطربان في سوق الجواهر، وينتقلان من صائغ الى صائغ يسألان ويبحثان،ووجدا اخيراً عقدا من يشبه في نظرهما العقد المفقود كل الشبه، كان ثمنه (اربعين ألف فرنك)، وكان السيد لوازيل يملك (ثمانية عشر ألفاً) تركها له أبوه، فلا مناص من أن يقترض الباقي،اقترض ألفا من هذا، وخمسمئة من ذاك، وخمس ليرات من هنا، وثلاث من هناك،وكتب على نفسه صكوكاً،وأخيراً ذهب يشتري العقد الجديد،و  لما أخذت السيدة فورستييه الحلية من السيدة لوازيل قالت بلهجة عتاب: لقد كان ينبغي أن ترديها قبل الآن.ذاقت السيدة لوازيل، بعد ذلك عيش المعوزين، فلا بد من قضاء الدين، فاستغنت عن الخادمة، و استاجرت غرفة فوق السطوح، وباشرت اعمال المنزل والمطبخ بنفسها،فنظفت الاطباق، غسلت الملابس ونشرتها على الحبل، وحملت الماء من الأسفل، وذهبت الى السوق وفي ذراعها سلة،فأذا انتهى الشهر دفعت صكاً وجددت آخر، وطلبت مهلة، وكان الزوج يعمل في المساء عند تاجر بأجر زهيد، ودأب هذان الزوجان في هذه الحال عشر سنين، وفي النهاية أديا الدين كله بربحه الفاحش. كانت السيدة لوازيل قد تغيرت هيأتها، وظهر في رأسها الشيب، وصارت قوية غليظة، شعثاء الشعر، وكانت في بعض اوقاتها تجلس قرب النافذة حين يجلس زوجها على المكتب، فتفكر في تلك الامسية الذاهبة التي كانت فيها مهوى القلوب، ومراد الأعين، وماذا لو أن هذه الحلية لم تفقد؟ 

قصص اعجبتنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن