قصص اعجبتني

الندم على الذنب

فقال له الرجل: تعال لنذهب إلى رسول الله(ص) وإستغفر عنده وشفعه إلى الله عز وجل ليستغفر لك. فجاء «ثعلبة» إلى رسول الله (ص) وهو ينادي جاء المذنب جاء المذنب  وقال رسول الله (ص): ما قضيتك؟؟ فقص عليه القضية. فقال (ص): لقد عملت عملاً عظيماً  يا «ثعلبة»إذهب إلى الله وإستغفر الله بعد هذه الفترة من الدعاء والبكاء والتضرع لم تذهب آثار تلك النظرة الواحدة ، فكيف بآثار ما هو أكثر من آثار نظرة واحدة؟؟
ذهب «ثعلبة» إلى الصحراء وأخذ يتوسل  إلى الله أكثر من ذي قبل ويلتجئ ويتضرع ويبكي، ويقول: الكل طردني، حتى رسول الله (ص). وكان الناس إذا رأوه قالوا: هذا هو الذي أراد أن يخون أخاه ﴿في الإيمان﴾ في زوجته.  ذهب «ثعلبة» إلى الصحراء مجدداً وهو يقول: يا الله الكل طردني وتركني ولم يبقَ لي إلا عطفك وعفوك... وبعد أيام يبدو أن تلك الآثار  السيئة التي خفّت وتلك الروح طهرت إلى حد ما، فقال النبي (ص) ل«علي»(عليه السلام) إذهب وأخبر «ثعلبة» بأن الله قد قبل توبته.فجاء أمير المؤمنين(عليه السلام) ورأى «ثعلبة» تحت شجرة وهو يبكي ويتضرع، فقال له: البشارة البشارة…إن الله قبل توبتك إرجع إلى المدينة. فجاء «ثعلبة» إلى المدينة ووصل ليلاً، وكان النبي(ص) يصلي صلاة العشاء فأقتدى«ثعلبة» بالنبي(ص) وقرأ (ص) في صلاته سورة التكاثر {بسم الله الرحمن الرحيم*ألهاكم التكاثر} هذه الأموال والأولاد ألهتنا عن الحقيقة…فألى متى؟ {حتى زرتم المقابر} يعني إلى الموت، فالإنسان لا ينتبه عادة إلى أن يموت!!{كلا سوف تعلمون*ثم كلا سوف تعلمون} هناك في عالم بعد الموت نجد ماذا صنعنا في هذه الدنيا، وكيف ظلمنا أنفسنا؟؟ لما سمع «ثعلبة» هذه الآيات سقط مغشياً عليه… فجاؤوا ورشوا الماء عليه فوجدوه…ميتاً نعم ميتاً لخشية الله تعالى. ومات تائباً… عن الذنب (نظرة واحدة لكنها لها أهمية كبيرة عند الله).