-اختلاف في نقطة..
في الساعة الثامنة مساء اليوم التالي ,كانت الين تدق جرس باب بيت شقيقتها انتظرت طويلا قبل ان تفتح شقيقتها الباب .
"اهلا ادخلي لقد خرجت لتوي من الحمام ,في الواقع نسيت انك ستأتين اليوم اذهبي لغرفة الأستقبال ,لن أتأخر.."
"نسيت اني سأحضر".
لقد اتصلت الين تلفونيا منذ اربع ايام فأعلنت استيل بحماس انها ستسر بروية صديقتها..
"هل كنت خارجة".
"لا.انت تعلمين اني أبقى مساء من كل اسبوع في المنزل,لقد اصبحت الحياة محمومة لدرجة اني أحتاج لذالك .صدقيني".
ودعتها استيل للجلوس بحركة من يدها .
"سأرتدي ملابسي حالا,خذي مشروبا وسيجارة وتناولي ما تستطعين من الشكولاتة ,اني لا اجرؤ ذلك".
وبطريقة الية مدت يدها لتاخذ المعطف من الين وعندما أخذته اختفت اتجاه غرفة النوم.
جلست الين على احد الكراسي وأخذت قطعة من الشكولاتة ,كان هناك كتاب مفتوح ومقلوب على الاريكة ,التقت الين الكتاب والقت عليه نظره واحدة ثم اعادته الى مكانه بسرعة كانت الين تظن ان الرجال فقط يقرأون مثل هذه الكتب.
بعد عشر دقائق كانت استيل تسحب احد الكراسي وتجلس على ذراعة"ما أخبارك؟".
ثم اضافت:
"لماذا؟ أسأل ؟قد تكون معجزة اذا كان لديك أي اخبار تقصينها لي".
ابتسمت الين وهزة راسها .فسألت استيل عن الخالة سوء.
"انها ما زالت تعاني من الرومتزيوم على ما أظن ؟"
قالت الين بحزن:
"وحالتها تسوء".
سكتت قليلا بتأمل ثم قالت:
"لقد أخبرت احد الجارات اخيرا انها مستعدة للموت وقد اخبرتني الجار بذالك .وقد بدأت انشغل.احيانا يكون الم فضيعا.وهي تحاول اخفاء ذالك عني ولكن اشعر به".
هزت استيل كتفيها:
"انها السن لا تستطيعين عمل شيء لها ".
ثم القت نظرة جانبية على شقيقتها وقالت:"انك لا تستطيعين الاقامة في المنزل لو حدث للخالة سوء شيء اليس كذالك؟"
"أظن أن المالك سوف يوافق على ان ابقى".
"انك متفأئلة انه منزل في ضواحي لندن ,ووتوقعي انه يؤجره الملك لكي".
انه سيكون في المزاد"
ونظرت استيل الي الين بشيء من العطف.
"لبد ان المالك قد تمن ان تموت منذوا وقت طويل".
"انا متأكدة انه ليس بهذا القسوة".
ولكن في نفس الوقت وهي تقول ذالك تذكرت ان الخالة سوء كتبت للمالك من فترة قصيرة ,وطلبت من الين ان ترسل الرسالة هل من الممكن ان الخالة سوء تطالب ان تغير عقد الايجار ؟اذا كان كذالك والمالك رد بعدم الموافقة فهذا يفسر القلق الذي انتابها في الأسابيع الأخيرة .وقد يكون السبب في الحاح الخالة سوء على ان تخرج الين اكثر وتقابل اشخاص من سنها أو على الأصح رجالا..لتستطيع العثور على زوج الخالة سوء مستعدة لبيع مصاغها...
بدأ الدم يهرب من وجه الين ,وبدأت تشك بان مرض خالتها أخطر مما تعتقد..فكرت الين والم يعتصرها في احتمال وفاة خالتها .ماذا سيكون مصيرها هي وجنكس في هذه الحالة,كلما فكرت فيما قالته شقيقتها كلما أقتنعت ان المالك سيطردها من المنزل والسبب بسيط وهو قربه من العاصمة يساوي مبلغا من المال ,بدأ قلب الين يدق بعنف ولكي تتخلص من هذه الأفكار المزعجة طلبت من اختها ان تحكي لها اخر الاخبار .
"عن حياتك انها ستصدمك انها دائما تصدمكي".
قالت استيل وهي تبتسم ابتسامة عريضة وتأخذ سجارة من العلبة وتشعلها:"ما هي اخر مغامراتك اخبرني عنها؟.لقد كان اخرهم اسمه جيمسي عندما كنت هنا في المرة الاخيرة "
"جيمسي".
قطبت استيل جبينها في محاولة لتركيز ,ولكن بعد قليل انفرج وجهها وقالت ضاحكة".
"انني لا استطيع ان اتذكر أي جيمس منهم اه .انه جيمس كرستيلي.لقد كان غبيا .خسر مبلغا كبيررا من المال في لعبة قمار .ولذالك انتهى بنسبة لي انا لا اطيق الرجل الذي لا يعرف ان يحافظ على ماله".
وتلا ذالك صمت كبير ,وكانت استيل غارقة في تفكير عميق ولكن ما كانت تفكر فيه اثار تعبير الغضب على وجهها وقالت:
"لقد كنت اخيرا اخرج من شخص يوناني".
"يوناني".
سألت الين بهتمام:"كم جنسية عرفت اذن؟".
"الله اعلم,لقد تعرفت على اشخاص من امريكا الجنوبية انهما خبراء امريكان واستراليون ودانمركيون واسيان .وهم ايضا يعلمون ماذا يفعلون."
توقفت مستجيبة لضحكة الين.
"ماذا حدث لقد كنت تصدمين لسماع مغامرتي؟".
"اظن انني بدات اعتادها".
"انني سيعدة بذالك .كنت اكره الاحراج الذي تشعرين به طوال الوقت .ماذا كنت اقول الان؟اه.ذالك اليوناني المجنون .كان صغيرا في السن عمره واحد وعشرون سنه.عائلته غنية جدا تعمل في كل شيء ..من مزارع الزيتون والدخان الى الفنادق والملاحة .عندما قابلته كان لتوه خارجا من وصاية عمه الشيء دام عشر سنوات وعمه هذا يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين ..ولم يكن سولاس يتكلم كثيرا عن عمه ولكني فهمت من القليل الذي قاله عنه انه كان متشددا ولا يعطي الكثير من المال
ولذالك عندما بلغ الواحد والعشرين غادر جزيرة كريت حيث يقتلون بعضهم في المياوزات ويقتلون أي شخص يتعرض لهم او لعائلتهم باي اذى انهم اناس متوحشون ولهم قوانينهم الخاصة بالعقاب".
سكتت استيل لحظة تسحب نفس من سكارتها قالت الين بشك:"انك تبالغين.لا اظن ان هناك اناس يقومون هم بدور القانون هذه الايام اني متأكدة لا يقتلون بعضهم البعض ".
هزت استيل كتفيها:
"كما تشأئين هذا ما قاله سولاس ,واظن اني قرات عن هؤلاء الناس الذين لهم طريقتهم البربرية في الانتقام".وعلى سولاس .لقد قرر ان يبدأ عملا هنا في لندن واشترى لنفسه شقة خيالية هذا لاشيء بالنسبه لشقته صدقيني".
ابتسمت استيل لتعيد الدهشة على وجه شقيقتها وترددت للحظة ثم رفعت يدها دون اكتراث وهي تقول:"هل رايت من قبل ماسة بهذا الحجم ؟".
"هل هي حقيقية؟".
اختلجت عينا الين دون تصديق .لقد لاحظتها بطبع ولكنها افترضت انها تقليد .
"هل اشتراها لكي سولاس؟".
"كانت متعة في البداية لانه كان ينفق وينفق ليعوض كل السنين التي لم يكن يسمح له فيها بذالك .كما يقال يبدو ان عمه هذا كان بخيلا جدا وهو امر مضحك لانها اموال سولاس".
"نعم ولكن طالما عمه كان وصيا عليه فقد كان يقوم بواجبه".
"انها مسألة رأي".
كانت استيل تقبض اصابعها ليسقط الضوء على الماسة الرائعة فتشع بالألوان المختلفة وغمغمت لنفسها..
"ستكون مفيدة لوقت الشدة اني اجمع مجموعة .اني لدي سبع منها الان .وليس من النوع بالطبع لن احصل على واحدة مثلها طول حياتي سأريك المعطف وهو من الفراء اشتراه لي .ولكن سأحضر شيء لنأكله اولا..لقد استطعت الحصول من سولاس .على استثمار جيد قبل ان ينتهى كل شيء .جننت عندما حدث ذالك حصلت على كل ذالك منه في اسبوعين .ماذا كنت استطيع ان اكسب لو استمر الامر بضعة شهور".
حدقت الين في شقيقتها غير مصدقها ..
"هل قلت اسبوعين؟اسبوعين فقط؟".
"نعم لقد كنا معا كل الوقت ثم جت النهاية المؤلمة".
"مؤلمة؟".
"أقصد بنسبة لي وقع في حبي الغبي .كم ثرت .لقد طلب مني الزواج واعتبر موافقتي امر مفروغ منه .قال انه غرر بي وفي بلدة لايمكن احد غيره ان يتزوجني.وقال انه فعل ذالك لانه يحبني .وانه يعتقد انني احبه .والا ما كنت فعلت ذالك.ورفض يصدق عندما قلت له انني لا احبه .وانني لا يمكن ان احبه في يوم من الايام .كان قليل التجربة لان عمه كان يحمية اكثر من الازم.وبغم اني كنت اكره ان اتركه الا انه لم يكن لدي أي حل اخر لانه كان مصر على الزواج .كانت لدي احلام ان احصل على المزيد من الاحجار في شكل عقود او اسوار او غير ذالك".
كانت استيل تتكلم بصوت منخفض وقد قطبت ملامحة الجميلة .
"لقد توقعت اذن المزيد من المال ومن القطع الثمينة للشقة "
هزت كتفيها ثم عاد وجهه يصفر .
"انه الحظ في اللعب على ما أظن ,لقد ساءت الاحوال جدا مع سولاس ,في النهاية,لقد هدد بالانتحار لانه لا يستطيع العيش بدوني كما قال".
صاحت الين برعب..
"الانتحار!".
"نعم حاول ولكنه لم ينجح لقد حضر هنا بعد ان اخبرته اني انتهيت معه وان الزواج منه او من غيره هو اخر سيء يخطر على بالي .كنت في جلسة ممتعة على العشاء مع سنان موزفيلد وهو اخر اصدقائي عندما دق سولاس جرس الباب .فادخلته الخادمة الغبية جن جنونه عندما رانا واخذ يتوسل اليه ان اعو داليه وقد بكى بالفعل كان مشهد كريها اني ارجوا الا يتكرر ابدا وفي النهاية طلبت من سنان ان يلقيه خارجا ولكنه كان قوي واضطريت ان اتدخل انا والخادمة لنستطيع ان نخرجه .
تلا ذالك صمت قصير ونظرت الين اليها وقد روعتها هذي الاعترافات .لقد تصورت ذالك الرجل المسكين وهو يغدق عليها بالهدايا لانه يعتقد ان استيل ستتزوجة كما تصورت المة عندما راى محبوبته وهي تتعشى في شقتها مع رجل اخر ,ثم ان تلقيه في الخارج .كيف استطاعت استيل ان تكون في هذه القسوة ؟
"ما كان يجب ان تخدعي شاب بريئا هكذا يا استيل ان هذا عمل شرير".
"اذا لم تتغلبي على الرجل فانه سيتغلب عليك ,انظري ماذا حدث لك ,لقد ترك لك طفلة ليست حتى ابنتك انك طيبة اكثر من الازم يا الين وهذا لن ينفعك عندما تتعاملين مع صنف الرجال انهم يستحقون كل ما يحدث لهم واذا اتتك الفرصة لتقهري احدهم فانك تكونين غبية اذا تركت الفرصة تمر دون ان تفعلي".
ابتسمت الين لهذا القول ..
"لا اتصور ان هذه الفرصة قد تاتيني اني لا اقابل أي رجل".
"ولكن اذا حدث ,لنفترض ان الفرصة جاءتك لتحصلي على بضع ماسات ومعطف من الفراء هل تستغلينها".
"لا.لا استطيع.".
"انك بلهاء تفضلين العيش في الفقر .اليس كذالك".
"يجب ان اكون صادقة مع نفسي يا استيل .من الجائز ان اكون غبية كما تقولين ولكنه ضميري المتعب".
"ان الضمير دوما متعبا ,وضميرك دائما كان مؤرقا لك كما اتذكر,ومع ذالك قد ياتي اليوم الذي تتغيرين فيه امل لذالك لاني لا استريح لطريقة التي تعيشين فيها".
أنت تقرأ
روايات عبير / السعادة في قفص
Romanceالاحلام كالغيوم تتجمع في وديان القلب منها ماتدفعه رياح الايام بعيدا... فينسى ويمحى من الذاكرة ومنها مايمطر قطرات سعيدة فيتفتح زهر الحب . احلام آلين الفتاة الفقيرة عبارة عن اكاذيب بيضاء صغيرة تحيط بعالمها المقفر ولا تلبث ان تطيرها الصدمات واحدة تلو...