❋──❁(الفـ̲̲ـ̲̲صـ̲̲ـ̲̲ل العـ̲̲ـ̲̲اشـ̲̲ـ̲̲ر )❃──❋

14K 433 35
                                    

- 10يا حبيبـــــــي أحبـــــــك
عندما خرجت آلين من غرفتها كان سيمون أيضاً يخرج من غرفته
فتقابلا في الممر .
آلقى نظرة عليها ثم استقر نظرة على وجهها .
حملت نظرته كل الإزدراء ولكن لم تخلو أيضاً من مسحة حزن
كانت واضحة الآن في ضوء المصابيح .
وكذلك الشعور بالوحدة . . . يا للغرابة . . . من الجائز أن فترات تغيبة عن
المنزل لم يكن يقضيها مع النساء كما ظنت .
قالت استيل عندما علمت بفكرة الزواج أن آلين نجحت في تدبيرها أمورها جيداً
وإن كانت استيل لا تحبذ فكرة الزواج لأنها مقيدة للحرية .
إلى جانب أن أغلب الزيجات تفشل هذه الأيام .
فكرت آلين وهما ينظران كل منهما للآخر في الممر .
من الجائز أنه مشغول في مسائل خاصة بعمله فقط .
ومع ذلك فهي لا تتصوره يعيش حياة خالية من النساء .
ألم يلمح الرجل على ظهر اليخت أن له مغامرات نسائية كثيرة ؟
ثم تتكلم . . . فقطع عليها تفكيرها قائلاً بخشونة :
( لا تنسي ما قلته لي عن كونك أرمله . )
( لن أنسى . )
وبفيض من المشاعر التي كانت خليطاً من الحنان والندم كادت تبوح بالحقيقة .
فهي في الآونة الأخيرة فكرت كثيراً في ظروف حضورة إلى انكلترا ليعرض عليها الزواج .
ووصلت إلى الإعتقاد المحير وهو أن هذا التصرف يعني أكثر كثيراً عما يبدو في ظاهرة .
ولكن كان يمنعها من هذا التفكير اعترافه الصريح بأن رغبته فيها كانت السبب الوحيد وراء طلبة الزواج منها .
جاء ردة الحاد فأضاع فرصتها للإعتراف :
( يحسن إلا تفعلي . فإذا خذلتني فسوف تندمين على ذلك .
سبق وأن حذرتك . )
واحمرّ وجهها من طريقته العدائية .
فقالت بطريقة وقورة ضايقته لسبب ما :
( هل ننزل ؟ إن جنكس لم تنم بعد وقد تسمعنا . )
ولدى ذكر أسم الطفلة رق قليلاً وسأل عنها .
فأخبرته بوقوعها وإصابتها ولكنها لم تذكر السبب .
فأراد أن يعرف كيف وقعت بالضبط فلم تستطع إلا أن تخبره .
قطب جبينه ونظر إليها طويلاُ ثم أخبرها صراحة أنها لا تعرف كيف تربي الطفلة .
احّمر وجهها من هذا النقد ولكنها في الوقت نفسه شعرت بشيء من الراحة
لأنه قد لاحظ جنكس وفهم شخصيتها . . .
ومن الجائز أنه سيهتم بها ويحاول تهذيبها قليلاً .
لو فعل فستشعر آلين بأن حملاً كبيراً زال عن كاهلها .
لأنها كانت تريد لجنكس أن تنشأ نشأة سليمة حتى يحبها الناس دائماً .
إنهم بالطبع يحبونها الآن لأنها طفلة .
ولكن إذا ما كبرت بنفس الطباع فلن يتحملها أحد .
( أنا أدرك تماماً أني لست حازمة معها بما فيه الكفاية . )
واعترفت آلين بذلك متابعه :
( كانت الخالة سو تقول ذلك دائماً . ولكن جنكس تحتاج إلى الرجل في تربيتها . )
توقفت عن الكلام . لم تكن تقصد أن تقول ذلك . . .
ليس لسيمون . . . لاحظ سيمون تغير لونها ولكنه لم يعلق على كلامها . . سألها :
( ماهي إصابتها ؟ هل هي كبيرة ؟ )
( جرحت في رأسها . ونزفت من أنفها . كما أن ذراعها انسلخت من الإحتكاك . )
لدهشتها بدأ عليه الضيق وهي تصف جروح جنكس .
ومرة آخرى هز رأسه غير موافق على طريقتها في تربية الطفلة مما جعلها تحمر أكثر :
( يجب أن تكبح . )
صدرت عنه تنهيدة صغيرة ملأتها بالدهشة .
فنظرت إلى وجهه محاولة أن تقرأ تعبيره .
من الواضح أنه كان يراقب جنكس منذ فترة ولم يكن متجاهلاً لها تماماً كما اعتقدت آلين .
( هل قلت إن إصابتها سيئة ؟ )
( أنفها ورأسها على ما يرام . . وهي لم تشك كثيراً من ذراعها .
ولكن أعتقد أنها ستؤلمها أكثر فيما بعد . )
استمرت تنظر إله شاعرة بشيء من الراحة .
لأن هذه كانت أول مره يتكلم فيها معها بطريقة مهذبة .
منذ ذلك اليوم عندما كذبت عليه وأخبرته أن جنكس أبنتها .
( ماذا وضعت على ذراعها ؟ )
( دواء وجدته في أنبوبة في خزانة الأدوية . وقد أراحها على الفور . )
( إن لدي دواء ممتاز للتسلخات . ليتك أخبرتني .
في كل حال سننتظر ونرى ما يحدث .
يجب إلا تذهب للمدرسة غداً حتى لا يرتطم بها أحد الإطفال . )
كانا قد سارا إلى أول السلم .
وكان سيمون طويلاً وأنيقاً في حلة رمادية فاتحة من الموهير .
وآلين صغيرة ورقيقة بجانبة .
تذكرت الوصف الذي كانت خالتها قد ذكرته عن الرجال الكريتيين .
رجال كالصقور أكثر كبرياء وطولاً واستقامة من كل اليونانيين .
يسيرون بخطوات . . واسعة ويتحركون كالملوك في طرق يمهدها الآخرون لهم .
وعلى الفور انتقلت ذاكرتها إلى مشاهد على الباخرة .
نظرات الحسد التي كانت تلاحقها . كلمات دون عندما قالت :
( إنه ذلك النوع من الرجال الذي لا تستطيعين رفع عينك عنه .
ولذلك فإن كل الفتيات على ظهر الباخرة تغرن من اهتمامه بك . . . )
أي عالم من السعادة الخادعة عاشته في تلك الفترة القصيرة ؟
وفكرت آلين والألم يعتصر قلبها . .
سيمون الحبيب الرقيق والودود . والصديق الكريم
الذي اشترى لها كل ما تشتهيه وأكثر .
كان كل هذا ملكها وهي تعتز بهذه الذكريات برغم أنه من ناحيته كان يحاول كسب ثقتها ليغريها للذهاب معه في اليخت .
وخلال الأمسية لاحظت آلين نظرات زوجها المتكررة وعندما
كانت تنظر إلي عينيه كانت في كل مره ترى فيهما التفكير والإكتئاب .
فيم كان يفكر متطلعاً إليها هكذا ؟
هل كان الكره هو العاطفة الغالبة ؟
إن الكريتيين يكرهون بشدة . وماذا عن الحب ؟
هل يحبون بنفس القوة ؟
بعد أن أنتهى العشاء وكان الأزواج الثلاثة يجلسون في النفاء يشربون القهوة .
حضرت جنكس فجأة بقميص نومها المزركش ووجهها مغمض وعيونها منتفخة من البكا ء .
وكانت تمسك بذراعها وهي تبكي ثم سارت ناحية آلين التي قامت من كرسيها لتذهب إليها :
اتجهت كل العيون إلى جنكس وابتسم الضيوف الأربعه للطفلة فيما عدا وجه سيمون
الذي كان جاداً وكذلك آلين :
( ما الخبر يا حبيبتي ؟ هل يؤلمك ذراعك ؟ )
هزت رأسها بالإيجاب :
( حاولت أن أتحمل يا أمي ولكني لم أستطع .
أنت لست غاضبة لأني نزلت ولديك ضيوف . )
وطافت نظرتها بالحاضرين .
( إنها تؤلمني بشدة . )
واعتذرت آلين للضيوف وحملت جنكس بين ذراعيها .
ولكن لدهشتها الكبيرة وقبل أن تفهم آلين ما يريد .
أخذ منها جنكس واعتذرت للضيوف وحملها داخل المنزل ثم على السلم وآلين
تتبعه وقد حيرها تصرف زوجها غير المتوقع ولكنه أسعدها اهتمامه بالطفلة .
( ستجدين أنبوبة بيضاء في خزانة الأدوية في حمامي . )
قال على الفور لآلين التي دخلت وراءه إلى غرفة نومها .
أجلس الطفلة على السرير وراح يفك الأربطة التي ربطتها آلين من بضع ساعات .
( أحضريهـــا ) .
عند عودتها وقفت آلين لحظة عند الباب .
كان سيمون يفحص الجرح بينما كانت جنكس تنظر إليه بعينين واسعتين بإنبهار طفولي .
وبينما كانت آلين تراقب .
رفعت الطفلة وجهها وقربته من وجه سيمون وكادت تطبع على خده قبله مبتله .
ولكنها نظرت فرأت أمها . فقالت وهي تبتسم :
( كان الرباط ملتصقاً يا والدتي . . ولكن السيد . . . السيد . . .
ولكن والدي رفعه بدون أن يؤلمني . . . )
لم تستطع آلين أن تتكلم من شدة تأثرها من هذا المنظر .
نظرت في عيني سيمون وهي تناوله أنبوبة الدواء فلمحت النظرة الغريبة التي نظر بها إليها
والنبض في رقبته .
( الأربطة في الطابق السفلي . أذهبي وأحضريها . . .
ستخبرك كيريا عن مكانها . )
كان من الواضح أنه يريدها أن تذهب . فطبت جبينها في حيرة .
لم يضايقها أن تذهب لتحضر الأربطة بنفسها بل بالعكس .
ولكن من الغريب أن سيمون لم يطلب منها أن تدق الجرس لكيريا حتى يعطيها
تعليماته لتحضر الأربطة
المطلوبة .
تأخرت آلين هذه المرة أكثر وعند عودتها وجدت جنكس تجلس على ركبة سيمون وهو يجلس على السرير
وقد لفت جنكس ذراعها غير المصابة حول رقبته وأسندت رأٍسها الصغير على صدره .
( إن أبنتك هذه سريعة الحركة . )
قالها بدون تأثر ولكن آلين شعرت بالإثارة .
قالت آلين بإرتباك وبضحكة مفتعله :
( كانت دائماً تأمل أن تجلس على ركبة رجل .
لقد كان هذا طموحها من فترة . )
( وقد حققته الآن . )
قال سيمون ذلك وبدون أن ينظر إلى آلين أخذ المرهم من يدها ووضعه بمهارة على الجرح .
( ها أنت يا آنسة . . هل تشعرين بتحسن الآن ؟ )
حملها برقة بعيدا عنه لينظر إليها .
كانت عيناها الواسعتان تلمعان وطبعت على فمه قبلة صغيرة . )
( نعم أشكرك بشدة . )
نظرت إلى آلين وقالت :
( سأذهب غداً على مركب والدي لنزهة طويلة . هل ستأتين معنا ؟ )
ثم نظرت لسيمون :
( أنا لا أريد أن أذهب بدون والدتي .
لم تقل إذا كانت تستطيع أن تأتي معنا ؟ )
( سنتكلم في هذا صباحاً . أما الآن فعليك الذهاب إلى النوم . هل تفهمين ؟ )
هزت جنكس رأسها بسعادة .
كانت تحاول أن تبقى مستيقظة بصعوبة نظر سيمون
إلى آلين وطلب منها أن تذهب للضيوف .
ما كان يجب أن نتركهم نحن الأثنين . )
وخرجت آلين على الفور من الغرفة بعد أن قالت لجنكس تصبحين على خير .
ولكن جنكس لم ترد لأنها كانت مشغولة في الكلام مع سيمون وتلقائياً
وقفت آلين قليلاً خارج الباب الذي لم تغلقة . قالت جنكس :
( نعم سأذهب للنوم . يجب أن أكون عاقلة الآ ن . . آليس كذلك ؟
ولا أقول الكلمات السيئة . . يجب أن يكون المرء عاقلاً من أجل الأباء لأنهم رجال .
إن داريل عاقل من أجل والده الجديد كما أخبرتك عندما كانت أمي في الطابق السفلي . . .
وأنا أيضاً قلت لأمي سأكون عاقلة من أجل والدي إذا أحضرت لي
واحداً . . . وسأكون عاقلة كما سترى . )
( من الأحسن أن تكوني عاقلة . )
قال بصرامة مفتعله . مما أخاف آلين .
أما جنكس فضحكت بنعاس .
فشهقت ألين مندهشة لأنها لاحظت الرقة التي وراء هذه اللهجة الصارمة .
ما الذي حدث أثناء غيابها من الغرفة .
يبدو أن معجزة حدثت في هذه الدقائق .
( أبقي حيث أنت . )
كان صوته آمراً وقاسياً . وقفت آلين وعادت للغرفة وقلبها يدق .
( إن لدينا كلاماً كثيراً . )
طرفت عيناها وقطبت بحيرة .
( حقاً ؟ )
قال على الفور :
( ما الذي تقصدينه بقولك لي أن جنكس أبنتك ؟ )
قفزت بعصبية وسعلت لتسلك حلقها :
( هل عرفت ؟ )
لم تندهش كثيراً فقط تذكرت النظرات الغريبة التي كان يوجهها لها وهما في الغرفة العليا مع جنكس .
لقد اكتشف شيئاً ما أثناء غيابها وكان يريد أن يستكملة لذلك
أرسلها مرة أخرى لتحضر الأربطة بدلاً من أن يطلب منها أن تدق الجرس للخادمة .
لمعت عينا سيمون :
( هل تدركين ما أنقذت منه ؟ )
للحظة عابرة رأت الكريتي المتوحش بوقفته القاسية وعينيه السوداوين
المعدنيتين المهددتين :
( لو كنا بمفردتا لخنقتك . )
سكت لحظة لتعلق على كلامه ولكنها لم تقل شيئاً :
( لقد سألتك ماذا كنت تريدين بتلك الكذبة الشنيعة ؟ )
بللت شفتيها :
( كانت . . كانت للإنتقام . )
( من أي شيء ؟ )
( لأنك أهنتني وأخفتني . . كنت أريد أن أنتقم من أي رجل لما فعله بي والد جنكس . )
أمر غير منطقي . لم تكن آلين محتاجة لأن ترى تعبيره لتفهم ذلك .
( إذن كان علي أن أدفع ثمن هذا أيضاً . )
هز رأسه كما لو كان تصرفها يحيرة بشدة :
( أخبريني عن والد جنكس ، وكيف حصلت على الطفلة ؟ )
كان صوته رقيقاً مما شجع آلين على أن تسأله كيف أكتشف أن جنكس ليس أبنتها .
فأخبرها بأنه كان يراقب جنكس من مدة وبالتدريج شعر بالحيرة لأنعدام الشبة بتاتاً بينها وبين آلين .
قاطعته آلين بدهشة :
( هل كنت تراقبها ؟ لقد شعرت أنك تتجاهلها تماماً . )
ابتسم قليلاً :
( إن المرء لا يستطيع أن يتجاهل طفلة مثل جنكس يا آلين .
لقد لاحظت كم هي جذابة .
وستكون أشد سحراً عندما أتولى تربيتها . )
( هل ستفعل ؟ أعلم أني لم كن حازمة بما فيه الكفاية .
ولكن الخالة سو كانت تقول دائماً إنها تحتاج لرجل . )
نظرت آلين بإمتنان ، وقال سيمون ضاحكاً :
( تعتقد إنها يجب أن تكون عاقلة من أجل رجل .
إنها شيطانة ولكنها طفلة ممتعه في كل حال . )
ثم أخذ يشرح لها كيف أنه بالأمس رأى جنكس تكتب أسمها وكانت تكلم نفسها
وتقول إنها يجب إلا تنسى أسم مارسلاند .
( بالطبع لم يكن هذا يثبت شيئاً ولكنه أثار شكوكي .
وهذا المساء عندما كنت في غرفتي تبحثين عن المرهم لاحظت كتاب صور على الطاولة بجانب السرير .
وعندما فتحته لاحظت أن أسم مارسلاند أضيف بحبر مختلف فسألت جنكس
وعندما عدت بأنبوبة المرهم لم أكن قد أنتهيت من سؤالها .
( لذلك أرسلتني مرة خرى للطابق الأرضي لأحضر الأربطة . )
( نعم .وأخذت جنكس تتكلم فشعرت أننا سنصبح أصدقاء .
لذلك لم يكن عسيراً أن أعرف منها ما أريد .
لقد أخبرتني أنك أخيراً . . . أخيراً . . جداً . )
وأضاف وهو يصر على أسنانة وعيناه مثبتتان على وجهها .
( . . . طلب منها أن تضيف أسم مارسلاند إلى أسمها . )
كان ينظر إليها بصرامة فحولت وجهها .
وبدأت بسرعة تحكي له كيف أخذت جنكس في البداية .
عندما نظرت إليه بعد أن فرغت من قصتها كانت تنتظر
منه نظرة إزدراء لسذاجتها التي جعلتها تنخدع .
ولكن لدهشتها وجدت تعبيراً مختلفاً تماماً . وكان صوته رقيقاً وعطوفاً .
( سبعة عشر عاماً . . . كنت لا تزيدين كثيراً عن طفلة . .
هل فكرت عندما تركك والدها وهرب . أن تسلمي جنكس للمسؤولين . )
هزت رأسها بقوة :
( لم أكن أستطيع ذلك . كنت أحبها بشدة .
وبرغم أنك قد تعتبرني مغرورة إلا أنني أعتقد أن جنكس
ما كانت لتعيش سعيدة بنفس الدرجة لو تبناها أي شخص غيري والخالة سو بالطبع . )
وأخذت آلين تحكي لسيمون مشكلتها الحقيقة عندما رفض الجيران أخذ جنكس .
كان ذلك لحد ما لتبرير تصرفها بطلب النقود من سيمون .
ولكنه لو كان قد فهم ما تقصدة ،
فإنه لم يعلق عليه ولكنه قال بجفاف :
( بالطبع كانت سعيدة معك لأنك تركتها تفعل ما تشاء . )
( ليس دائماً . . إنها ليست سيئة جداً حقيقة . )
وابتسم سيمون بمرح فحبست آلين أنفاسها .
إنه يكاد يكون لطيفاً كما كان على الباخرة .
ولكن ليس تماماً لأن عينيه كانتا ما زالتا تعبران عن بعض النقد والعتاب .
( إلى متى كنت تظنين أنك ستستطيعين خداعي ؟ )
( بالنسبة إلى جنكس ؟ ليس طويلاً . )
واعترف ببساطة ، ولكن لفزعها رأت فمه ينقبض .
( يجب أن أشد أذنيك لكل هذا الغباء .
وكذبت علي أيضاً عندما قلت أنك لم تحبيني على الباخرة .
كنت أعلم جيداً أنك وقعت في حبي لذلك دهشت عندما أنكرت ذلك . )
وسكت ثم خطأ إلى وسط الغرفة وقال أمراً ولكن برقة جعلت الدموع تملأ عينيها :
( تعالي إلى هنا . )
فذهبت إليه فأمسك يديها :
( لماذا تظنين إني ذهبت لانكلترا أيتها البلهاء ؟
لقد أكتشفت بمجرد أن رحلت من كريت أني أحبــك .
ولكني ظننت أنني سأتغلب على ذلك .
إن الزواج لم يكن محبباً إلي .
ولكني بعد قليل شعرت أني لا أستطيع أن أستغني عنك . . .
نعم . . . أعلم ما ستقولينه ، إنها الرغبة . نعم .
ولكن ليس ذلك النوع الذي تفكرين فيه . )
( لا . . . إني أدرك ذلك الآن . )
وأخبرته بما سمعته ثم همست بتردد وخجل :
( اغابـــي مـــو ســاغــابـــو )
على الفور ضمها إليه بحنان . . . وهمس بعد قليل :
( يا حبيبتــي . . إنــــي . . أحبــــك . )
وأبتعدت آلين عنه وقالت :
( لماذا لم تقولها بالإنكليزية يا سيمون . ؟
وإذا كنت حضرت لأنك تحبني وتريد أن تتزوجني .
لماذا لم تقل لي ذلك على الفـــور ؟ ) .
ورفع حاجبيه وقال :
( لإني قبل أن أستطيع أن أقول لك أي شيء .
قدمت لي مطالبك الإجرامية . هل تذكرين ؟ )
احمرت من الخجل ونظرت إلى أسفل .
وأستطرد هو قائلاً :
( في كل حال لقد رتبت الأمور كما أريد . . .
بعد أن استنتجت أن هذه الفكرة كانت فكرة استيل .
وفي الواقع أنك اعترفت أنكما تناقشتما في الأمر وكنت
أريد أن أخبرك ولكنك أنكرت حبك لي . . .
شعرت أنك تكذبين وأن كل شيء سيكون على ما يرام
عندما تعودين معي إلى كريت .
كنت سأعلم على الفور أنك تحبينني . أليس كذلك يا آلين ؟ )
ازداد احمرارها ولكنها وافقت على كلامه وقالت :
( كنت أفكر في أن أقول لك الحقيقة منذ فترة ) .
ثم أضافت أنها لم تفعل لأنها كانت تعتقد أن أهتمامه الوحيد بها كان لرغبته فيها
وهي لا تستطيع أن تكون ذلك النوع من الزوجات .
وتجاهل كلامها هذا لأنه لم يكن كلامها هاماً إذ لن تكون أبداً ذلك النوع من الزوجات .
وكن مازال هناك الكثير الذي يجب توضيحه من الجانبين .
ولكنهما يريدان في الوقت الحالي أن يكونا فقط قريبين من بعضهما .
وقفا متعانقين للحظة . ثم قال سيمون :
( لماذا لم تجدي غرفة أخرى لابنتنا قبل الآن ؟ )
وبدون أن ينتظر جوابها استطرد :
( إلا تظنين أنها ستكون أفضل في سريري ؟
إنه أصغر . . ولكنها قد تستيقظ إذا حركتها ) .
( لن تفعل جنكس . لا تستيقظ أبداً بعد أن تنام . تستطيع أن تحملها . )
ثم لاذت بالصمت وقد دفنت وجهها في سترته لأنه ضحك منها من كل قلبه . . . .

تـ×ــمــ÷ـت

🎉 لقد انتهيت من قراءة روايات عبير / السعادة في قفص 🎉
روايات عبير / السعادة في قفصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن